رأي ومقالات
عبد الباسط سبدرات : “راغب علامة” وزيراً!!
وبالطبع شرب أهل أم درمان “قهوة” الضحى وسكر القهوة (الخبر الجديد).. أما أهلنا في “الزريبة” فقد سألوا سؤالين: من “راغب” هذا؟ وأي علامة فيه؟ والسؤال الثاني: وما الغريب أن يُعين شخص وزيراً؟ ألم يُعيّن فلان.. وزيراً؟ وأردفوا بسؤال آخر: ومالنا و”راغب” هذا.. وحقيقة لهم حق.. وكذلك أنتم.
والخبر أن الفنان اللبناني “راغب علامة” عُين وزيراً للسياحة في الحكومة اللبنانية الجديدة!! وأعلن الخبر و”راغب علامة” يقدم برنامج “عرب آيدول”.. “النجم العربي البطل” أو “النجم العربي الأوحد.. ومعه قمران وموسيقار.. كان “راغب” وقد أصبح وزيراً للتو يدير البرنامج وكأن وزارة السياحة اللبنانية بين نغمين .. موّال.. وتاؤه ليل وعين ترقب سهر الليل في العيون الجميلة.
بدا الوزير الفنان.. فناناً وزيراً.. كأنه أقسم وهو يتولى المنصب أن يظل راغباً في إسعاد الناس وأن يظل علامة مضيئة في أماسي الناس، وأن يجعل الوزارة محطة لانطلاق نحو فضاء عريض يبدأ من شجرة “الأرز” العتيدة ولا ينتهي (بمغارة جعيتا) وأن يصبح مقر الوزارة أفئدة للناس.
نعم، أدهشني الخبر للوهلة الأولى، ولكن ما لبثت الدهشة أن استحالت لأمر آخر هو.. وضع الأصبع على مكمن الدهشة!
سبب الدهشة صدمة الخبر كما فعلت بالدرويش في الزريبة، وقد غطى جلال الشيخ “البرعي” على الضحى في ذلك الصباح.. ربما قال: (آه من آخر الزمن)، ثم ابتلع ريقاً كأنه “الحنظل”، لكنه غسل المرارة بمدحة (مصر المؤمنة)..
قصيدة (مصر المؤمنة) ذكرتني كيف تقلد “البارودي”، الشاعر المجدد، سنام الوزارة.. ثم كيف أبصر الناس د. “طه حسين” الضرير وزيراً للتعليم في مصر!! تبصر عيناه خفايا الشعر الجاهلي ويصرخ صرخته المدوية في التشكيك فيه!! ولماذا أتحدث عن مصر القديمة وحتى الرئيس “حسني مبارك” لم يغفل بل انتبه انتباهة أيقظت نياماً وغافلين حين جعل د. “فاروق حسني” وزيراً للثقافة.. ومن قبل في مصر “يوسف السباعي”.. وصاحب “ساقية الصاوي”، وحتى الفنانة المغنية التي ملأت سماء مصر بالعزة يوم غنت (والله زمن يا سلاحي)، فأصبحت في برلمان مصر هرماً رابعاً.. السيدة “فائزة كامل”.. ثم في المغرب الأستاذ الفنان الشاعر والمفكر الوزير “محمد عيسى”.. وفي سوريا انتبه الأب المؤسس لسوريا البعث “حافظ الأسد” الذي اختار الفنانة المثقفة والمفكرة سليلة آل العطار وجعلها وزيرة للثقافة لعقد ونيف من الزمان.. الوزيرة “نجاح العطار”.. وفي قطر المثقف والمحدث اللبق “حمد الكوراي” وزير الثقافة القطري.. ثم في السعودية “محمد عبده يماني” والشاعر الفذ “غازي عبد الرحمن القصيبي”..
تُراني، وقد عَقدت فرحة الخبر فم قلمي، فطفق يكتب بالجملة في حديث يحسن فيه القول (بالقطاعي)!
