رأي ومقالات

أم وضاح : وجع بطن!!

[JUSTIFY]بنت «ستين محظوظة» تلك التي خرجت للدنيا ووجدت نفسها حفيدة للرسام العالمي بيكاسو، و«بنت ستين محظوظة» أن تجد في خزانة جدها لوحتين ثمينتين تبيعهما «فرد مرة» بحوالي خمسة ملايين دولار.. وهكذا يلعب الحظ الدور الأكبر في حياة بعضهم من الذين يخرجون للدنيا ويجدونها فاتحة ذراعيها لهم بالأحضان تعبئ جيوبهم بالتقيل، لأنهم ورثوا تركة مثقلة بالذهب والفضة والشعوب أيضاً كما حفيدة بيكاسو بعضها تخرج أجيالها للنور فتجد نفسها في بحبوحة من العيش، باقتصاد قوي وأمن مستتب، وأمور ظابطة من المرتب، حتى التسهيلات التي تشمل العطايا والحوافز، وبعض الدول تشجع أبناءها على الزواج مثلاً بمنحهم سلفيات يسيل لها اللعاب، وبناء ڤلل ذات طوابق، بل أنها تكرم أبناءها وتعززهم بأن يتم ترفيع الخريج من اي جامعة الى منصب مدير طوالي لاي مؤسسة، لأنه ابن البلد ولا يقبل له أن يكون مرؤوساً من أحد.. أما بعض الشعوب زي حالاتنا كده فإن حالها زي حال قريب لنا اشتهرت عائلته بمرض غامض يصيب البطن، فتجد من أصابه هذا المرض يتلوى صباح مساء ويستفرغ ما في جوفه، ولا يقوى على أكل الدسم، ومرات حتى المسلوق.. والمرضى توارثوه جيلاً بعد جيل، ولم ينجُ منه صاحبنا الذي لم يرث عقاراً ولا عربية ولا مالاً.. فقال الناس يورثوا أبناءهم المنازل والأرصدة ونحن نرث «وجع البطن»، ونحن أيضاً ورثنا «وجع البطن ووجع القلب كمان» والحكومات المتعاقبة على هذا البلد رغم خيره الدافق لم تستطع أن توفر للأجيال المتتالية قدراً من الرفاهية وراحة البال، والأسباب متعددة ومتغيرة ومختلفة، ولو قعدت أعددها سأحتاج لهذه الصفحة كلها والصفحات المجاورة، لكن المهم النتيجة التي توضح أن الإنسان السوداني ظل يتحمل تركة مثقلة بالديون، هو الوحيد الذي يدفع فاتورتها دون توقف ولمدة سبعة وخمسين عاماً، وهو التاريخ الذي رحل فيه الاحتلال الأجنبي لتتوارث الأجيال مشاكل بالكوم، وقضايا تُرحل من حكومة لحكومة، وتتفاقم من نظام لآخر! في كل الأحوال جيلنا ده والأجيال التي سبقته أدمن وجع البطن لمن قال بس، لكن الخوف على الأجيال القادمة التي نريد لها أن تكون زي بت بيكاسو تصحى من نومها «وتلقى كومها» أمناً وثراءً ونغنغة وبسطة في الحال والرزق قولوا آمين..
كلمة عزيزة

والله نحن عندنا مسؤولون كده تسمع تصريحاتهم تستغرب وتتقد من الزعل، مش لأنها ما منطقية لكن لأنها خيالية ومن نوع «النفخ» ولا تقال إلا وتتبخر في الهواء في ثوانٍ، مثال ذلك ما صرح به المجلس التشريعي لولاية الخرطوم عن الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، حيث قال فيما قال إنه واسمعوا الكلام ده كويس «متحسبون لارتفاع درجات الحرارة» ولم يوضح المجلس كيف سيتأتى هذا التحسب، فهل تم تزويد المدارس الحكومية في أقاصي شرق النيل وأمبدات والكلاكلات والصالحة بمكيفات لكل الفصول؟ أم تزويدها بمبردات مياه بدل (أزيار الموية)؟ أم بتركيب مظلات لابنائها تقيهم السموم ولهيب الشمس؟ أها ده هسي ما وجع بطن جاهز!

كلمة أعز

يبدو أن الأخ الدكتور ناجي معتمد بحري الجديد مازال في طور التلمس لمحلية بحري، واهتمامه منصب بهيكلة إدارات المحلية من الداخل، لكن أخي ناجي بحري الليلة دي- وأنا أكتب هذه الزاوية- شوارعها مكتظة بأكياس النفايات بدرجة لم أشهدها من قبل، بعدين ظهرت وبصورة واضحة ظاهرة الفريشة في فاصل الظلط المقابل لمكتب الحركة، والمشوار ما محتاج لعربية لترى العجب أمشي خطوتين أخي الدكتور- حافي حالق- في الطريق الشاقي «التراب» مع الاعتذار للأغنية.
[/JUSTIFY]

أم وضاح
صحيفة آخر لحظة

‫2 تعليقات