نادية عثمان مختار

بأمر الحكومة .. تدفع الموية تاخد كهرباء !!


بأمر الحكومة .. تدفع الموية تاخد كهرباء !!
دوماً ما يتفاجأ المواطن في هذه البلد بقرارات حكومية تتعلق بقوته وقوت عياله وأحوال معيشته، يكون هو آخر من يعلم بها؛ إذ أن اتخاذ القرارات يتم بين جدران الغرف المغلقة، ومن ثم يخرج للناس لتُفجع بما دبرته لهم الحكومة بليل أو نهار..لا فرق..!!
الأمثلة على القرارات التي تُتخذ (ضد) المواطن ودون علمه كثيرة، ولكني شعرت بفداحة وقعها يوم أن اتصل بي شقيقي من منفذ لشراء الكهرباء التي كان قد ذهب إليها لشراء (حبة) كهرباء لمنزلنا وقال لي:
(عايني الكهرباء دي قالوا مابدوني ليها إلا أدفع الموية) !! وعندما أبديت دهشتي من علاقة ذا بذلك؛ قال لي: (والله الناس كلها هنا داقة جرس ومافي أي طريقة قدر ما اتكلمنا قالوا يا تدفعوا قروش الموية يا تبقوا مارقين من المكان من غير كهرباء)!!
قلت له:(الله غالب طيب أدفع الموية واشتري بباقي القروش حبة كهرباء وتعال. فهمني علاقة النور بالموية شنو)!!
وعندما حضر إلى المنزل رافعاً حاجب الدهشة عالياً؛ حدثني عن المظاهرة التي أقامها الناس داخل محطة الكهرباء احتجاجاً على القرار الجائر والذي يتمثل جوره أولاً في أنه جاء (مباغتا) ودون سابق إنذار ولا معرفة للناس به، وحدثني أن من معه أموال فائضة دفع فاتورة المياه واشترى بالباقي كهرباء، ومن لم يستطع لذلك سبيلاً عاد لمنزله خالي الوفاض، وهو موعود بليلة ظلماء يفتقد فيها لبدر الشفافية ومصارحة الحكومة للمواطن بقراراتها بدلاً عن ان تقع على رأس المواطن وقوع الصاعقة من كبد السماء..!!
حدثني عن امرأة مسنة كانت تولول من هول الكارثة؛ لأن فاتورة المياه المستحقة عليها بلغت السبعمائة وخمسين جنيها والسيدة لم يكن معها من هذا المبلغ سوى (175) جنيهاً جاءت لتشتري ببعضها كهرباء وتحتفظ بالباقي لليوم (الأسود) !
وعندما صارحت السيدة مسؤول بيع الكهرباء بالمنفذ أنها لا تملك حق فاتورة المياه كاملاً قال لها:(أدفعي المعاك للموية وتعالي كملي قروشها بعدين)! فنظرت له متسائلة بما معناه، وماذا عن الكهرباء التي جئت لشرائها فعاجلها الشاب برد سريع لا خيار له فيه؛ لأنه وزملاءه (عبيد المأمور) لما تريده الحكومة!:(والله ياحاجة معليش مافي طريقة إلا تدفعي الموية عشان تاخدي كهرباء وغير كدا ماعندي ليك حل)!!
هي فصول معاناة جديدة تُضاف لأزمة المواصلات المستفحلة يوماً بعد يوم، ولكامل الضائقة المعيشية في كل جوانبها إذن؛ ويستمر المواطن يصرخ وجعاً ولا حياة لمن تنادي!!
تظل القرارات (الفوقية) سيفاً مسلطاً على رقاب المواطنين، ويتفاقم الشعور بالغُبن ويكبت الشارع مشاعر غضبه ولكن ألا يؤمن السادة الحكام (أن الكبت يولًد الانفجار) ؟!
و
أعيش في (ظلمة) وماعندي موية..!!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. حقيقة يا جماعة نحن ما منظمين وما منضبطين بمعني اخر اذا ما استخدم معانا اساليب زي دي رسوم المياه لا بتندفع ولا حاجة وزمان كان الكهرباء نفس الشي لحدي ما عربات الهيئة تقيف قدام العمود وتقطع الكهرباء ما كان في زول بيدفع…والمياه اهم من الكهرباء ونحن طوالي بنشتكي انو الخدمات سيئة لكن من وين تتصلح وكلنا ما عايزين ندفع رسوم استخدامنا ؟؟؟مافي زول يقول النيل ومويتنا كتيرة لانو مافي بلد في العالم بتوصل ليك خدمة المياه مجانا ولا حتي اميركا ولا السعودية كلهم بياخدو رسوم حتي لو رمزية