رأي ومقالات

إيد (يونميد) قصيرة


[JUSTIFY]كثيرون لا يفرقون بين يونميد واليونيميس واليونيفورم والفورمولا ولكنهم يعرفون أن قوات دولية ترابط في أرض السودان بغرض حفظ السلام, ولا يهتمون كثيراً إن كانت قبعات الجنود زرقاء أو خضراء أو غيرها من الألوان التي لاقت جدالاً كثيراً. ويفترضون أن يكون جيش السلام ذا قوة ضاربة متفوقة على المتنازعين, فيفض الاشتباك ويفرض على الأقل أخلاق الحرب كخطوة نحو فرض السلام.

وكلما وردت كلمة عن التجاوزات في حرب دارفور اتجهت الأنظار ناحية الجيش الحكومي, فقد كادت المنظمة الدولية تصرح أنها ما أرسلت هذه القوات إلاّ لوضع حد لتجاوزات الجيش الحكومي. وصور الإعلام الخارجي المعركة بين ثوار وجيش حكومي يمكنه تفوقه العسكري من خوض الحرب بغير التزام بأخلاق الحرب التي تحرم قتل الطفل والمرأة والشيخ أو قطع شجرة. وبدا أن الحكومة في اشتراطاتها في وجود هذه القوات وكأنها تحرص فقط على كسب الوقت لتوظيف تفوقها في حسم المعركة عسكرياً بأسرع وقت, ولا تحرص على سيادة وطنية قد يخدشها الوجود الكثيف لقوات أجنبية.

إذا كانت الصورة لا تتسق إلا بهذه الرواية, فماذا تقول المنظمة الدولية بعد الاعتداء الأخير على قوات يونميد التي بدت بلا حول ولا قوة فى مواجهة قوة (محلية)؟.. ثم إن هذه القوة المحلية ليست الجيش الحكومي على أي حال, فهل كان رد فعل المنظمة الدولية والقوى الغربية بذات اللجلجة لو أن الهجوم كان بمدافع الجيش الحكومي؟

لا يمكن الاتفاق على إجابة إلا بتوافق الجميع أن السلام هو الغاية التي تبذل لها كل الوسائل, فإذا توافق الكل على ذلك, فلن يقود السياق المنطقي إلى تبرير ما يحدث الآن في دار فور.. قوات عاجزة عن حماية نفسها, وبالتالي فهي غير مؤهلة لحفظ السلام, ومعايير مختلفة تجاه خروقات الجانبين لدرجة يكاد بان كى مون يجد العذر للحركات حين يكون الخرق من ناحيتها. وبذلك فإنّ السلام في دارفور حسب أجندة الأجنبي ليس غاية.. غاية هؤلاء مصالح يعرفونها, قد يكون السلام إحدى وسائلها أو قد يكون ضحية حسابات أخرى إذا لم يخدم الأجندة الخفية ومصالح الأجنبي في المنطقة… هذه القوى ليست بالحنية التي نظنها فيهم أحياناً..

لم يبق غير الحوار الوطني الخالص, إلا إذا استمرأنا رواج تجارة السلاح وحياة المعسكرات وارتفاع إيجار البيوت بسبب توافد الأجانب من عسكريين ومدنيين وبين وبين.

الرأي العام
عادل إبراهيم حمد[/JUSTIFY]