رأي ومقالات

سفير (جوبا) وليس وجوه النفاق


[JUSTIFY]لماذا لم تستدعِ وزارة الخارجية السودانية سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم بدلاً من السفراء الغربيين الثلاثة الذين استدعتهم لتقدم لهم شرحاً لما ثبت من دعم جوبا للحركات المتمردة التي اعتدت على أم روابة وأم كرشولا؟! إن الخارجية السودانية استدعت كلاً من القائم بالأعمال الأمريكي والقائم بالأعمال البريطاني والسفير النرويجي في مسألة دعم جوبا للمتمردين الذين لم يعتدوا هذه المرة على الحكومة بل على المواطنين وممتلكاتهم ومرافقهم الخدمية. إن السفراء الغربيين لا يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً؛ لأن مصادر الدعم أصلاً هي دولهم فالحركة الشعبية التي تحكم الآن جنوب السودان تكوَّنت أصلاً من دعم غربي وإسرائيلي، وحتى الآن يتدفق الدعم من نفس المصادر وأصبح الآن بصورة شبه علنية بخلاف ما كان أيام تمرد الحركة الشعبية ضد حكومات نميري وسوار الدهب والصادق والبشير. والسفراء يستخدمون اللغة الدبلوماسية التي تخفي وراءها الأجندة السرية. وإن كنا نشكو دولة جنوب السودان لهذه الدول الثلاث أو إلى مجلس الأمن فإن مثلنا الشعبي يمنعنا، فهو يقول: (السكران ما بشكوه لست الأنداية).. أي (السكران لا يُشكى لصانعة وبائعة الخمر). لكن كان المطلوب من الحكومة السودانية أن تستدعي فقط سفير جوبا في الخرطوم ليرد على ما ستحدثه به الحكومة أو الخارجية السودانية. قد ينفي السفير ويعتبر أن الأمر مجرَّد ادعاء، فلا يمكن أن يعترف بأن بلاده تدعم المتمردين، وإن كانوا هم جزءًا لا يتجزأ من الجيش الشعبي التابع لبلاده بقيادة سلفا كير ميارديت. لكن ما دام أن السفراء الغربيين قد اقتنعوا بما أثبتته لهم الحكومة السودانية وقالوا لوكيل الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان إنهم سيتواصلون مع دولة جنوب السودان للكف عن ممثل هذه الأعمال لضمان سير عملية السلام ما دام أنهم اقتنعوا، فإن الخطوة أمام الحكومة السودانية هي طرد سفير جوبا في السودان وسحب سفير السودان في دولة جنوب السودان. ولعلها خطوة ذات ثمرة على صعيد الأمن والاستقرار في جنوب كردفان وغيرها. ربما تسحب جوبا جيش الحلو وعقار أي الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتان للجيش الشعبي. وجوبا لم تدعم المتمردين كما فعل القذافي أو إسرائيل أو واشنطن أو النرويج من قبل مثلاً أو منقستو الرئيس الإثيوبي الهارب، وإنما يأتي دعم جوبا باعتبار أن قوات الحلو وعقار جزء من قوات جيش الجنوب (الجيش الشعبي). لذلك كان حرياً بحكومة الخرطوم أن تطالب جوبا بسحب قواتها التي أسندت قيادتها للحلو وعقار، تطالبها بسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة اللتان اعتدت إحداهما بقيادة الحلو على أم روابة وأم كرشولا.

يمكن أن تستفيد جوبا من فرقتي الجيش الشعبي بقيادة الحلو وعقار في داخل دولة جنوب السودان للدفاع عن حكومة الحركة الشعبية التي أقلق مضجعها الجنرال ديفيد ياوياو في البيبور وغيرها وهو يتوجه إلى بور مسقط رأس جون قرنق. إن جوبا لن تستفيد من الاعتداء على المواطنين السودانيين وذبح الفتيات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بسلاحها الذي تحمله قوات قطاع الشمال وحركات دارفور المتمردة، اللهم إلا استفادة نفسية متمثلة في الاستلذاذ بإيذاء السودانيين المسلمين. إذن لا بد من مواجهة السفير الجنوبي.. فلا معنى للجلوس مع السفراء الغربيين فهؤلاء يمثلون هنا وغير هنا وجوه نفاق سياسي، مفضوح.

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا[/JUSTIFY]