نادية عثمان مختار

رؤساء لا يتعظون!!


رؤساء لا يتعظون!!
( أها ناس سوريا وصلوا وين)؟! هكذا صار يتردد السؤال اليومي بعد انتصار ثوار تونس ومصر ومن بعدهما ليبيا وسقوط أنظمة الظلم والطاغوت التي تحكمت في رقاب شعوب تلك الدول سنينا عددا!
المشهد المأساوي لسقوط عشرات القتلى السوريين الذي تبثه القنوات الفضائية في صباح ومساء كل يوم جديد وعلى رأسها قناة (الجزيرة) يجعل المرء متحسرا على كم الارواح الطاهرة التي تدفع حياتها ثمنا لتنتصر ثورة الشعب وينزاح من على كرسي حكم بلادهم حاكما لا يريدونه لظلمه وجبروته، بينما هو متشبث بالكرسي حتى آخر نقطة دم في عروق شعبه، أو تطاله أيدي الثوار بعد ما تمتلئ نفوسهم حنقا وغضبا ليقتلوه ويمارسوا على جثمانه كل أنواع التحقير والاهانة كما فعل ثوار ليبيا بمعمر القذافي في مقتله بتلك الصورة البشعة التي تسبب فيها لنفسه بعدم انصياعه لصوت شعبه وتنفيذ مطلبهم بالرحيل حتى تمنى البعض لو انه هرب كما فعل (بن علي) بدلا عن جرجرة جثمانه كـ(الأغنام) في شوارع ليبيا !!
ما يحدث في سوريا على غرار ماحدث في ليبيا أمر غاية في الاسف وإن دل فانما يدل على (سطوة) الكرسي الذي يجعل صاحبه كالفراش يحوم حول اللهب ويظن بأنه لن يحترق !!
كلما رأيت دماء السوريين الشرفاء تسيل على أرض المدن السورية تمنيت أن يضع الرئيس (المرفوض) بشار الأسد كلمة النهاية لهذه المجازر برحيله عن الحكم، بيد أن التجربة في ليبيا التي غشتها رياح الربيع العربي من بعد تونس ومصر أثبتت أن هنالك بعض الرؤساء
( الأغبياء) و( الساديين) الذين لا يتعظون، ويتعاملون وفق نظرية
( علي وعلى شعبي)؛ بحسبان انه ولو كان لابد (ميتا) فلن يموت وحده وبل لن يموت قبل أن تبيد قوات أمنه نصف شعبه إن لم يكن كله!!
مايحدث في سوريا وقبلها ليبيا يستدعي وبل يستوجب على الشعوب أن لا تقبل بتنصيب رئيس جديد حتى لو كان منتخبا بواسطتها قبل الفحص على عقله ووضعه في اختبارات (شفافة) تبين مدى سلامته النفسية والعقلية؛ حتى لا يتركوا زمام الامور في دول ثورات الربيع العربي لرئيس ( معتوه) لايهمه من الدنيا شيء سوى بريق الصولجان ونعيم السلطة، بينما حذائه يضغط على رقاب شعبه حتى الموت !!
على الرئيس السوري أن يرحل أو أن يستعد لمصير بائس كذاك الذي لاقاه الرئيس التونسي منفيا و( فارا) من بلاده، أو مصير الرئيس المصري المخلوع وهو سجينا في مشفاه وسريره الطبي المتنقل مابين المحكمة والمستشفى فقط!!
او على الرئيس بشار ان لا يستبعد ميتة بشعة كتلك التي رحل بها الليبي معمر القذافي!!
التجربة أثبتت على مر الحقب وفي معظم الثورات ان الشعوب تحقق ماتصبو إليه وتسحق الكرسي بمن عليه وتبقى هي سيدة أوطانها.. ولو كره الظالمون !!
و
إذا الشعب يوما أراد الحياة ..!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/11/20
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. مقالك فيه ريحة ومن الأحسن أن ترعي ب قيدك وبلاش الصبينه وإلا حيودوك محل الأبره بتوزن الفاس اللهم إني بلغت فأشهد