لينا يعقوب : عندما أخطأ المؤتمر الوطني في تعيين عزة عمر عوض الكريم وزير دولة بالاتصالات!!

[SIZE=5]ويأتي قيادي من المؤتمر الوطني لرجاء حسن خليفة وسامية أحمد محمد، ويقول لهما “نريد امرأة من المؤتمر الوطني مؤهلة وشاطرة لتشغل منصب وزير الدولة بالاتصالات” فتجيب الأولى عزة عوض الكريم مهندسة شاطرة، لكن القيادي يطلب اسمها رباعيا، وهنا تتذكر سامية اسم عزة كاملا، وتكتبه للرجل، لكن (عزة) أخرى، غير التي تقصدها رجاء، بعد أن تشابهت الأسماء والانتماء للحزب ومهنة الهندسة أيضا!.
وتظهر شابة يوم أداء قسم الوزراء.. لا يعرفها أعضاء الحزب المتواجدين في القصر الرئاسي.. تُعَرف نفسها بعزة عمر عوض الكريم، الوزيرة الجديدة.. تؤدي القسم، وتخرج للإدلاء ببعض التصريحات.. لتبدأ بعدها رحلة عمل جديدة..
أدرك المؤتمر الوطني أنها ليست المقصودة، كما عرفت هي أيضا بذلك.. آثر الحزب أن تستمر في منصبها وأن يعمل بمبدئين، الأول “شرف البورد” فكيف يخطئ مثل هذا الخطأ ويقوم بتصحيحه علانية، والثاني “ده، رزقها، والله كاتب ليها كده”!!
تذكرت قصة عزة، التي كانت ستغادر مقعدها لا محالة في أول تشكيل حكومي، حينما أصدر رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت قرارا برفع الحصانة عن أكبر وزيرين في حكومته، دينق ألور وكوستا مانيبي.
يصعب على الحزب الحاكم أن يعترف بخطأه أو يصححه، حتى إن كان غير مقصود.. نية المؤتمر الوطني كانت الإتيان بشخص شاطر ومؤهل من كوادره، يُثبت نفسه ويؤكد قدرته، لم تكن نيته المجاملة أو إعطاء المنصب لأعضائه المعروفين، وما أكثرهم.. لكنه هزم الفكرة، حينما أخطأ خطأً عاديا يمكن أن يحدث في أي من دول العالم، لكنه خشي تصحيحه وتصويبه وما درى أن الأمر كان يزيده احتراما لا نقصانا، وذلك بدل أن يتساءل الناس عن سر قدوم شابه لا خبرات أو مؤهلات لها سوى أنها مهندسة، لتكون وزيرة دولة في وزارة تحتاج للذكاء والخبرة والمواكبة على أقل تقدير.
المؤتمر الوطني خلق لنفسه كاريزما تختلف عن الأحزاب الآخرين .. منسوبيه محصنين .. من يخطأ تتم محاسبته وعقوبته لا تتجاوز الإبعاد.. هل يعرف أحدكم وزيرا اتهمه الوطني بالفساد أو رفع الحصانة عنه؟ البعض ينظر للأمر بصورة إيجابية، فهو حزب يوفر لأعضائه ومنسوبيه مميزات، لا يتخلى عنهم بسهولة، يقف معهم في السراء والضراء، يتعامل بمبدأ التسامح والصفح، لا يُشَهِر بهم أو يستعديهم إن أخطئوا بل يحميهم ويدافع عنهم
فيما يرى البعض الآخر أن عدم المحاسبة والنفي المتكرر بعدم وجود أخطاء أو فساد، يضعف الحزب ويهزم صورته تدريجيا..
المؤتمر الوطني حزب له قاعدة جماهيرية، شئنا ذلك أم أبينا.. عليه أن يراجع نفسه في المنهج الذي يتبعه.. من غير المقبول الاصرار على الخطأ أو إنكار وجوده أو إيجاد مبررات واهية له..
وإن كان الخطأ يعود على الحزب نفسه، لما تحدثنا، لكنها أخطاء تقع على الناس، تعيين وزير عن طريق الخطأ.. تغيير المواصلات، وإلخ
المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته كما أني أميل بأن دينق ألور بعيد عن تهمة الفساد.. فكان يمكن التحري والتحقيق معه، دون التشهير به، لكنها رسالة مهمة ضمن رسالات أخرى، أراد سلفاكير إيصالها لشعب الجنوب، أنه يدفع بالمقربين منه إلى المحاسبة ولا يتستر عليهم، فلا كبير على القانون.. لم يرفع سلفا شعارا نظريا، إنما أسرع إلى تطبيق عملي، حتى إن كان ضحيته، ألور ومانيبي.!

لأجل الكلمة
ميزات المؤتمر الوطني !
[IMG]http://alsudani.net/news/images/stories/columnists/90x100xlena-yagoub.png.pagespeed.ic.W4dMDRXvkK.png[/IMG] [IMG]http://www.akhirlahza.sd/akhir/images/stories/2012/05/azoz.jpg[/IMG] عزة عمر عوض الكريم وزير دولة بالاتصالات – سابقاً
[/SIZE]

Exit mobile version