أما لماذا دُهشت وفرحت.. فمرد الأمر في الدهشة أن أهل لبنان استقبلوا الخبر الذي أدهشنا باعتياد مدهش.. بل باستحسان مكتوم.. فهم معتادون على تعظيم الفن وأهله، ولا يندهشون إذا ما أصبحت “نوال الزغبي” وزيرة للصحة.. فوزارة الصحة في معتقدهم وقناعتهم تصبح أكثر فعالية وصحّة إذا ما أدارت أقسامها – وفيها قسم القلب – امرأة تمنع القلوب من أن يصيبها العمى.. وويل للقلب إن لم يبصر!! وويل للقلب الذي لا تحركه ولا ينبض بإيقاع مستريح وهو يرى “نوال الزغبي” تجلس على مكتب الوزير، ثم يراها مساء في (الروشة) تسقي الآذان ماء الشعر وقد عطره “جورج جرداق” أو “سعيد عقل” برائحة (الجلنار) وقد بدت نطفة لتفاحة مختلفة..
أما لماذا فرحت.. فمردُّ فرحي أن سنام الفن قد اقترب من منطقة الطيران الآمن (33) ألف قدم!! فأنا أحب – ولا أستحي أن أقول – الجرأة في القرار والذكاء في الاختيار والقدرة على اصطياد النجوم.
ربما يظن قارئ لمّاح أن لهذا المقال قربى ووشيجة لقبيلة السيد الوزير، التي يكتب معلقاً عليها الصديق “مصطفى البطل”.. وهو صاحب قلم نظيف وليس له أظافر.. رغم انه بعيد عن أرض الوطن، والبعد عن الوطن يُورث غلظة في الانفعال.. لكنه يكتب وكأنه يستحم “في المقرن” وبعافية ابن الوطن الودود!!
ربما يكون ذلك الظن الطيب – وأنا أبعد عنه الإثم – قد قارب هامش اليقين، إذ أن الأمر يتعلق بوزير ووزراء.. غير أن مقالي هذا لا يعني مطلقاً أني أهتف وأعلق على أسلاك البرق وبوابات الفنارات أعلاماً وشعارات تنادي بمجلس وزراء من الفنانين!! أقصد كل قبيلة الإبداع.. وإنما هو فرح بإيقاد مصباح واحد في مجلس الوزراء يضيف لبقية المصابيح ضوءاً منفرداً ومفصحاً بالإلفة والإبداع.
أعود لتفصيل ما جاء “جملة”، فأعود أولاً لمتن المقال.. “راغب علامة” الوزير لوزارة السياحة.. وأسأل سؤالاً ربما يكون (مسيخاً): لماذا اختير وزيراً للسياحة؟!
لا شك أن “راغب علامة”، وهو الفنان الذي ظل لعقود من الزمان نجم بيروت الذي لا يغيب عن سماء الطرب والغناء، وقد امتدت شهرته، ليس في العالم العربي وإنما لأمريكا اللاتينية، حيث بذر “جبران” و”ميخائيل نعيمة” و”الخوري” و”إيليا أبو ماضي” بذور الأرز في تلك البلاد.. لا شك أنه أصبح أحد معالم مدينة بيروت.
وبيروت مدينة شابة وعاشقة، ومدينة ضاحكة بالليل وصارمة في نهار “برج البراجنة”، وهي المدينة التي يسترخي فيها الضحى حتى آذان العصر، ثم يبدأ ليلها مباشرة بعد صلاة العصر.. ويطول حتى “يشقشق” الفجر.. هذا للذي ينشد من بيروت الاسترخاء وأطباق (الفتوش) و(الكِبة) وصحاف المذات العشرين!!
وبيروت للذي يعشق الفكر والثقافة تمتد كل خطوط الطول وخطوط العرض بعصير الكتب المثلج والدافئ والحار..
وبيروت تعرف أيضاً عِزة وصمود حزب الله..
ثم بيروت تتمدد في صوت “فيروز” حتى يصبح كل الأفق (فيروز)!!
في وطن اسمه لبنان.. وهو مهوى قلوب المنشدين لنفوسهم خلوة من زحمة الأسى وسيطرة الحزن، يكون اختيار وزير لمصدر الدخل الرئيسي وهو السياحة.. يبقى أن يكون وزيراً يضيف لمعالم بيروت (مغارة) جديدة و(شتورة) أخرى.. فإذا كان الوزير جزءاً من مكونات السياحة يكون اختيار “راغب علامة” قد اختار الوزير (الآيدول) على وزن (عرب آيدول)..
ربما يقول أحد المتربصين بي: (الناس في شنو وزولك في شنو)؟! وأجيب ألا يكفي الناس وقد امتلأت صحف وأوراق بإيراد أخبار وقصّ حكايات تزيد من ارتفاع ضغط الدم وتقوية (صلايب السكر).. أن أعطيهم حبة مهدئة و(أنسولين) بالكلمات؟!
