رأي ومقالات

سليمان عبد الله حمد : تنوع في لوحة الفن السوداني


أغنية الحماسة التى خلفت فينا ناراً من الحماسة لن تنطفئ .. بلاشك فإن الفنون تعتبر الوعاء الثقافي لأي امة والفن فيه كل الإرث الثقافي والقيم والأخلاق التي يجب إن تحفظ لتكون موروثاً ثقافياً ليكون رافداً ثقافياً تتكفل كل روافد الثقافة في الحفاظ عليه ونقله بأمانه تاريخية حتى يصل للأجيال بالصوت والصورة معا …
فالسودان معروفا بتنوعه وتباينه وتعدده في اللغات والثقافات والجغرافية مما جعله متنوع أيضا في فنه الغنائي والموسيقى والإيقاعات الكلمات والرقصات …
وبلا شك فإننا كقومية سودانية متأصلة الجذور رغم اختلاف السحنات الثقافية والعرقية إلا أننا نطرب للفن السوداني الذي نسمعه فهو فن نشأ في ظروف تاريخية محددة ووجدت الاهتمام والرعاية من الإعلام الذي ساعده في الانتشار أو عمل على نشره … هو فن من فنون السودان المتنوعة والملونة بتقاسيم وسحنات أهل السودان المختلفة ولكن ليس سودان الغد الذي نحلم به ونحمله فوق حدقات العيون !!! …
فالشعب السوداني شعب ذواق فكثيراً ما نقرأ من الكتاب ونقاد الفن على صفحات وسائل الإعلام المسموعة والمرئية طرح وتسطير لمقالات وبرامج ومقابلات تزين هذا وتنبذ هذا وتمجد هذا أو ذاك من الوسط الفني قديماً وحديثاً !!! فهي رؤي فيها كثير من الظلال ذات الميول والأمزجة الخاصة ..
فهناك بعض من الفنانين السودانيين الذين درسوا وتعلموا ووصلوا مراحل عليا من التعليم يغنون أغانيهم بكلمات ليست من البيئة الشعب السوداني او ثقافته و هناك آخرون من الفنانين يسمونهم ناقدي الفن السوداني بأنه فن هابط ومبتذل وهو الأكثر انتشار في وسط العامة الناس فهو ليس اقرب إلى وجدانهم من الفن السوداني لأنه معبر بكلمات سودانية بسيطة ومعبرة وإيقاعاته راقصة وجميلة لذلك نجده منتشر ووجد القبول والاهتمام من كل شرائح المجتمع العاصمي …
إذا اردت تتأكد من هذا عندما يكون لديك حفلة شاور اقرب زملائك الذي تعتبره مثقف وقل له أي فنان نجيبه للحفلة يقول لك أبو عركي وانتظر إجابته ولو بعد حين !!! …
فالسودان فيه إيقاعات غنائية كثيرة وكلمات فنية رائعة ورقصات أكثر من رائعة لكن مصنف من ضمن التراث أو الفن الشعبي وبعضها لم ترى النور وتحتاج من الدارسين التنقيب عنها وتطويرها وتقديمها من خلال وسائل الاعلام خصوصاً بعد انتشار القنوات السودانية الخاصة والتى تلهث وراء الربح المادي دون النظره إلى جودة ما يقدم المهم ملء المساحة البرامجية بالغث والثمين ..
التراث والفن الشعبي والفن الحديث الفرق بينهما هو إن الفن الحديث هو الفن الشعبي نفسه ولكن قدم بوعاء حديث أي ادخل الآلات الحديثة فصارت أغنية حديثة أي تم تطويرها ، إما الأغنية الشعبية تقدم كما وجدت من مصدرها الأول بكل آلاتها الموسيقية التقليدية المحلية دون أية زيادة مثل أغنية الطنبور أو الربابة المسمى أغنية الشايقية ولكن تتحول أغنية الشايقية إذا غنت بالاركسترا أغنية حديثة وهكذا على باقي أغنيات السودانية التي بعيدة عن الوجدان السوداني باختصار نحن كسودانيين لم نستمع لبعضنا البعض حتى يتبلور فن سوداني يعبر عن أفراحنا وإحزاننا وحنينا وشوقنا وحماستنا التى خلفت فينا ناراً من الحماسة لن تنطفئ …..

توثيقي للفن السوداني
سليمان عبد الله حمد ـ الرياض
[email]ab_fatima2011@hotmail.com[/email]