رأي ومقالات

سليمان عبد الله حمد : شي من ذاكرة تلك الأيام

نبحر من خلال كتاب المبدع معاوية حسن يس (تاريخ الفن السواني ) من خلال ذكريات تلك الإيام التي مضت عجلي بحيث أنها لا تعود أبداً … حقاً فهو طيف من ذكريات ذاك الزمن الخالد … فيا لروعت المشهد … فى خضم رحيل (الصوت الراقي ) وردى و (إنقراش حس طنبور) ود كرم الله و وغياب (العندليب ) زيدان ،ألقى اليم ُ بساحلى عند الغسق !!! بنسخةٍ إكرامية من كتابِ تأريخ الغِناء والموسيقى في السودان الجزءُ الثاني 1940 -1999 الذى يمثلُ الجزء الثانى من موسوعةٍ الكاتب والصحفى والمترجم السودانى معاوية حسن يس ُ و الكتاب محاولة جريئة لأرشفة وتبويب وكتابة جانب من تأريخ السودان عبر إستنطاق رموز مضيئة من أبناء السودان عملوا ماوسعهم لتوحيد ورتق فتق الوطن الذى مزقه الساسة وتجار الحرب …
صدر الكتاب هذا الشهر (أكتوبر 2012) فى طبعة بيروتية أنيقة ضمن منشورات مركز عبدالكريم ميرغني الثقافى بأم درمان السودان وحقوق النشر محفوظة للناشر (المركز ) … وكان نفس المركز قد نشر الطبعة الأولى للجزء الأول من موسوعة المؤلف
من تأريخ الغناء والموسيقى فى السودان منذ أقدم العصور وحتى العام 1940
والذى صدر ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005 و قد نفذت من المكتبات كما بلغنى من المؤلف …
يغطى الكتاب الجديد جانبا ضخما من تأريخ الوجدان السودانى فى الفترة من 1940 وحتى العام 1999 ولايشمل كل رموزه المضيئة مثل ناس حسن عطية وعثمان حسين ووردى و وداللمين وحمد الريح واللحو ….
كلمات عن سيرة المؤلف :
يتمتع الأستاذ معاوية حسن يس بخبرة عملية نوعية وثرة فى فن التحرير الصحفى عبر عمله فى هيئة الإذاعة البريطانية وهو من مدرسة وتلفزيون الشرق الأوسط والصحافة الورقية منذ دراسته للقانون بجامعة الخرطوم أواخر سبعين القرن المنصرم حيث عمل بصحيفة الصحافة عهد فضل الله محمد ولاحقا صحيفة المدينة بجدة والحياة اللندنية كما يتمتع بمقدرة لغوية عبر ثلاثة ألسن.
و يحمد له كثيرا بذله مجهودا جبارا كرجل مؤسسة ومنتج (حسب وصف الطيب صالح لمنصور خالد ) رغم عدم تفرغه بسبب كدحه لأجل لقمة العيش الإصرار على الكتابة الراتبة فى الشأن الثقافى والسياسى السودانى بعدة مظان إلى جانب عكوفه منذ أمد بعيد على تدوين موسوعة الفن والموسيقى بالسودان
التى ظهر منها حتى الراهن مجلدين .
مادة الكتاب الثرة التى يوفرها تدخل فى باب الأدب ، الفن ، التأريخ ، الانساب ، الترجمة ، التراجم ، السياسة ، الصحافة ، العسكرية ، فن الدعاية ،التصوف ، الأسطورة وغيرها من العلوم المتداخلة التى تعكس ثراء وثقافة المؤلف الذى درج على الإطلاع كثيرا بأكثر من لسان منها الفرنسية !!!
