رأي ومقالات

د.عبدالماجد عبدالقادر : الصابون تاع برنابا!!

[JUSTIFY]في برنامج إذاعي قبل يومين تمت استضافة وزير الإعلام الجنوبي «برنابا بنجامين» أو «بنجامين برنابا» ما عارف.. والرجل يتحدث بلغة عربي جوبا.. ويبدو أنه بارع فيها مثل أي جنوبي آخر عاش في السودان وأكل في شمال السودان وتعلم في شمال السودان وتدرج حتى وصل إلى ما وصل إليه من معارف توجت بأن صار وزيراً يتم الاتصال به بواسطة القنوات التلفزيونية… وانصبَّ معظم حديث الضيوف في الإستديو الرئيسي على حكاية البترول الذي قيل إنه دخل مرحلة «أقفل يا عوض»… بينما الجنوبيون يريدون به أن يظل في مرحلة «افتح يا عوض»… وبالطبع لم اكن مهتماً كثيراً إن كان الأنبوب سوف يتم فتحه أو قفله لأن الأنبوب أصلاً مفتوح والأخبار تقول إن البترول «قام من بورتسودان» ووزير الإعلام الجنوبي قال إن بترولنا لم يتوقف عن الضخ… ويوم أمس صرح «أخونا» ربيع عبدالعاطي بأن الحكومة أو السودان ليس لديه رغبة في إيقاف البترول.. ويفهم من حديثه أن اشتراطات الترتيبات الأمنية ودعم الجبهة الثورية ربما صرف عنها النظر أو أنها «جُمدِّت» أو «أُلغيت».. المهم هناك «حاجة نحنا ما عارفنّها» ولا نعلمها قد يعلمها دكتور ربيع وآخرون..

وأدّعي أنني درست دبلوماً فيما يُعرف بعلوم «البرمجة العصبية اللغوية» وهي معرفة نوايا وأفكار الآخرين عن طريق تفسير حركة أجسادهم وحركة عيونهم وأياديهم وطريقة اللغة والكلمات التي تتواتر عندهم بصورة تلقائية مكررة ودلالاتها. فقد لاحظت أن وزير الثقافة والإعلام الجنوبي وعلى الهواء مباشرة وخلال ثماني دقائق كانت هي طول خطبته المتقطعة قد ذكر كلمة «صابون» أكثر من خمس مرات وقال لضيوف البرنامج إن عائدات البترول سوف نشتري بها منكم الصابون والحاجات الكثيرة برضو زي الصابون.. وكل حاجة مفيدة مثل الصابون وسوف تأتيكم قروش كثيرة من عائدات الصابون.. وسوف تكون الفائدة للبلدين والشعبين لأن تبادل المنافع يعود بالخير «الكثير» على الجميع وعندما نشتري منكم الصابون تكون عندكم دولارات بدل الصابون..» ويبدو أن الرجل يحتاج إلى الصابون بدرجة عالية من الرغبة الملحة، والواضح أن دولة الجنوب تحتاج إلى الصابون هذه الأيام مثلما أنها تحتاج إلى مائة وثلاث وسبعين سلعة غذائية أخرى تشمل الذرة والدقيق والفول وموية الفول والجبنة وموية الجبنة والسمسم وزيت السمسم والطعمية و«الكول» و«الشتّة» والويكة والدكوة والسكر والشاي والعدس والرز والبسكويت وطبعاً «السابون تاع برنابا».. وحتى سلعة الأسمنت والرملة..
ولا نرى ما يمنع من إمداد دولة الجنوب بحاجتها من «سابون برنابا» إلى موية فول سلفا كير انتهاء بموية جبنة تاع باقان.. ولكن يبقى عندنا أن الأولويات الملحة يجب تلبيتها أولاً وعلى رأسها فك الارتباط مع ناس عرمان و الحلو وعقار وإيقاف دعم الحركات المسلحة والخروج من الأراضي السودانية «المحتلة».. وإن لم يحدث ذلك يكون من الصعب علينا تمرير الصابون وموية الفول والسِّيتْ والبَسَل والسَّاي والسعوت إلا عن طريق التهريب والذي صدرت الأوامر فيه واضحة تقول «شوت توكيل Shoot to Kill» يعني بعربي جوبا «اضرب حتى تقتل المهرّبين»

كسرة: قام الإمام الحبيب الصادق المهدي أول أمس بتدشين «الكشف» أو «اللستة» بتاعة إسقاط الحكومة عن طريق التوقيعات.. وإذا تمكَّن السيد الصادق من جمع خمسة ملايين «توقيع» فقد كانت هذه كافية جداً ليفوز بها حزبه في الانتخابات القادمة ويا دار ما دخلك شر.. فما هو لزوم التسخين تماهياً مع برنامج الجبهة الثورية بتاع المائة يوم وتقليداً لأولاد «تمرد» بتاعين المصريين..
وقبلها بيوم واحد «بس» كان السيد مساعد الرئيس العميد عبد الرحمن الصادق المهدي يشهد احتفال تخريج الدفعة الأخيرة من متدربي قوات الدفاع الشعبي لتأمين الخرطوم «من التسخين» والذين وصلت أعدادهم إلى ثمانين ألف مجاهد وعسكري نساءً ورجالاً.. وللمفارقة فقد كان احتفال التخريج في ميدان الخليفة ومساعد الرئيس هو المشرف على الاحتفال هو ابن الإمام الصادق المهدي وكل المتخرجين ضد مشروع تسخين الخرطوم» يا جماعة إنتو فاهمين حاجة واللا أنا بس براي «الما فاهم» حاجة.. يعني يا جماعة ما ممكن يكون الأب عايز «يسخِّن» والابن ضد التسخين.[/JUSTIFY]

