بعد زيارة مشار… كيف تبدو العلاقة بين جوبا والخرطوم؟!
بحسبان أنها جاءت بعد قرار الخرطوم بإغلاق (بلف) نفط الجنوب وجاءت في ظروف أعقبت طرد القوات المسلحة لمتمردي الجبهة الثورية من ابوكرشولا، فضلاً عن وجود ضغوط دولية على جوبا والخرطوم على حد سواء لإعادة الأمور الى طبيعتها، كما أن الزيارة كانت جزءاً من قبول خارطة الطريق التي رسمها الوسيط الافريقي..
رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي والتي كانت قد فكت الشفرة بعد إنسداد الأفق السياسي بين الخرطوم وجوبا، غير أن الزيارة التي عاود فيها الحنين الرجل الهادي الطبع ذو الإبتسامة والأسنان ناصعة البياض ( أبو فلجة) مشار، ذكرى الأيام الحلوة التي عاشها في الخرطوم حاكماً ومحكوماً جعلتة يخرج بإنطباع إيجابي عن الخرطوم (الحاكمة)، فوزع ابتساماته العريضة في منازل المعارضين الكبار ومولانا محمد عثمان الميرغنى رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي.. فالصادق
المهدي الذي تعشى معه في حضور نجله العقيد عبد الرحمن المسوؤل عن ملف التعاون مع دولة الجنوب في القصر الجمهوري كتب روشتة لمستقبل العلاقات مع دولة الجنوب، وأزال عن ذهن مشار ما طبعه الآخرون عن حزب الأمة وما غاب عن الجنوبيين من رؤى حزب الأمة حول مستقبل العلاقة ولم يكتفى مشار بلقاء المهدي و(عشاه) المشهور، بل إلتقى د.حسن الترابى الأمين العام للمؤتمر الشعبي ومولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، وخرج مشار منشرح الصدر للقاءات السودانيين ـ معارضة وحكام ـ ويقول حسن بيومى الخبير الأمني لـ( الوطن) إن الزيارة من حيث الشكل هي من شخصية على مستوى عالٍ وهذا مبعث التفاؤل وما يطمئن أكثر فإن مشار مرتاح للقائه بالحكوميين، ولو لم يكن مرتاح لما قابل قيادات المعارضة، ويرى بيومي أن حديث مشار للمعارضة فيه بشارة بقرب الإنفراج.. لكن حسن بيومي يخشى على نتائج زيارة مشار أن تضيع في الجنوب بسبب الصراعات القبلية بين الدينكا والنوير، ويعني أن لا تجد نائج زيارتة قبولاً من قبل أعداء النجاح، ويؤيدة في هذا الحديث ما ذهب اليه الأستاذ الجامعي حسن حمزة الذي يقول إنه غير متفائل بأن تجد نتائج الزيارة قبولاً لجهة صراع الرئاسة بين مشار وسلفاكير.. ويشير حمزة الى أن الزيارة كانت نتيجة لضغوط الصين التي لا يسرها إيقاف ضخ النفط وأن تتعطل مصالحها، ويرى حمزة في حديث الخواجة القائم بأعمال السفارة الامريكية بالخرطوم جون استافورد الذي قال إن الخلافات بين جوبا والخرطوم يمكن أن تحل بالحوار وحديث د. الحاج ادم نائب رئيس الجمهورية الذي قال إن الحل للقضايا بين جوبا والخرطوم بات وشيكاً يمكن أن يقرأ من زاوية تهدئة الخواطر، وإبداء حسن النوايا، غير أن الءستاذ موسى حمدين مسؤول التنطيم باتحاد عام المسيرية يرى أن الزيارة الهدف منها التأكد من أن الخرطوم تخلت عن إغلاق أنبوب النفط ولا يرى موسى أن زيارة مشار ستعبد الطريق لعلاقات جيدة بين جوبا والخرطوم لافتاً الى أن قضايا الحدود ستعيد الأزمة مجدداً بين البلدين.[/JUSTIFY]
تقرير:عبد الوهاب موسى
صحيفة الوطن