نادية عثمان مختار

بركات صلاة الصبح ..لغة ( وردية) بين الرئيس والمهدي !!

بركات صلاة الصبح ..لغة ( وردية) بين الرئيس والمهدي !!
كنت في السابق من دعاة مشاركة الأحزاب بكل مسمياتها وانخراطها في تشكيلة الحكومة الجديدة، خاصة الأحزاب ذات الثقل السياسي والقاعدة الجماهيرية العريضة؛ ليس لتقوية الحكومة ولكن لتكون هذه الأحزاب بزعاماتها وقياداتها (شوكة الحوت المابتتبلع ولا بتفوت) في حلق الحكومة؛ ولأن هذا السودان الذي حكمته الإنقاذ وتربعت على سدة الحكم فيه أكثر من عقدين من الزمان ليس ملكا خالصا لها ولا هي ورثته من (جدها) ولا هو ( مزرعة) أحدهم؛ إنما هو ملك لكل السودانيين في كل ربوع الوطن شبرًا شبراًًًً، حزباً حزباًً، ومربعا مربعا !!
هذا الوطن الذي لم تستطع معارضته إسقاط حكومته بأي الآليات سلمية وغيرها كاد الناس أن ييأسوا من تغير خارطته الإنقاذية رغم ثورات الربيع العربي التي تهب رياحها من حولنا دون أن تحرك ساكن الشارع إلا في مساحاته المحدودة من احتجاجات هنا وهناك بسبب الضائقة المعيشية وغلاء الأسعار وانعدام المواصلات وقلة المياه وغيرها من (بلاوي) المواطن السوداني التي تؤرق منامه ولا تضج منام الحكومة التي يعلو صوت شخيرها بينما المواطن ( سهران يعد في النجوم) !!
رفض حزب الأمة للمشاركة في الحكومة لأسباب يراها موضوعية أمر قوبل باستحسان الكثيرين ممن يرون أن هذه الحكومة لا خير فيها ولا جدوى من المشاركة والانخراط في صفوفها، ولكن هل يستطيع حزب الأمة ممارسة العمل المعارض بشكل مؤسس ومؤثر في ظل اتفاق رئيس الحزب السيد الصادق المهدي مع الرئيس البشير بهذا النفس الهاديء الذي استشعرناه من الخبر الخاص الوارد بصحيفة الأخبار الغراء حيث تقول تفاصيله( الحنينة) أن السيد الصادق كان إماما لصلاة الصبح التي أم فيها السيد الرئيس عمر البشير ومن ثم التقى معه في حوار عبر اجتماع مطول قارب الثلاث ساعات بمقر إقامة الرئيس كان أبرز ما جاء فيها طي ملف مشاركة حزب الأمة في الحكومة بما في ذلك أي من منسوبيه !!
وأوضح الخبر أن الرئيس البشير (جدد تعهده بتشكيل حكومة قادرة على تحمل مسؤوليات المرحلة القادمة بمنهج يحقق مبادئ الرشيد والشفافية، وكفالة حقوق الآخر؛ بما في ذلك حق المعارضة في القيام بدورها في الرقابة والنقد والنصح مع الالتزام بموجبات الممارسة الديمقراطية، وتعضيد مبدأ الحوار السلمي والنأي عن العنف) !!
وكان الرد على حديث الرئيس من السيد الصادق أن (تعهد بأن يلعب وحزبه دورهما الريادي في قيادة المعارضة بمسؤولية تعلي من مصالح الوطن وتحافظ على سلمه واستقراره ودعم التحول الديمقراطي على أساس من الحوار والإسهام الإيجابي في حل مجمل قضايا الوطن) !!
حديث الرئيس و( معارضه) السيد الصادق المهدي يشعر المرء وكأننا في دولة( ديمقراطية شديدة) ، ومستوى الخطاب المهذب والتعهدات التي قطعوها على أنفسهم في ظاهرها تبشر بالخير و(المتفائل) سيظن أن المعارضة ستكون قوية بحق وناقدة بصدق وناصحة حد الإيلام للحكومة التي ستقبل رأي معارضيها برحابة صدر وأفق واسع ومقدرة على تحمل سياط النقد من أجل إصلاح المعوج حبا وكرامة في وطن الجميع حكومة عاقلة) ومعارضة مسؤولة) !!
هذه الصورة الوردية جدا كانت ما خرجت به من بعد إمامة السيد الصادق ( المعارض) لرئيس الحكومة في صلاة صبح اتسم بالهدوء واللغة المهذبة والموضوعية، ولكن ماذا وراء هذا المشهد الجميل و(الحنين) جدا وهل يتفق هذا المشهد ودعاوى إسقاط الحكومة التي تتبناها المعارضة،أم أن خيار الإسقاط سيسقط أمام هذا الالتزام بـ ( المعارضة المسؤولة الملتزمة بموجبات الممارسة الديمقراطية وتعضيد مبدأ الحوار السلمي والنأي عن العنف) ؟!
أم انه (إسقاط) سلمي ودون أي عنف ذلك الذي تقول به المعارضة أم ماذا ؟!!
هذا ما ستقوله قادمات الأيام وسنرى كيف ستكون لغة خطاب الحكومة والمعارضة عقب الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة !!
و
غدا لناظره قريب !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/27
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]

تعليق واحد