أعود لتفصيل ما جاء جملة.. وأتحدث عن الذكاء في الاختيار باصطفاء الفنانين والكتاب والشعراء والمفكرين وأهل الإبداع في الشأن الوزاري..
تحدثت عن مصر، ومصر “أم دنيا الحياة” حين اختارت الشاعر الضابط الثائر “البارودي” على سنام مجلس الوزراء.. عرفت كيف سيصبح غداً (مانشيت) الصحف، وكيف تنقل وكالات الأنباء خبراً مستعجلاً وعاجلاً.
ويوم أقسم د. “طه حسين” وزيراً للمعارف بمصر المحروسة، كما يطلق عليها عليّة القوم في مصر، أصبحت وزارة المعارف محروسة برجل مُبصر ومستنير.. وزاد يومها عدد التلاميذ في المدارس والطلاب في المعاهد والأساتذة في الجامعات، وامتلأت أرفف المكتبات بمئات الإصدارات.
ثم عرف الرئيس “حسني مبارك” أن فسطاط “عمرو بن العاص” في مصر يمكن أن يمتد من شارع (الأزبكية) إلى ثلاثية “نجيب محفوظ”، تبدأ من “بين القصرين” و”قصر الشوق”، وتمتد حتى تلاقي مدينة الشعر “أحمد شوقي”.. وعرف، وربما أشار عليه مشيرٌ صادقٌ قائلاً: (سيادة الرئيس.. باريس.. كل باريس تتحدث عن فنان مصري.. تباع لوحاته وكأنها من فعل “بيكاسو”، وهو يعرف أسرار الموسيقى ويسهر مع أهل الفكر في باريس وأنه.. وأنه.. اسمه د. “فاروق حسني”.. ماذا لو أصبح وزيراً للثقافة)؟!! سكت الرئيس “مبارك” ولم يقل شيئاً!!
وبدأ البحث عن د. “فاروق حسني”، وامتلأت ملفات.. وجاءت روايات.. ثم صدر قرار جمهوري بتعيين د. “فاروق حسني” وزيراً للثقافة.. ثم تلقفت باريس الخبر ونقلته للندن، وكلمت لندن برلين.. وظلت كرة الثلج الفرحة تكبر حتى أصبحت هرماً رابعاً في “الجيزة”..
واتسعت “القلعة”، ولم يعد السياح يتحدثون عن مذبحة المماليك، وإنما باتساع رقعة الثقافة في مصر.. واتصل الحبل السري فربط بين “يوسف السباعي” و”نعمات عاشور” و”محمد متولي الشعراوي”!!
ثم كان المليك سليل البيت المكرم الملك “محمد الخامس” ذكياً كما عودنا وصاحب دربة وفقه مستنير حين اختار “محمد عيسى” وزيراً، وهو المعروف لدى أهل رواق اليونسكو، وتم تعيينه وزيراً فكان ميلاد مهرجانات (أصيلة).. التي جعلت المغرب قِبلة أهل الفكر والفن والجمال، وأصبح “الطيب صالح” مهاجراً مقيماً وقمراً في سماء (أصيلة).
ثم أن خادم الحرمين الشريفين قد اختار مفكراً وأديباً مرموقاً وعالماً نحريراً ليكون وزيراً للإعلام هو السيد “محمد عبده يماني”.. ليكون وزيراً في مجلس الوزراء.. وقد أضاف إضافة في حقل الفكر والإعلام والإحسان، تضيف فراسخ في التوسعة للبنيات الفكرية والثقافية..
ثم اختار الشاعر السفير “غازي عبد الرحمن القصيبي” وزيراً شامخاً ومجرة كبيرة الألق والأقمار.. واتسع مجلس الوزراء حتى نجران، وطنجة.
وأما صديقي الوزير “حمد الكوارتي”، وزير الإعلام ثم وزير الثقافة، فيكفي أنه قد جعل الدوحة دوحة وارفة الظل لأهل الفن والفكر، ثم أكد أنها عاصمة الثقافة العربية، ليس لعام وإنما لأعوام تلي..
