رأي ومقالات

الطيب مصطفى : وفي رمضان ينتصر الإسلام في مصر

[JUSTIFY]هلّ علينا رمضان هذا العام والحزنُ يغمرُنا أنَّ الربيع العربي الذي ملأنا بالأمل أنَّ دورة حضاريَّة جديدة قد بدأت لتعيد للإسلام مجده بعد فترة التيه والاستبدال التي امتدَّت لعقود من الزمان… أقول الحزن يغمرُنا أنَّ الربيع العربي يتلقَّى طعنة نجلاء في سويداء قلبه وهل من سويداء قلب للربيع العربي غير مصر، كنانة الله في أرضه والتي كنا نعلم يقيناً أن شياطين الإنس والجن لن يستسلموا بهذه السهولة ويسمحوا بتحوُّل خطير يأتي منها ليُعيد سيرة صلاح الدين الأيوبي وقطز اللذين دكَّا حصون الصليبيين والتتار واستعدلا البوصلة بعد أن طاشت ردحاً من الزمان؟!
قلبي كاد ينفطر ألماً وأنا أرى متحدَّثَين باسم الشرطة والجيش وهما يهرفان في قلة حياء وجرأة على الله أمام مجموعة من صحفيي المارينز من إعلاميي مسيلمة الكذاب ويبرِّران قتل الثوار في أحداث الحرس الجمهوري وكان الأكثر إيلاماً أن يصفِّق هؤلاء السفهاء للمتحدثَين في نهاية المؤتمر الصحفي وكأنَّ الدماء التي سالت والأنفس التي أُزهقت لفئران أو صراصير بل إنَّ أحد الصحفيين من قيادات وكالة الشرق الأوسط وأظنُّه مدير تحرير الوكالة طالب بإخراج محرري قناة الجزيرة وسانده مجموعة من فلول صحافة مبارك الذين يُفترض أنَّهم مع سيادة مبادئ حرية التعبير المنصوص عليها دستوراً وقانوناً والتي حطَّمها حكم العسكر من اليوم الأول لانقلابهم المشؤوم حين عطَّلوا القنوات الفضائيَّة الإسلاميَّة وأغلقوا الصحف المعارضة.

كما ذكرتُ سابقاً أنَّ موجة التعاطف مع الشرعيَّة تتزايد بشكل مدهش خاصَّة بعد استشهاد مناصري مرسي بهذا العدد الهائل وبعد إصابة ما يقرب من الألف جريح فمهما حاول الكذابون تبرير فعلتهم النكراء فلن يستطيعوا أن ينفُوا جريمة الاستخدام المفرط للقوة في مواجهة متظاهرين عُزَّل مما ينمُّ عن الحقد الدفين الذي يملأ صدور هؤلاء القتلة.
لقد زرتُ مصر قريباً ورأيت بعيني رأسي تضاؤل شعبية مرسي في الشارع المصري قبل الانقلاب العسكري خاصة بعد أزمة البنزين المفتعَلة والتي نجح الخرَّاصون في إلهابها وتضخيمها مع إعلام كاسح معارض لمرسي تمكَّن من إقناع الشارع بفشل مرسي في إدارة البلاد وكنتُ على يقين أنَّ حزب مرسي (الحرية والعدالة) سيُمنى بهزيمة ساحقة ماحقة في الانتخابات البرلمانيَّة التي كان يدعو إليها لاستكمال المؤسَّسات الدستوريَّة!!
سبحان الله!! والله إني لأشعر بأنَّ كلَّ ما يحدث الآن يمهِّد لخيرٍ عميم يسوق اللهُ الإسلاميين إليه وهم كارهون!!
موجة التعاطف التي اجتاحت ولا تزال الشارع المصري والتي أحالت مرسى إلى زعيم ليس للإسلاميين وحدهم إنما لشعب مصر وعزلت النخب العلمانية والليبرالية ودمَّرتهم تدميراً، هي نتاج لما حدث في الثلاثين من يونيو وما أعقبها من انقلاب!!

دهشتُ من مقال بائس يُثير الإحباط خطَّه يراع الأخ الأستاذ فهمي هويدي توصَّل فيه إلى أنَّ الحالة المصريَّة الحاليَّة بعد انقلاب العسكر أشبه ما تكون بالحالة التركيَّة السابقة لنجاح أردوغان في خلع أسنان العسكر في تركيا وذلك بعد أن استبعد هويدي بحجّة قويَّة النموذج الجزائري في إقصاء العسكر لجبهة الإنقاذ عام 1992م عقب فوزها بانتخابات الجزائر والنموذج الروماني الذي أقصى الرئيس الشيوعي شاوشيسكو عام 1989م باعتبارهما لا يُشبهان ما يجري في مصر.

حاول هويدي عقد المقارنة وبالرغم من أنَّه أكَّد أنَّ مصر لا تُشبه الجزائر فقد أغفل أنَّ مصر الأزهر ليست تركيا أتاتورك وأنَّ سطوة الإسلاميين في مصر الآن لا يمكن مقارنتُها بإسلاميي تركيا قبل أردوغان ولو أُجريت أي انتخابات أو استفتاء حول الانتخابات المبكِّرة سيحصل مرسي وحزبه على ما لم يحصل عليه في أي انتخابات أُجريت في السابق سواء رئاسيَّة أو برلمانيَّة أو استفتاء على الدستور فقد حوّل السيسي مرسي من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم وها هو تحالف السيسي يتهاوى ويتراجع ويترنَّح!!
ألم أقل لكم إن الله تعالى وليس مرسي ولا الإخوان هم من يقودون مسيرة الدورة الحضاريَّة الجديدة؟! ألم أطلب منكم ألاّ تحسبوه شراً لكم؟![/JUSTIFY]

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة

‫5 تعليقات

  1. يوما بعد يوم يتضح لنا ويتكشف بأن اخوان السودان هم جزء من الحركة الاخوانية العالمية همومها خارجية وليست داخلية … هم يتباكون على اخوانهم فى مصر وزوال حكمهم فى مصر والسودان يعانى الويلات والحروب والنزاعات والضائقة المعيشية الضنكة والحادة التى جعلت كل السودانيين تحت وادنى مراتب الفقر .. كل ذلك بسبب الممارسات والسياسات الخاطئة المنتهجة فى ادارة الدولة السودانية منذ 24 عاما ولازالت …
    يااخوان السودان بداية من عصام البشير ونهاية بالطيب مصطفى أهلكم بالسودان أولى بدموعكم وصيحاتكم … السودان يحتضر أبكوا على الجنازة التى أمامكم وأتركوا جنائز غيركم يبكوها أصحابها … السودان أولا وأخيرا

  2. لا أسكت الله صوتك
    وأبقى قلمك مشرعا لقول الحق …مرابطا على ثغور الإسلام
    ” المسلمون جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ”
    يا أخي في الهند أو في المغرب **** أنا منك أنت مني أنت بي
    لا تسل عن عنصري أو نسبي *** إنه الإسلام أمي وأبي
    إخوة نحن به مؤتلفون *** مسلمون مسلمون مسلمون

  3. عندما ياتي الخطا من من لم نتوقع منه الا خطا فهذا امر مقبول اما ان يعلن المظلوم والقدوة والامام والامين انه سيرد ما اخذ ولو بحد السيف وازهاق ارواح بريئة وهي عند الله اعظم من هدم الكعبة حجرا حجرا فهذا ليس من الدين في شئ والاسلام منه برئ ويجب ان يعلموا ان المسؤولية في الدنيا امانة وفي الاخرة خزي وندامة وان يحتسبو ما اخذ منهم عند الله وما عند الله خير وابقي وان ينادو بجمع الصف ونبذ العنف للخروج من هذا الماذق الذي سيقضي علي الاخضر واليابس اذا رفع شعار الطائفية والحزبيةالبغيضة تحت شعار الدين والدين عند الله الاسلام والاسلام شعاره العفو والصفح والتسامح
    حفظ الله مصر واهل من كل كيد تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله ورمضان كريم

  4. موقف (الحزب الوطني)من انقلاب مصر يعبرعن نضج سياسي مسؤل!! فصيانه المصالح تقتصي اقامه علاقه دوله وحكومه السودان مع(كل)(القوي الوطنيه)الحاكمه والمحكومه بالتساوي في الدوله المصريه. فاصول اللعبه الديمقراطيه نفسها تبدل الحاكم لمحكوم والمحكوم لحاكم!!فاذا انحزنا لواحد خسرنا الثاني ومع مصالحنا!! كذلك تبادل القوي الفاعله للكتل السياسيه والمتسيسه(كالجيش)وجماعه(الاخوان) في مصر للسلطه سواء بالانتخابات الديمقراطيه او الانقلاب او الحركات التصحيحيه او حتي الاقصاء !! فلابد لعلاقه (الدول) ان تستمر وللعلاقات الاستراتيجيه من الثبات لان انقطاع المصالح خساره للبلدين وبالمناسبه هذا ماتفعله الدوله المصريه تماما كسياسه ثابته تجاه قضايا السودان وصراع القوي السياسيه فيه !!فالنديه تقتضي المعامله بالمثل….. اما العلاقات الحزبيه الاخري ليس هناك مايمنع من تعميقها بما تقتضي حفظ المصالح الاستراتيجيه!!والجيره!!والخصوصيه!! والاخوه الاسلاميه!!والمؤتمر الاسلامي!! والمواعين الاخري.
    وللحزب ومظلاته الاخري ان تدين وتشجب الاخطاء!! وتؤيد وتعاضد الحق بما تراه مناسبا بكل الطرق!! ووفق المواعين المتاحه من خلال الجامعه العربيه!!مؤسسه المؤتمرالاسلامي!! والسلطه التي تتبخر لاسباب عدم النضج السياسي!!الانانيه!!واقصاء( شباب الثوره) وابعادهم عن المشاركه في السلطه!!وترك المفسدين(نظام مبارك كاملا)داخل مؤسسات الدوله!! يجب ان لا تؤثر وتتخطي هذه الاخطاء القاتله التي ادت الي تسيب السلطه حدود الدوله المصريه لدول الجوار لاننا لانستطيع تحمل اوزار الاخرين القاتله…… نسال الله ان يديم استقرار مصر ففيه استقرار للجميع .والله من وراء القصد. ودنبق.