وظف الأستاذ معاوية حسن يس تجربته وإطلاعه وتأمله الثر فى المكون الوجدانى لأمته خلال مهجره الطويل بعدة بلدان لأكثر من ثلاثة عقود عكف خلالها على إ ستغلال الفراغ العريض (حسب مصطلح الروائية السودانية ملكة الدار محمد) بالغربة وتطويعه لأجل تدوين عصارة عمره وتجاربه فى خضم الحياة فى عصر سريع عبر الكتابة بذاكرة فوتغرافية ومرجعية صارمة وثرة ومنضبطة عن الوجوة والمغانى والروائح والأصوات التى سمعها وأستنشقها عبر عمره الجميل وحياته فى أكثر من مغنى بدءا بالحياة فى مسقط رأسه بمدينة أم روابة (حيث فُطِم ٌ على صوت وردى كما اعترف شخصيا فى مقال مقتضب كتبه بصحيفة الخرطوم فترة القاهرة العام 1994 ) فأرتفع لذرى شاهقة ليصطف بقوة وشموخ من ثلة من أبناء السودان القديم نجحوا فى كتابة تأريخ الوطن عبر الوجدان والثقافة والروح منهم حسن نجيلة عبر (ملامح من المجتمع السوداني ) بجزئيه وود ضيف الله بطبقاته والطيب محمد الطيب باندايته ومسيده وهلمجرا …
وقد ساهمت كتابات معاوية يس قديما فى مجلة الدستور اللندنية ( إتحادية بعثية ) على تعريف أجيال جديدة من السودانيين بذاكرة وطنهم الثقافية و لازلت أذكر أثر تلك المقالات علي وعينا حين طالعناها قديما على صفحات مجلة الدستور التى كان يجلبها لنا بداخليات البركس قبل إنقلاب الترابى (اكرر الترابى ) طالب بعثى من أولاد أتبره درج على تزويدنا كرفاق سكن تلقائى (رغم إختلاف مشاربنا وتوجهاتنا الأيدليوجية وهذا من أفضال البركس ) بداخليات إمتداد بحر الجبل ، القرشى ، بركة وكسلا وكزملاء مقاعد درس بمدرجات كلية الأداب بمجموعة من أدبيات حزبه .
مجلة الدستور اللندنية التى كان مقال معاوية حسن يس عن الفن السودانى أبرز وأرقى محتوياتها !!! أتضح بعد زمن طويل مدى أهميتها فى طرح وتناول الشأن السودانى الثقافى والسياسى وهى مجلة حرى أن ترتفع لمقام مجلات رصينة فى ذاكرة العقل السودانى مثل الفجر ، النهضة ، الثقافة السودانية وهلمجرا…
يقع الكتاب فى 614 صفحة من الحجم المتوسط ويحوى :
الفهرست ، الإهداء وقد خص به المؤلف ثلة من أصفيائه من السودانيين الأحياء منهم والأموات أبرزهم شقيقه خالد يس والعازف الكبير محمد الضي والإعلامى البارز صلاح الدين الفاضل وأخرين ، مقدمة تقريظية ونقدية فى ثمان صفحات بقلم الدكتور عبدالله على إبراهيم وقد أرتقى بها لذرى مقدمته الوافيه التى كتبها لسلسلة الأعمال الكاملة للراحل الطيب محمد الطيب التى صدرت العام 2009 بعد وفاته وقد أبان فيها مرجعية ومنهج المؤلف علما أن مقدمة الجزء الأول من الموسوعة الذى صدر العام 2005 قد كتبها الشاعر محمد المكى إبراهيم( يعتبر أكبر قامة شعرية سودانية على قيد الحياة وقت كتابة هذه المداخلة !!) بصورة مقتضبة ويغلب عليها الحس التقريظى !!!
ترتفع مقدمة بروف عبدالله على إبراهيم (أحد ابرز الأكاديميين السودانيين فى العلوم الإنسانية والأجتماعية وقت صدور الكتاب ) لهذا الكتاب لمصاف مقالاته القديمة حول التأليف السودانى التى ظهرت العام 1985 فى كتابه (انس الكتب ) الذى شكل مرجعا ثانويا لكتاب الأستاذ معاوية يس هذا …
يحوى الكتاب كذلك خطبة المؤلف ، ثم ستة أبواب مقسمة لعدة فصول تتخللها تقسيمات فرعية والأبواب هى :
الأغنية السودانية :إتجاهاتها …قضاياها …وإشكالاتها،
أسماء فى ذاكرة الغناء السودانى المعاصر ،
أصوات ومساهمات فى مسيرة الأغنية السودانية
،قضايا الغناء السوداني المعاصر ،
الأغنية السودانية خارج الحدود
ومسرد التأريخ الغنائى والموسيقى فى السودان منذ العام 1884 بدخول موسيقى السردارية للسودان قبل عام من بدء الدولة المهدية بعد فتح الخرطوم وتنتهى ب 18-شباط 2012 وهو تاريخ تحديق الصوت الراقى وردى فى الموت ويسيطر (طيف وردى ) كرقم ضخم فى ذاكرة امتنا الثقافية على مجمل هذا المسرد !!!!!
والمسرد بمجمله أشبه بالملحق المنفصل عن الكتاب وقد أثنى عليه البروف : عبدالله على إبراهيم كثيرا مجال بروف عبدالله الأساسى هو علم التأريخ ..
