رأي ومقالات

لماذا تفشل استثمارات المغتربين؟

ياخي الزول ده مسكين ساي .. شال حصيلة السنين .. وحصاد الغربة .. غشوهو.. ضربوهو في السوق… ديل تماسيح ياخ… هذا التعبير تسمعه كثيراً… يتردد في المجالس.. وغالباً تصحبه عبارات.. قلنا ليكم ما ترجعوا.. أهو عباس مشى بي غادي… بيتو «بيعوهو» ليهو… مثل هذه الحوارات تفتح باب مشرع للأسئلة… لماذا يفشل المغتربون في إنجاز مشروعات استثمارية ناجحة في بلادهم … هل هو التعامل بحسن النية وأخلاق السوق التي خرجوا بها في زمن تغيرت فيه الأخلاقيات التجارية في زمن المرابحات والمناقصات والبترول والبلف والميديا الجديدة والشغف الاستهلاكي الجبار… زمن الجوكية… وسماسرة الأراضي الفسيحة.. وبنات كوريا من أحدث الموديلات يتهادين في شوارع الخرطوم كأسراب الحسان… أما هو غول الأتاوات الحكومية من نفايات وضرائب وعوائد ورسوم محليات مختلفة تتناسل حتى تصل إلى مرحلة دمغة الجريح حتى لو لم تكن هناك حرب أو نزاع… أم هو عدم القدرة على مباصرة موضوع تفاوت سعر الجنيه وترنحه صعوداً وهبوطاً في الشهر الواحد، وربما في الأسبوع الواحد وأحياناً في الساعة الواحدة خصوصاً أن معظم هؤلاء المغتربين عائدون من بلاد ذات عملات ثابتة واقتصاد مستقر.
ربما تكمن المشكلة في جهاز المغتربين، فهذا الجهاز على رغم بعض اجتهاداته في زمن زميل الغربة السابق الدكتور كرار التهامي إلا انه لا يعي حتى الآن دوره في احتواء هؤلاء المغتربين وتنحصر مجاهدات منسوبيه الفكرية في تحصيل أكبر قدر من العوائد والفوائد من المغترب مع أن الوضع أفضل بكثير الآن إضافة إلى محض دراسات نظرية حول الهجرة والسكان في وقت تشتد فيه الحاجة إلى صيغ ودراسات تخطط للمستثمر عودته وتعينه على الانخراط في غمار مجتمع تغيرت أخلاقياته وسلوكياته وأدبياته التجارية.
العودة الطوعية شعار جذاب أطلقه جهاز المغتربين.. سال له لعاب البعض.. وانفعل معه كثير من المغتربين وتعشموا فيه خيراً.. إلا أنهم أحبطوا لأن المشروع خيالي ووهمي لا وجود له على الأرض.. وكما قال لي صديق ساخر.. الطوعية دي يا واثق يا أخوي أصلو نحن ما دايرنها.. آها إن بقت التانية الإجبارية نقبل وين ونقول يا منو… ياخ عربية نرجع بيها ما سامحين لينا بيها بعد شقى العمر دهك لو ألا تدفع دم قلبك.. في زمن أصبحت فيه السيارات في غمار الخرطوم أكثر من البني آدميين أنفسهم.. طوعية شنو ياخ.. عليك الله أكتب لينا في الإجبارية دي.. وشوف لينا دبارة… وإلى أن تبقى الدبارة.. تتواصل العبارة.. ونلتقى في أحوال أخرى.. إن مد الله في الأعمار.

الواثق عبد الرحمن: الطائف
صحيفة الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. كلكم تسمعون وتعرفون أن بعض جنسيات المغتربين من الدول الآسيوية يصل تحويلاتهم لملايين الدولارات سنوياً ، وإذا حوّلنا هذه العملات لعملات بلدانهم ستكون مليارات ، إلا السودانيين فقط الذين ظُلموا مرتين الأولى بغربتهم عن أهلهم وبلدهم والثانية تعامل كل الحكومات السودانية معهم ،÷ إذ لم تأتي حكومة تنصفهم وتتعامل معهم كشريحة مهمة تكسبهم لتحويل مدخراتهم عبر الطرق الرسمية ، ولكن العكس حصل من جميع الحكومات منذ بدايات إغتراب السودانيين، لم يُعاملوا بالأسلوب الذي يُمكن أن يفيدهم وتستفيد منهم البلد بتحويلاتهم، والمشكلة فيما يُسمى جهاز المغتربين الذي لا يهم القائمين عليه إلا المساهمة الوطنية والضرائب والزكاة ، أما موضوع الزكاة فهو غريب ويحتاج لفتوى صحيحة من دار الإفتاء السودانية ، حتى يدفعها المغتربين بسخاء من جانبهم على أن تُعاملهم الحكومة من طرفها بطريقة مُحترمة وتكسبهم إلى طرفها. وقد كان المغتربين قبل تكوين خلق جهاز المغتربين يُحولون أموالهم وكانت عملات صعبة تدخل البلد من غير تكاليف زيادة على المغترب ويدفعونها بسخاء، ويا ليت ذاك الزمان يعود ، فاخبره ما فعلت في المغتربين الحكومات. ولو طُرح موضوع جهاز المغتربين لإستفتاء وسط المغتربين لكانت نتيجة الاستفتاء أن يُقفل هذا الجهاز ويُحوّل موظفيه لدواوين الحكومة المختلفة ويُرك للمغتربين تحويل مدخراتهم عبر الصرافات والبنوك بدون إجبار وبأسعار فيها إنصاف للمغترب.