نادية عثمان مختار

سيدي الرئيس.. شعب السودان أولى !!


سيدي الرئيس.. شعب السودان أولى !!
في حوار أجريته لصالح قناة أمدرمان الفضائية مع الأمين العام لجمعية حماية المستهلك د. ياسر ميرغني دار الحديث في محور كامل عن
( خروف) عيد الأضحى المبارك وأسعاره التي أخافت الناس وهددتهم بالحرمان من نعمة الفرحة بلحمة العيد الذي ينتظره بعض أبناء هذا الشعب الطيب من العام إلى العام حتى يشبعوا من الشواء و(الكمونية) وما لذ وطاب من لحوم الخراف السودانية المحترمة !!
حدثني د. ياسر عن الضغوط التي سيمارسوها على تجار الماشية لتخفيض أسعار الخراف للحد الذي يستطيع معه حتى المواطن الفقير الأضحية، وقال لي أنهم مع مسألة البيع بالكيلو للخراف بحسبان أن في ذلك توفيرا للمواطن، حيث يمكنه شراء الخروف بحوالي الأربعمائة جنيها فقط لا غير وبل مضى الرجل إلى القول في إصرار بأنه هو شخصيا لن يضحي هذا العام بخروف يتعدى سعره الأربعمائة جنيها بجنيه واحد وأقسم على ذلك !!
وقال الرجل لو أن الأمر يستحق المقاطعة فليقاطع الجميع لمحاربة جشع التجار ولأن ( الغالي) يجب أن يُترك غير مأسوف عليه وقال لو أن المواطنين لم يستطيعوا الأضحية لغلاء أسعار الماشية فعلى الرئيس البشير أن يُضحي ويذبح خروفا بالنيابة عن الأمة السودانية باعتباره الراعي المسئول عن رعيته !!
حديث الأمين العام لجمعية حماية المستهلك كان مقبولا لدي وبل حتى تصريحه بالأمس لجريدة ( الأخبار) الغراء الذي أوردته الزميلة النابهة ريم الأحمر لمقاطعة خراف الأضاحي عبر حملة تقودها الجمعية خلال 48 ساعة حال عدم انخفاض الأسعار كان حديثاً مبشراً ، ينم عن وقفة جميلة من الجمعية وأمينها العام مع المواطن (المسكين وغير المسكين) ؛ لكن ما قرأته في موقع (أفريقيا اليوم) ممهوراً بتوقيع الصحافية النابهة صباح موسى من (بشارة) ساقتها للمصريين (هدية رئاسية) عبارة عن أغنام من السودان؛ جعلني أضرب كفا بكف وأندهش ليس لكرم الرئيس الحاتمي فهداياه الكثيرة لشعوب العالم تحدث عن كرمه !!
ولكن مبلغ حيرتي كان من التناقض الذي يصاحب المشهد ونحن على أعتاب عيد الأضحى المبارك ، إذ كيف يتسق أن يكون المواطن السوداني مهدد بعدم الأضحية لهذا العام لغلاء أسعار الماشية وعدم مقدرة معظم السودانيين على شرائها، بينما رئيسنا يُهدي الشعب المصري الشقيق (20) ألف رأساً من الأغنام ( بهدف توفير اللحوم السودانية العالية الجودة في السوق المصرية ) كما جاء في سياق الخبر ؟!!
يا سيدي الرئيس نحن شعب السودان لسنا بخلاء والشعب المصري يعرف ذلك عنا وكل شعوب العالم ولا نمانع في إن تُهدي مصرا ، أو غيرها فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نفسه قال : ( تهادوا تحابوا) ؛ ولكن علك تدري أن المواطن السوداني يعاني هذا العام تحديدا من غلاء أسعار الماشية وبل أن معظم الأسر مهددة بعدمها ؛ فلماذا لم تؤجل هديتك المحترمة للأشقاء في مصر حتى تكفي أهل السودان وشعبه أولاً ؟!!
كان من الجميل لو أن سيادة الرئيس خرج بذات الكرم ليُعلن لكل أسرة من غير المستطيعين بأن ( الدولة) ستوفر له خروفا ( معتبرا) ليس بالأقساط لأن علماء الدين قالوا (لا يجوز) ولكن من خزينة الدولة التي هي خزينة الشعب و( ما خسارة) في الشعب السوداني (خروف لكل مواطن) بكل الإعزاز والتقدير حتى لا يحقد كرماء هذه البلد على الجيران الذين يهاديهم الرئيس .. وأولى له أن يُهادي شعبه !!
و
شعبك ( القريب) ولا جارك البعيد !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/31
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. الأستاذة/ نادية تحياتى وعظيم تقديرى لك ولكل حرف تضيئين به سطور كتاباتك .
    أولا: حمد الله على السلامة …. ثانيا: تعليقا على (هدية المشير البشير ) أقول : على المثل ( اللى يحتاجه البيت يحرم علي الجامع ) و ( جحا أولى بلحم ……..خروفه.!!!!!.

  2. والله العظيم فضحتونا ،، يا خوانا ،، نحن كلاب عشان نتشاكل على اللحمة مع المصريين ؟ أين الفضل الذي بين الناس ؟ نتيتوا لحمهم وطفحتوهم
    اللحمة الليسا ما أكلوها ،، ندمتوهم على قبول الهدية ،، منيتوا وأذيتوا وما خليتوا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !