فدوى موسى

تبــاً.. لــــي!


[JUSTIFY]
تبــاً.. لــــي!
واللحظات تحمل بداخلي شحنات من الضيق تحتاج إلى إفراغ وتخلص.. أين أذهب.. أين أفر.. لم أجد إلا أن أدخل إلى قلب الفوضى.. إلى ذاك السوق الهائج، حيث «المكرونة بالقرب من أمواس الحلاقة» والأصوات التي تنادي والردود التي تمور بداخلي بلا خاطر محدد مع عفو التوارد.. «يللا يا سيد يا جيد».. «اسد نفسك».. «الليمون في؟؟ أي في.. الجوافة في؟؟ أي في.. ليمون بارا ومنقة أبو جبيهة».. «تشربوا في البرد؟؟ ليكم حق جوفكم محروق» واتبحر في عيون المتعبين من المتبضعين والمارة.. فلا أحس إلا أنهم حيارى مثلي.. يريدون أن يفرغوا شحنات الغضب الزائد من جيوبهم وخواطرهم المتعبة المرهقة.. والبضاعة الرخيصة ردئية الجودة تسحب من المخزون التالف بحكم الغلاء الفاحش والرغبة في الاقتناء.. وفي قلب ذاك السوق العاصمي أحس «أني رايحة لي رقصة» فأصوات المكبرات و«الاستريوهات» والأزيز والتلتلة والغناء الهابط «ضرب الرقم.. دق الجرس.. دخل الصوت.. صوت الحبيب.. تييت.. أيوه.. أيوه».. فاضطر لرفع ذلك «الكشكوش» من أمام البائع متسائلة وأنا أهزه هزيزاً «دا بيكم؟» وأنا أعرف عدم حاجتي له فلا صغير ولا صغيرة في عمر هذه اللعبة في خاطري في تلك اللحظة ولكنها الانفعالات مع «التيييت».. وأنا أضحك في المشهد الذي أعيشه عندما أفاوض صاحب «الثياب النسائية» فنبدأ ثمن الثوب من الثلاثمائة ويصل بنا الرقم إلى مئة ثم أذهب عن ذلك البائع الذي يلاحقني بقوله «الدايرين يشتروا ظاهرين يا خالة» فاعرف مقدار حنكه وغضبه على الزمن الذي فاصلني فيه وأنا «أساساً» لا أرغب في الشراء وإنما هي «دراما الزهجة».. يأخذني التعب فاضطر للدخول لذلك المحل وادعي أنني أريد شراء حذاء لأجلس على كرسي القياس وأبدأ «بالله نزل لي الشبشب الأحمر داك.. أها.. بيكم؟ في منو مقاس..؟.. الألوان الثانية شنو؟.. خلاص يا زول ناولني الجزمة البنية ديك.. آي آي.. الجنب الشبط الربط داك.. بس تمام.. اها.. صناعتها شنو؟؟.. تمام تمام.. في منها لون أخضر مائل على البني داخل على الأصفر عاكس على السلفر؟» فيضطر صاحب المحل للنظر صوبي بنوع من الدهشة المخلوطة بالاستنكار وبحركة لا إرادية يسحب الحذاء من يدي قائلاً «يا أخت دي جزمة ولا عربية.. انصحك امشي الكرين».. عندها أكون قد أخذت قسط الراحة التي احتاجها فقد أسندت ظهري على الكرسي.. ومن ثم أبدأ مرة أخرى في تجوالي في وسط تلك الفوضى الخلاقة واللذيذة المبهجة «ويللا يا سيد يا جيد» وأعيد الكرة بسيناريو آخر..

آخر الكلام.. عندما أغضب.. تباً لي عندما أعبث وسط الفوضى فأزيد المشهد قتامة وبؤساً.. ولكني «أفش بعض غبينة» الضيق والاحتقان.. وتباً لأسواقنا الفوضوية التي تستوعبنا تماماً..

مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. التفاوض في البيع والشراء وبين البائع والشارئ يفتح الله مرات كدا عادات جميله ونحن نفتقدها في الغربه لانوا الاسعار عندنا ثابته وعاجبك عاجبك ما عاجبك اشرب من البحر ؟فمافي داعي للبكاء علي هذا اللبن المسكوب وحافظوا عليهوا قبل ما تجئ رياح بمالاتشتهي السفن وتاخدو ويروح في ستين دهيه ديك؟ وما بنقول عليهوا رزق المفتحين علي الهبل لانوا في النهايه هو حلم التاجر عيش ؟و بنظريه القانون لايحمي المغفلين ديك فيوصل السعر للعالي واذا ما لقي مشتري ينزول للسعر الاصلي حقوا فااكيد هو ما خسران بس المواطن فرحان انو كسب قضيه؟ورغم سلبياتو وايجابياتو نحن نفتقدوا لاننا تعودنا عليهوا ولغايه مايجئ زمن ياغريب يلا لبلدك ديك يستمر الحال علي ماهو عليه؟؟؟