رأي ومقالات

الغضب الساطع في مصر.. وماذا يجري في نيالا؟


[JUSTIFY]كما هو متوقَّع انفجر الشارع المصري من جديد أشد ضراوة وأكثر تصميماً هذه المرة، غضباً ورفضاً للانقلاب العسكري ومطالبة بالشرعية وبعودة الرئيس د. محمد مرسي.. ملايين المصريين في ميادين مصر، وأهمها ميدان رابعة العدوية الذي خاطبه المرشد العام للإخوان المسلمين د. محمد بديع ود. عصام العريان.. وقيادات من الأحزاب والتيارات الإسلامية الوطنية المصرية.
وظهور المرشد العام وحديثه القوي، كشف كذب وخداع وتضليل السلطة الجديدة وإعلامها في مصر والإعلام العربي والعالمي، والادعاءات بأنه قُبض عليه في مرسي مطروح وكان هارباً إلى ليبيا كما أُشيع..
جموع الشعب المصري المطالبة بالشرعية والحرية وإنهاء الانقلاب العسكري وعودة الرئيس مرسي، والتي تدفقت للشوارع والميادين، بالملايين، تضع مصر من جديد في مسار آخر، إما أن تنتصر.. أو تحدث مواجهات لا تُحمد عقباها وسيكون التيار العلماني المصري وعبدة الدولار وفلول نظام حسني مبارك المسنود بالعسكر هو الذي سيخسر في النهاية.. ومن المتوقَّع أيضاً أن ينتبه جميع اللاعبين السياسيين في مصر لخطورة ما حدث والهاوية السحيقة التي تُساق فيها أم الدنيا، والاحتكام لصوت العقل، والتوافق على الشرعية الدستورية وإجراء حوار يضمن الاستقرار والأمن وسلامة مصر..
في سياق التداعيات المؤلمة لاغتصاب السطة والتراجع في مصر، سارعت السلطة الجديدة في مصر التي يديرها العسكر بعد مضي ساعات قليلة من تسلُّم الرئيس المؤقت الذي وضعه الجيش على السلطة الانتقالية، إلى إغلاق معبررفح الحدودي مع قطاع غزة الفلسطيني، مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل لتزيد معاناة الشعب الفلسطيني، وقد كان المعبر هو الرئة التي يتنفس من خلالها أهل غزة ويتحرَّكون للسفر والعلاج وكل تنقلاتهم من بلدهم المحاصَر وإليه، فمن خلال هذا المنفذ تصل الاحتياجات الضرورية والبضائع والسلع..
والحجة التي برَّرتها السلطة الجديدة في القاهرة، هي ذاتها التي كانت تقال أيام نظام حسني مبارك بأنَّ الضرورات والدواعي الأمنية هي وراء إغلاق المعبر إلى وقت غير مسمى، ولم ينعم أهل غزة من إخوتنا الفلسطيين بالهدوء والاستقرار وتحسُّن الأوضاع الحياتية إلا في عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي انقلب الجيش المصري عليه ليل الأربعاء الماضي..
وما جرى في مصر بدأت تضح الجهات المستفيدة منه وأولها إسرائيل والقوى الغربية التي ساندت سراً الانقلاب على مرسي وظهر منها لحن القول وزيفه علناً كما جاء في تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا والرئيس الفرنسي هولاند وغيرهم من القادة الغربيين.. بينما لاذت إسرائيل المستفيد الأكبر من رجعة وتقهقر مصر إلى الوراء.. بالصمت المطبق وأصدر رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أوامره لوزرائه والمسؤولين في الحكومة بعدم إطلاق أية تصريحات حول ما حدث في مصر من وأد الحرية والديمقراطية…
ولا تجدنَّ في الدنيا أكثر فرحاً من ذلك الذي سرى في أوساط اليهود في كيانهم المغتصِب وحلفائهم الغربيين وهم يرَون مصر تسقط من جديد في براثن الديكتاتورية والقهر والضعف والتبعيَّة، لقد عاد نظام مبارك من جديد، وعادت جحافل المتخاذلين عبر الانقلاب العسكري، آئبة إلى بيت الطاعة الأمريكي الصهيوني مطأطأة الرؤوس خافضة الجباه وأول ما فعلته هو طعن أهل غزة في ظهورهم ومصادرة أحلامهم بالحرية والكرامة والعزة… والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
أحداث نيالا..
وقعت أول من أمس أحداث مؤسفة في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، راح ضحيتها عددٌ من منسوبي القوات النظامية والمواطنين، وانزلقت الأوضاع والتوترات إلى منزلق وتوتُّر خطيرَين، وغشيت المدينة حالة من الاضطراب والنزاع والفوضى، والسبب في ذلك نزاع بين قوة أمنية ومساعد شرطة من قوات الاحتياطي المركزي، ونتج عن ذلك استقطاب وحالة من الهياج وسط الأهالي خاصة ذوي مساعد الشرطة المقتول محمد عبد الله شرارة، وتفجَّرت أحداث محزنة ومؤلمة للغاية، وتداخلت فيها جوانب أخرى ما كان لها أن يكون لها اعتبار لولا الوضع الذي وصلت إليه ولايات دارفور، من سوء الإدارة وغياب الحسم والحزم والعدل والنجاعة السياسية الكفؤة التي تحقن الدماء وتشيع روح التسامح والتعاون..
على الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات إيجاد حلول عميقة وعاجلة لقضايا التوتر الأمني في دارفور تزيل الاحتكاكات بين القوات النظامية والمواطنين حتى يكون السلاح موجهًا لجهة واحدة هي التمرد… نحتاج لمعالجة حكيمة لما يحدث من صدامات في ولايات دارفور خاصة الصراعات القبلية.. وينبغي لكل أبناء دارفور خاصة الدستوريين والوزراء منهم الذهاب إلى أهاليهم والبقاء هناك حتى يتم حقن الدم الزكي..

صحيفة الإنتباهة
الصادق الرزيقي[/JUSTIFY]