كذلك أعتمد المؤلف بقوة على ذاكرة وردى كمرجع اساسى للكثير من المعلومات التى اتكأ عليها فى الكتابة !!!
يحتوى الجزء الثانى من الكتاب- الموسوعة- على العديد من الصور الفوتغرافية بعضها نادر جدا للشخصيات التى تمحور حولها الكتاب.
ولاحظت أن مصدر الصور متعدد بين المواقع الإسفيرية ، الالبوم الخاص بالمؤلف وهو إلبوم راقى ونادر جدا به صور جمعته بالكثير من الرموز الفنية السودانية التى دأب على مقابلتها فى زيارات خاصة مثل ، محمد وردى ، عوض الكريم عبدالله ود جبارة وهلمجرا الذين كانوا يزورون لندن مقر إقامة المؤلف الأساسى حين عكف على التدوين وخلد للكتابة فى شأن وطنه الأول السودان الذى حمله بين جوانحه وطواه فى حناياه وهو يحزم حقائبه طلبا ( للخبز اليابس والشاى المر ) حسب عبارة الشاعر محمد عبدالحي (1944-1989
يحوى الكتاب كذلك صور ضوئية لرسائل شخصية متبادلة بين عبدالعزيز داؤود وملحنه الأسطورى برعى ومذيع بارز بالقسم العربى بهنا لندن العام 1961م كما نجد صور لأغلفة كل الالبومات السودانية التى جرى تدشينها باوربا و غرب الأطلنطى و صورتين لغلافى إسطوانتين مشروختين ( حسب عبارة على المك فى مدينة من تراب ) للحاج سرور واخرى لعزة الخليل ( هل هى الإسطوانة التى حطمها سرور فى لحظة غضب فى مقهى بسنجة وكان سايق الفيات متجها للكرمك …
أعترف بروف : عبدالله على إبراهيم فى تقديمه للكتاب أن معاوية يس قد ورث عن طريق الشراء جل أرشيف الخواجة السودانى ديمترى البازار …
توجد كذلك صورة لغلاف ديوان (أكواب بابل من السنة البلابل ) للشاعر محمود ابوبكر (النسر ) وهو ديوان نادر جدا وقد رايت نسخة منه فى مكتبة المؤلف ذات شتاء بعيد…
توجد كذلك صور ضوئية لقصائد أكتوبرية وغيرها مما تغنى به الصوت الراقى وردى بخط يد شاعرها محمد المكى إبراهيم ..
ولعل أكثر الصورة ندرة هى صورة المطرب السودان الراحل الطيب سمســـــــم ( أحد العنادل التى اطلقها ود الريح ) وهو من الوجوه المذكورة بالكتاب التى إلتقاه المؤلف فى هجرته الأولى للسعودية وقد إستقى منه بعض المعلومات …
تلك ذكريات الزمن الخالد في أمسيات فجر الصباح الجميل مع إطلالة شىء من ذكريات تلك الأيام …
توجد كذلك صورة للسياسى السودانى حسن الترابى !!! الذى تحاور المؤلف داخل كتابه الجديد هذا مع مؤلفه المثير للجدل ( حوار الدين والفن ) الذى طوره إثر محاضرة شهيرة له بمسجد جامعة الخرطوم فترة سدانته اى الترابى للنميرى الذى بابعه إماما للأمة فى غفلة من التأريخ …
من مناقب هذا الكتاب الجديد حرص المؤلف على تثبيت سجلات دقيقة ومنضبطة للكثير من التراث الجمالى السودانى المحفوظ خارج السودان تحديدا بمصر (إذاعة ركن السودان التى صارت وادى النيل لاحقا )و( هنا لندن) ولقد لفت ذلك المنحى النوعى فى الكتابة والتوثيق إنتباه د. عبدالله على إبراهيم كرمز أكاديمى (لم أقل سياسى )عالى القيمة حيث كتب فى تقديمه للكتاب يقول :
ومن أبرز أبواب الكتاب فصله عن أرشيف الأغنية السودانية التى فصل فيها محفوظات الأغنية السودانية وقيمتها ونقاط قوتها للباحث . فمكتبة إذاعة وادى النيل (صوت السودان سابقا ) لم تعن بالحقيبة مثلا على قوتها فى ضروب الغناء الأخرى . بينما تفوقت بريطانيا فى أرشفة الأغنية السودانية مما هو موجود بإذاعة لندن والأرشيف البريطانى للصوت ) صفحة 18 …
ويستدرك عبدالله على إبراهيم ويعيب على المؤلف عدم نظره فى الأرشيف الصوتى بمعهد الدراسات الافريقية والاسيوية بجامعة الخرطوم …
قلت : يبدو أن المؤلف معاوية يس لم ينتبه لقيمة وثراء الأرشيف الصوتى بجامعة الخرطوم نسبة لبعده الجغرافى الطويل عن وطنه الاول السودانى بسبب العمل …
يعترف المؤلف أن الفنان التشكيلى العالمى السودانى عثمان وقيع الله هو أول سودانى له فضل الريادة فى تسجيل الأغنية السودانية لإذاعة عالمية هى هيئة الإذاعة البريطانية ويذكر بدقة تاريخ تسجيله العام 1946 أغنيات سودانية (ذكرها بدقة ) وتلاه حسن عطية لذات الإذاعة ثم أخرون .
