نادية عثمان مختار

أغذية فاسدة و..أبو نجمة (بايظ)!


أغذية فاسدة و..أبو نجمة (بايظ)!
في حوار أجريته مع الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ( سابقا) كان قد أجاب على سؤال حول حماية حدود البلاد من تدخلات الدول الجارة، فقال في أسى (إن ظهر الوطن؛ بل جميع جسده مكشوف ويجب ستره وحمايته) !! حديث الفريق سعيد عن حدودنا( المكشوفة) تذكرته وأنا أطالع أخباراً مؤسفة عبر صحيفة ( الأخبار) الغراء، تفيد بدخول مواد إسرائيلية منتهية الصلاحية تم ضبطها بأحد مصانع الحلويات بالخرطوم، وفي سياق غير بعيد نُشر خبر آخر بذات الصفحة يفيد بضبط كمية من الحبوب والأدوية والمراهم الطبية والكريمات منتهية الصلاحية وغير قابلة للاستخدام الآدمي بمدينة الأبيض !!
وبين الخبرين يقف المرء فاغرا فاه، ومتسائلاً عن ما وصل إليه الإنسان السوداني و(رخص) حياته وهوانها على من ولّوا أنفسهم حكاماً ورعاة لا يخافون المولى في رعيتهم التي سيسألون عنها، يوم لا ظل إلا ظله !!
نيابة أمن الدولة ألقت القبض على المتهمين في قضية المواد الإسرائيلية منتهية الصلاحية ورفضت إطلاق سراحهم بالكفالة أو الضمان الشخصي ولكن السؤال الذي يحتاج لإجابة فورية هو: كيف دخلت هذه المواد (الإسرائيلية) للبلاد عبر بوابة مطار الخرطوم ( على عينك يا تاجر) دون أي سؤال عن مصدرها ؟! أو حتى معرفة صلاحيتها من عدمه ناهيك عن الدولة التي أوردتها للبلاد والعباد، وهي عبارة عن سموم تم خلطها لتصنيع الآيسكريم والحلويات التي يستخدمها في الغالب أطفالنا فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض !!
المثير للغضب أن صاحب المصنع الذي استجلب هذه المواد الإسرائيلية (القاتلة) هو (تركي) الجنسية؛ فهل فتحنا الاستثمار لكل من هب ودب ليأتي إلينا(بنفايات) تل أبيب وغيرها من الدول فيقتلنا بها ويقتل أطفالنا بدم بارد ؟!!
أمر كهذا يستدعي المحاسبة على أعلى مستوى، وتصعيد المسألة على كافة الأصعدة واستدعاء السفير التركي للتأكد ممن هم وراء صاحب مصنع الآيسكريم والحلويات المستجلِب للأغذية الإسرائيلية الفاسدة، ولمعرفة كيف ولماذا ومنذ متى يتم هذا الفعل الإجرامي في البلد قبل أن يتم اكتشافه الآن !!
مابين الأغذية الإسرائيلية الفاسدة ومراهم اللوكسيد التي تستخدمها الفتيات في تبييض بشرتهن وحبوب الصفقة وأبو نجمة المستخدمات لزيادة الوزن والتسمين السريع يجد المرء نفسه مشفقاً على إنسان هذا البلد من الحال المزرية التي وصلنا اليها، فلا الحلويات والآيسكريم صالح للأكل ولا اللوكسيد وأبو نجمة نافع للتسمين ولا الحال (بيفرح) عدو ولا حبيب !!
المحاسبة ثم المحاسبة لكل متورط في فساد يلحق بالأغذية أو الأدوية؛ فحياة البشر ليست رخيصة؛ ولو كان السادة الحكام لا يستخدمون حلويات غير (الماكنتوش) المستورد من الخارج ولا يحتاجون لحبوب أبو نجمة لانتفاخ خدودهم الممتلئة صحة وعافية، فالحال ليس كذلك بالنسبة للمواطن (الغلبان) !!
و
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ..!!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/26
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. بهذا الخبر انا تأكدت تماما ان فعلا اسرائيل هى واء مخطط تحديد النسل السودانى واكاد اجزم ان هذا الخبر جزء من ذاك المخطط فارجو من حكومة الانبطاح ( اسف حكومة الانقاذ ) ان تهتم بالمسألة وارجو كذلك ان لا يكون هناك مسؤولين كبار متورطين فى هذا المخطط فمن كتر اخبار اسرائيل اليومين ديل فى السودان الواحد بقى ما مطمن ان الجماعة ناس الانبطاح ديل يكون انبطوحوا لليهود (( الله يستر ))