رأي ومقالات
سليمان عبد الله حمد : برامج إكتشاف المواهب الغنائية
فهناك برنامج «أستوديو الفن » والبرنامج هذا نجح رغم ضآلة امكانياتة التقنية والمالية بتقديم مجموعة أصوات مميزة سرعان ما التحق أصحابها بإذاعة وتلفزيون السودان التي كانت يومذاك تتسيد الساحة الإعلامية المرئية وكان المتنفس الوحيد للمواهب الجديدة و من هذه المواهب نتذكر العديد من الأصوات الغنائية التى ظهرت في ذاك الزمان الجميل …
ونفهم ونتقبل ان تتطور فكرة «أستديو الفن » شكلا ومضمونا وان تشهد شاشات التلفزة السودانية برامج مشابهة أولها وأهمها بالتأكيد «استديو الفن» في تلفزيون السودان في بداية السبعينيات ليستمر لسنوات وليرفد للساحة الغنائية بمن أصبحوا وأصبحن نجوم ونجمات الغناء في السودان والمحيط الأفريقي منذ أواسط السبعينيات وحتى اليوم، لم تكتب له الاستمرارية لأسباب إدارية – مالية تنظيمية …
وبسبب النجاح الكبير الذي حققه صلاح طه في برنامجه، فقد توالت البرامج المشابهة بأهدافها والمختلفة بأساليبها، تابع المشاهدون «زمان يا فن» ومن بعده « أغاني في أغاني » إضافة إلى برنامج بعنوان ” نجوم الغد” القائمة البرامج قد تطول وتطول !!! ..
نعود إلى موضوعنا الأساسي لنؤكد ان مثل هذه البرامج. مفهومة ومقبولة بل هي واجبة لأنها تصب في خدمة هدف فني واضح المعالم ولو لم تتواجد لكان علينا ان نسعى إلى استحضارها لأن فن الغناء السوداني مسؤولية تخضع للتطور والتجدد حقبة بعد حقبة وجيلا بعد جيل وإنما بشرط عدم الانفصال عن الأسس والمبادئ التي نشأ عليها فن الغناء والموسيقي هذا إضافة إلى ان الإفساح في المجال أمام المواهب الادائية الغنائية المتميزة واكتشافها ومن ثم تبنيها ودعمها واطلاقها ورعاية مسيرتها. إرث موروث منذ نشأة الغناء السوداني وان باشكال مختلفة، وهو ما أكدته كل المواهب المجتهدة التي تم اكتشافها والتي تم تتويجها من قبل لجنة مكونة من أساتذة أصحاب اختصاص في مجالات التأليف والتلحين و التوزيع الموسيقي وعلوم الاصوات الغنائية، بدليل ان نجوم الغناء في السودان بشكل خاص هم في غالبيتهم من خريجي استديو الفن وأغاني في أغاني أو نجوم الغد وقائمة البرامج التى ترعى النجوم تطول … !! و تطول ..!!
اليوم يبرز على ساحة البرامج المعنية باكتشاف المواهب الغنائية أكثر من برنامج … وقد يكون صحيحا ان هذه البرامج قدمت أصواتا غنائية مدهشة لكن يبقى ما هو أهم و هو السؤال الذي لطالما طرحناه: ماذا أعدت هذه البرامج لهؤلاء؟؟؟؟ وكيف ستوظف تميزهم؟ وهل من خطط جاهزة لإطلاقهم؟ واسئلة أخرى عديدة لا مجال لطرحها في هذه العجالة ؟!
ان كل التجارب السابقة مع البرامج تلك أكدت ان الفائزين (الفائزات) فيها يتركون لمصيرهم ولجهودهم الذاتية، ومن دون رعاية أو متابعة أو حتى دعم إعلاني، بل ان التواصل ينقطع بمجرد انتهاء زمن العرض، ما يعني ان مثل هذه البرامج تحمل في طياتها أبعادا استغلالية خصوصا وان هذه البرامج تعتمد أول ما تعتمد على كم الاتصالات التي تتوالى من الجمهور، وعلى عكس ما كانت عليه برامج اكتشاف المواهب الغنائية سابقا، وحيث الاختيارات كانت تتم من قبل لجان اختصاص في شتى فروع ومجالات العمل الغنائي !!
فألى متى ستستمر عملية استغلال الناس؟ والى متى سيستمر أصحاب المواهب في تأمين مصالح هذة الشاشات على حساب مواهبهم.
إن فكرة برامج مسابقات المواهب الغنائية وإن كان هدف هذه البرامج مادي وتجاري “لا أعتقد أن تظهر موهبة فنية من خلال مسابقة غنائية فالفنان الذى يمتلك موهبة يفرض نفسه وموهبته من خلال اجتهاده ودراسته ويطور من نفسه ويصبح مستواه أفضل”.
توثيقي للفن السوداني
سليمان عبد الله حمد ـ الرياض
[email]ab_fatima2011@hotmail.com[/email]