يثبت كذلك سجلا دقيقا بالاغنيات التى سجلها احمد المصطفى لتلك الإذاعة والأجور التى تقاضوها وكيفية دفعها …
حاشية فى ذكر الخطاط عثمان وقيع الله :
لم يذكر المؤلف سبب قيام الخطاط عثمان وقيع الله بتسجيل أغنيات سودانية ل (هنا لندن ) فى أربعين القرن الميلادي المنصرم لكن لاحظت فى مذكرات الصلحى (بيت الجاك ) التى صدرت بداية هذا العام 2012 ذكره سفر الخطاط عثمان وقيع الله للندن فى الأربعينات ضمن الدفعة الأولى من طلاب مدرسة الفنون الذين تم إبتعاثعهم للندن وقتها وهو أى عثمان وقيع الله شاعر غنائى مقل جدا تغنى بكلماته الفنان الكاشف فى عصر ناس المساح وعبيد عبدالرحمن وخالد ابوالروس …
يعتبر عثمان وقيع من أفضل الحروفيين العرب والمسلمين فى القرن العشرين الميلادى وله مصحف مخطوط كما كان ضمن الخطاطين الذين تشرفوا بكتابة ايات من الكتاب الحكيم على كسوة الكعبة المشرفة ولاحظت فى محراب مسجد ريجنت بارك وسط لندن وجود خطوط له …
فى مسرده التاريخى بخاتمة الكتاب اورد المؤلف نتفا من أخبار وقيع الله رحمه يذكر الكتاب كذلك مبادرة الطيب صالح كمذيع بهنا لندن فى شتاء 1959 حيث زار وطنه السودان فى رحلة عمل وأثمرت زيارته تلك عن إكتشافه للفنان الراقى (أكرر الراقى فى عصر قبح الغناء ) صلاح ود البادية الذى غنى فى هنا لندن قبل هنا أم درمان ثم يورد المؤلف معاوية يس سجلا دقيقا بالفنانين السودانيين الذين سجل لهم الطيب صالح بالسودان فى زيارته الأولى تلك محددا الأغنيات وشعرائها …
ويثبت كذلك سجلا مدهشا بالزيارات الأولى لود اللمين وكابلى وغيرهما للندن ويورد طائفة بالاغنيات التى سجلوها (هنا لندن .. يحوى الكتاب كذلك سجلا دقيقا لكل الأغنيات السودانية المسجلة بأذاعة هنا لندن مع ذكر أسماء الشعراء ..
