رأي ومقالات

زيارة ” مشار ” وزيارة ” نافع ” ..!!

[JUSTIFY]في وقتٍ سابق كان الحديث عن زيارة نائب رئيس حكومة جنوب السودان الدكتور رياك مشار إلى الخرطوم لاحتواء أزمة صادر النفط التي ألمَّت بجوبا بعد أن أغلقت الحكومة السودانية أنبوب النفط بسبب عثورها على أدلة تثبت تورّط حكومة الجنوب في دعمها للجبهة الثورية المتمرِّدة ضد حكومة وشعب السودان كما شهدت على ذلك أحداث أم روابة وأب كرشولا مؤخراً. وفي البداية نفت الحكومة في الخرطوم إخطارها بزيارة المسؤول الجنوبي الكبير إلى أن أصبح الأمر رسمياً.. وحدّدت الزيارة لتكون يوم الأحد الماضي. لكن دار حديث جديد وحول تأجيلها وبالفعل كان التأجيل إلى أجل غير مسمَّى، وكان قد تزامن وقت الزيارة المضروب في ذلك اليوم مع نشر أخبار تحمل معلومات حول تغيير أسلوب دعم جوبا للمتمرّدين بحيث لا يكون عرضة للكشف من قِبل السلطات السودانية أو ما يمكن أن يتعاون معها من دول المنطقة أو غيرها، وذلك حتى لا يكرّر قرار إغلاق أنبوب النفط بعد نجاح محتمل لمساعٍ تهدف إلى فتحه من جديد يقودها رياك مشار أثناء زيارته المرتقبة للخرطوم.

لم يأتِ مشار في موعد الزيارة، وقبل موعدها كان قد رشح في الأخبار أن الزيارة قد تم تأجيلها إلى أجل غير مسمَّى دون طرح أسباب لذلك. وأمس جاء في الأخبار أن وزارة الخارجية السودانية قالت إنها لم تتسلم أي إخطار من دولة جنوب السودان بتأجيل زيارة نائب رئيس حكومة الجنوب مشار يوم الأحد. وقيل إن رياك مشار قد طلب تعليق الزيارة إلى أجل غير مسمّى. لكن دعك من مسألة الجدل حول تأجيل زيارته.. فإن السؤال هو لماذا لم تعد جوبا تتحمّس للزيارة وتستعجلها كما كان في الأيام الأولى بعد إغلاق أنبوب النفط؟! هل استجدت أشياء جعلت جوبا تستغني عن استعجال الزيارة وتحريك المساعي؟! تبقى حكاية زيارة نافع إلى واشنطن في جانب منها واحدة من التطوّرات على ساحة نفط الجنوب. طبعاً كانت قد أجِّلت زيارة نافع إلى واشنطن وهي بدعوة من الإدارة الأمريكية وجدت اعتراضاً من بعض جماعات الضغط هناك.. وكان سبب تأجيلها هو إيقاف تنفيذ اتفاقيات التعاون بين الخرطوم وجوبا… أي أن واشنطن ربطت زيارة نافع إليها بأزمة صادر النفط في دولة جنوب السودان، وكنا قد قلنا حينها إن هدف الدعوة إلى نافع لزيارة واشنطن إذا كان بغرض الحوار حول قضايا الدولتين السودان وجنوب السودان، فإن التطور المتمثل في إغلاق أنبوب النفط ينبغي أن يحمّس الأمريكيين أكثر للجلوس مع دكتور نافع باعتبار أن هذا التطور يدعو إلى استعجال الحوار، هذا إذا كان الهدف من وراء (السيناريوهات) الأمريكية هو حل مشكلات القارة الإفريقية مثلاً. أما إذا كان الأمر مرتبطًا فقط بأجندة السياسة الأمريكية الخارجية لتحقيق المصالح الأمريكية فهذا أمر آخر، ولعله هو الحقيقة حسب السلوك السياسي الذي تتعامل به المؤسسات الأمريكية مع الدول الأخرى. وزيارة نافع التي قيل إنها أجّلت وليس ألغيت، وقالت بهذا أمانة الأمريكيتين وأوربا بالمؤتمر الوطني، فإن تأجيلها بسبب تجميد اتفاق النفط.. لكن ما السبب وراء تأجيل زيارة مشار إلى الخرطوم وأزمة صادر نفط الجنوب لا تتحمّل التأخير؟! إن المؤتمر الوطني ليس خاسراً إذا ألغيت زيارة نافع دعك من تأجيلها فهو لم يطلبها… لكن ما هي مصلحة جوبا في تأجيل زيارة مشار وأزمة صادر النفط قائمة؟! هل تأجيلها له علاقة بقوى أجنبية أرادت جوبا الاستعانة بها ؟!.

صحيفة الانتباهة
خالد حسن كسلا[/JUSTIFY]