د.عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة

‫6 تعليقات

  1. انا افك لك لغز أن الوزيرين في الشممال والجنوب يقولا انسياب البترول حيستمر . وزير الجنوب ما عنده مشكلة بل من مصلحته اما رزير الشمال هو محتاج للفلوس وفي نفس الوقت لم تنفذ الأتفاقيات من قبل الجنوب ؟
    تبقى المعادلة كالآتي يستمر الضخ للحوجة للفلوس ، وتستمر الحرب بتجنيد أكبر عدد من الشباب واللي بيموت يموت واللي بيحيى يحيى ، وغير مهم . المهم دفة الحكم تكون مستمرة .

  2. والله يا دكتور دى سياسة تحير (ت ح ي ي ر) وانا ما قادر افهم هذة التناقضات لكن ممكن يكونوا ضد بعض ظاهرا اما البا طن والسر الله اعلم به وهذه السياسة!

  3. كويس جداً إنك إنتبهت لكلمة (سابون) بتاع برنابا وكان من المفترض أن يكون في حكومتنا الرشيدة محللين سياسيين من أطباء النفس الذين يحللون ويفسرون لغة الوجه والجسد والإشارة باليد وتحريك الأرجل حيث من هذه الأشياء يستخلصون حقائق الأمور ، وأنا لا أشك في أن كلمة (صابون أو (سابون برنابا) هذه لها دلالاتها لدى ناس الحركة الشعبية فمن الممكن أن إتفاقاً تم بين برنابا وبينهم وأن الإشارة (المفتاح السري ) ليتم تنفذ شيىء ضد الشمال هو كلمة (صابون) التي أكثر من قولها برنابا لدرجة أنه يعتقد بأن هذا (الصابون) سيفوت علينا وربما يكون صادقاً فقد خدعتنا الحركة الشعبية في كثير من الأشياء أو قل كل الأشياء التي تريدها تم تنفيذها بذكاء من ناحية وبغباء من الناحية الشمالية ، أذكر في لقاء الرئيسين عمر البشير وسيلفا كير أيام المصفوفة أن سيلفا كير مسح وجهه من العرق بطريقة ذكية مع أنه لم يكن هناك عرق أصلاً والجو كان بارد ، لكن مسحة العرق من الوجه لها دلالاات أخرى وقد كان حيث ضربت الجبهة الثورية وقتلوا الأبرياء في نفس الوقت الذي كان فيه سيلفا كير يقول كلاماً معسولاً ولكن مسحة العرق كانت هي كلمة السر التي تعطي الإشارة لتنفيذ المهمة .
    لا بد من التعمق في إشارة برنابا عن طريق كلمة السر (سابون ).ولا بد أن يكون لنا محللون في كل شيىء بالإضافة إلى محللين إقتصاديين غير الموجودين الآن- لأن الموجودين الآن أثبتوا فشلهم في كل شيىء .

  4. سكتنا على العبط .. دايرين تنشروا الجهل .. من قال لك ان البرمجة العصبية اللغوية هى دراسة لمعرفة افكار ونوايا الاخرين .. خرافات صينية قديمة استحدثها حواة ممن احترفوا الدجل و الشعوذه واوهموا الناس بأنهم علماء و حققوا مكاسب كبيرة خاصة فى الدول المتخلفة و الفقيرة التى تستهلك كم هائل من الخرافة و الدجل .. كتب كثيرة و محاضرات ودورات بمبالغ كبيرة وجدت هوا عند اصحاب العقول الصغيرة لنشر اكاذيب من غير ادلة و براهين وافكار لا تخضع لمنطق العقل السليم .. وصدق من قال الطول طووول النخلة والعقل عقل السخلة !!!!

  5. التريقة على لغة الجنوبيين واسراف الديكتور في التهكم عليهم بنطقهم العربية، يشي بعنصرية يكابدها السودانيون عندما يلتقون بالعرب العرب المامدغمسين بعد بحر المالح ويؤكدون لهم أعجميتهم بعدم تمييزهم بين (الغين) و(القاف) أو حين يسخر اطفالهم من السودانيين مرددين عبارتهم (آيييييييييييييي) حينما يلتقونهم وهم يعتمرون عمائمهم الترباسية. استدعاء الاشارات اللغوية العنصرية يؤكد ضعف التناول كما يفعلها الانجليز مع الايرلنديين. ولعلى ارى طيفا واسعا من السودانيين الرطانه لا يرون في (سابون) برنابا ما يعيب .. بل ان سوداني من اقصى الشمال قد يقول وما الخطأ في كلمة (سابون) لانه ينطقها كما ينطقها برنابا بعربي جوبا وهكذا البجاوي في اقصى الشرق او المسلاتي في اقصى الغرب وكذلك ابن الانقسنا والنوباوي. تلك هي عنصرية ابناء مثلث حمدي واستعلائهم على بني جلدتهم، وهو ما جر على البلاد كل هذا الكم من المشاكل والثورات والاقتتال .. وللعلم اكتب هذا التعليق وسمعنا بان صلاح قوش سيطلق سراحه بتوجيه رئاسي كما سبق ان اطلق سراح ود ابراهيم و(اولاادنا) تاع مثلث حمدي. فرتقوها وكل برغوث على قدر دمه يل ديكتووووور