كما يثبت طائفة دقيقة بكل مجموعات الفن السودانى بكافة قبائل وجهات السودان (قبل نيفاشا عليها اللعنة !!! ) المحفوظة بالأرشيف الصوتى الوطنى البريطانى ولقد لفت نظرى منها وجود راتب المهدى ضمن أسطوانة تضم مدائح نبوية والمولد حسب أذكار البرهانية الشاذلية …
توجد كذلك حفلة زار وموسيقى من دارفور ودلوكة من السافل …
ولاينسى المؤلف فضل وريادة الموسيقار الماحى إسماعيل وجهوده فى نشر الفن السودانى بلندن والمانيا ذاكرا أنه أى الماحى إسماعيل أول من كتب بالانجليزية الرفيعة عن المزيكا السودانية فى قاموس غروفز للموسيقى والموسيقيين …
ويتحدث المؤلف كذلك عن مجهودات وردى وعبدالقادر سالم فى نشر الفن السودانى بانجلتره منوها قيامه أى المؤلف شخصيا بالترجمة الفورية لهما عبر المجهود الذى ظهر بالشكسبيرية الفخمة فى قاموس الموسيقى العالمية…
ويؤكد المؤلف بحسرة تعرض التراث السودانى بهنا لندن للضياع و الإهمال بعد تولى مسؤول مصرى ذكره بالإسم العربى لإدارة قسم الموسيقى…
يثبت المؤلف كذلك سجلا دقيقا بالأغنيات السودانية التى تم غنائها بوساطة مغنين غير سودانيين بكل من الصين والحبشة وإرتيريا ومصر والصومال واليابان والكونغو (زائير سابقا ) والكويت …. قد لاحظت سيطرة إلياذة الخليل عزة فى هواك على مجمل الأغنيات السودانية التى تناولها الأجانب رغم أن الخليل قد ملأ بها أسطوانة بمشاركة الخواجة أرمناكو (بيانو ) فى مستهل الثلاثين من القرن الماضى بعد ان أستفحل به الداء العضال وهو يحتضر لكنها عبقرية اللحن وقوة الموسيقى التى لاتأبه بالزمن وتقادمه …
المصادر والإحالات التى أعتمدها المؤلف:
فى حديثه عن المرجعية والإحالات التى مكنت المؤلف معاوية يس من الكتابة بعمق وإحاطة عن موضوع كتابه (من تأريخ الغناء والموسيقى فى السودان ) يقول البروف عبدالله على إبراهيم كاديمى رفيع جدا مندهشا …
وسيعجب القارئ بسعة حيلة المؤلف من جهة المصادر التى أستعان بها فى تأليفه. ومن هذه المصادر ماسعى إليه بقدميه ومنها ما اوجده من عدم فقد أستفاد المؤلف من تراث مجلة هنا أم درمان التى هى وهاء تأريخ الأغنية الأعظم كما قرأ (الصباح الجديد ) التى تلقاها مباشرة من محررها المرحوم حسين عثمان منصور
ثم يعدد مصادر المؤلف وتنقله بين أرشيف هنا أم درمان سنوات الخمسين من القرن الماضى وهى أرقى فترات الفن السودانى (عقد طلوع رمضان حسن وإبراهيم عوض والجابرى ومنى الخير و وردى ومحمد حسنين وصلاح مصطفى وكفى!!!) وأرشيف هنا لندن ومتحف الجيش البريطاني وتسجيلات التلفزيون السودانى ومواقع الأسافير السودانية وهلمجرا …
لاحظت إعتماد المؤلف بصورة أكبر لموقع سودانيزاونلاين وإعتماده كمصدر معرفى للثقافة وتأريخ الفن السودانى تحديدا عبر مساهمة العضو المجود المقل د. عبد القادر الرفاعى عند الكتابة عن (ضنين الوعد ) الشاعرصديق مدثر الذى رحل فى ذات الشهر الذى صدر به الكتاب (أكتوبر 2012 ) ..
كذلك أعتمد المؤلف ضمن إستناده على المادة المبثوثة عبر سودانيزاونلاين على بوست شهير للعضو وليد عبدالبارئ الشهير ب خليل (بتاع الدوحة ) فى البوست الذى فتحه قديما عن الشاعر محجوب سراج ويشير معاوية فى الهامش لصاحب المساهمة بعينه مع ذكر الموقع الأسفيرى ( مثال د. عبدالقادر الرفاعي ) وأحيانا يعمم مشيرا للموقع فقط دون صاحب البوست (مثال بوست خليل عن محجوب سراج ) …
كما أعتمد المؤلف فى المرجعية كذلك على موقع مدينة مدنى الأسفيرى فى حديثه عن أول أوركسترا سودانية رافقت الكاشف قديما ( بالطبع يستحيل تجاهل موقع إسفيرى يحمل إسم مدينة مدني عند الحديث عن الفن السودانى الذى جله صنع فى مدنى القديمة التى أنجبت بدر التهامى والمساح والخير عثمان ومحمد مسكين…
كما يشيرالمؤلف لمصادر إسفيرية أخرى مدته بالمادة القفل للكتابة عن ستة عقود (1940-1999) من الفن السودانى منها موقع سودانايل دوت كوم وقلة من الأسافير الأخرى …
ونتابع في زواية قادمة من أرشفة الفن السوداني بهذا العبق الجميل لذاك الزمان الذي أنطوي في غمضة عين ….. فهل أنت معي !!!

توثيقي للفن السوداني
سليمان عبد الله حمد ـ الرياض
[email]ab_fatima2011@hotmail.com[/email]