هل أسترسل في حيث الغمام الممطر بالدهشة والاستحسان؟! وددت أن أفعل، وربما في مرة قادمة بعد حين أتحدث خارج منطق الأشياء.
وأقول، وأنا أختم المقال، إني حين أتناول موضوعاً معيناً أرى أن أكتب فيه.. أعلم وفي كثير من الأحيان أني أختار بغير ما يريد برنامج ما يطلبه المستمعون.. والذين يقولون إني لا أريد أن أتحدث في “ساخن” الأمور.. ولكن ما هو معيار السخونة الضابط لدرجة الحرارة المطلوبة؟!
أظن أن الترويح في مقال وإن استفز البعض – وأعذرهم – فيه خير.. وربما (مرهم) يزيل (خشونة الرُكب)..
وإلا فالذين يريدون “ماسخ الحديث” أو “ساخن السياسة” أو كوب ليمون من شجرة المؤانسة.. فلهم كلهم خيار “الظن الطيب” لأني أظنت أنهم جميعاً على حق.
عبد الباسط سبدرات
صحيفة المجهر السياسي
الاستاذ الكبير عبدالباسط سبدرات متعك الله بالصحة والعافية
السيد راغب علامة اليس هو الذي قال عندما سأله احد مذيعي فضائيات العهر عن اقبح نساء العالم فكان رده مباشرآ ( هن السودانيات ) وعندما انتفض الشباب السوداني حاول التراجع بأن كلامه قد تم تفسيره بالخطآ ؟
سيدي بالامس القريب كنت اشاهد احدي حلقات برنامج اراب ايدول وكان السيد راغب يجلس وسط عاه؟؟؟؟؟ وعندما تقدمت مشاركة سودانية تغني بكلام لا يفهمه الا من كان يعرف معني وجمال الشعر الفصيح صرن يتهامسن ويتضاحكن والغبيتان لا يعرفن انهن يضحكن علي انفسهن وغباءهن فالقصيدة التي تغنت بها المشاركة السودانية تنافس اشعار عباقرة الشعر في العصر الجاهلي والحديث .
السيد راغب علامة اعطي صوته للمشاركة السودانية مجاملة ومحاولة لترقيع بشاعة وجهه تجاه حواء السودانية ؟
ثانيآ استاذنا عبدالباسط وانت تتغزل في لبنان هل نسيت ما فعلوه ببعض السودانيين المقيمين هناك وشتائهم العنصرية ومعاملتهم التي يستحي منها بعض الاسرائيليين ؟
ياخي انت علي كيفك بس انا لا بحب راغب ولا بحب لبنان.
المرات القادمة عليك الله اكتب لينا عن افريقيا فهي امتدادنا الطبيعي والجغرافي ( يا استاذ فكنا من الاعراب فلا نحن منهم ولا هم راضيين بينا )
يعني انتو بتستهزاءوا انو فنان ويبقي وزير سياحة ،،،والله حيكون احسن منكم علي الأقل هو شبعان قروش مامقطع زي ناس كدة استغلو مناصب الوزارة عشان يلملوا الدولارات ويبنو الابراج في ماليزيا ،،،،،،بالرغم من اني مامن معجبات علامة
المقال بكل بساطة انو مافي احسن من التكنوقراط في المناصب الوزارية7
المحامي سبدرات عرف بإنتمائه وإرتمائه في أحضان الأنظمه الشموليه لأنها تتيح الفرصه لأمثاله تقلد المناصب الدستوريه بينما بصعب عليه ذلك في ظل النظام الديمقراطي والدليل علي ذلك مشاركته ودفاعه عن مايو وكذلك في بداية الإنقاذ حيث تم إستغلاله وإستعماله في المرحله الضبابيه ….وبما أنه ايضا كاتب الأغنيه الوحيده رجعنالك بيضة الديك اراد أن يعود عبرها الي كرسي وزارة الثقافه من باب الدعوه لإستوزار التكنوفراط ومن هنا نقول له راحت عليك لكثرة اصحاب الإنتاج الغزير في هذا المجال .
أولاً إنت يا سبدرات ما عندك وطنية وغيره على السودان بدليل إنك بتمجد في شخص أساء لأخوات نسيبةاللائي هن أرجل من مليون راغب ، وإنت يا بت مهيره (المعلقة أعلاه) لست واحدة منهن. ولو عاجبك هذا الراغب أطفشي ليه في بيروت وأشتغلي معاهو.