تحقيقات وتقارير

“قوش” بعد الإفراج عنه.. الظهور على جميع المنصات

[JUSTIFY]اسمه ارتبط في أذهان الناس بالأجهزة والمهام الحساسة والشاقة من الأداء الأمني والسياسي طوال العقدين الأولين من عمر حكومة الإنقاذ، وتاريخه يعود إلى كونه المنافح الشرس عن الحركة الإسلامية في جامعة الخرطوم إبان كان طالباً فيها، وقلما يوصف من بعد ذلك بأنه رجل الإنقاذ القوي والذي تهابه الخصوم في مختلف ضروب المعارك.
إنه الفريق “صلاح عبد الله محمد صالح” الشهير بـ”صلاح قوش” مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق، ورئيس مستشارية الأمن القومي التابعة لرئاسة الجمهورية السابق، وعضو البرلمان السوداني في دورته الحالية عن دائرة مروي الخامسة.
“قوش” أوقفته السلطات في نوفمبر الماضي ومعه عدد من كبار الضباط في القوات المسلحة والأمن، بتهمة محاولة الانقلاب على الحكومة، إلى أن تم إطلاق سراحه الأسبوع الماضي بعد أن أسقط الادعاء الاتهامات الموجهة له لنقص الأدلة. والرجل لا يبارح منصات الظهور الإعلامي من خلال الاهتمام الكبير الذي يجده من وسائل الإعلام المحلية والدولية، نظراً للملفات الكبيرة التي يحفظها في صدره بطبيعة عمله التي كان يؤديها، إذ ظلت أخباره محل اهتمام حتى إبان فترة خضوعه للتحري في داخل المعتقل.
{ الظهور الأول
أطل الرجل في ظهوره الأول في الأنشطة الجماهيرية أمس الأول من خلال حضوره إفطاراً واحتفالاً نظمته سفارة دولة جنوب السودان بالخرطوم بفندق السلام روتانا ضمن احتفالاتها بالذكرى الثانية لانفصال جنوب السودان وقيام الدولة الوليدة، حيث رحب السفير “ميان دوت وول” بالفريق “صلاح قوش” بصورة استثنائية خلال كلمته التي ألقاها بتلك المناسبة، فقام الرجل (قوش) من مقعده ملوحاً بيده للسفير “ميان” مستديراً تجاه الحاضرين في داخل القاعة وهو ينحني على الطريقة الإنجليزية معرفاً بمكان وجوده وشخصه لمن لا يعرفونه.
انصرف الكثير من الذين كانوا حضوراً داخل القاعة لمصافحة “قوش” بأشكال مختلفة، ومن بين أولئك بعض قادة أحزاب المعارضة الذين كانوا حضوراً، كما احتفى آخرون بـ”قوش” عن طريق التقاط الصور التذكارية معه، حيث وحدت الصور بين السودانيين في شمالهم وجنوبهم.
{ حساسية ملفات
ذلك الاسم الذي تهتز له المسامع من خلال الأساطير التي تروى عن رجل الأمن وعلاقته بالآخرين من الناس، وطبيعة التخفي التي تفرضها طبيعة الوظيفة، تجعل الاسم ملتصقاً ببعض الأفعال في ذاكرة الناس سيما حينما يدور الصراع بين الحاكمين والمعارضين في الوصف والتدقيق. تلك الطبيعة أعطت “قوش” بعداً آخر واهتماماً كبيراً كغيره من رجال الأمن والمخابرات حينما تنتهي فترة مسؤوليتهم يظلون تحت دائرة الضوء لسنوات طوال، وتظل الملفات الحساسة ملتصقة بهم ويخرج بعضها بعد سنوات طوال، ويرحل بعضها الآخر معهم متى ما فارقوا الحياة.
{ “قوش” بمروي
اليوم (الأربعاء) يتوجه ممثل الدائرة (5) عن منطقة مروي بالمجلس الوطني (البرلمان) “صلاح عبد الله محمد صالح” (قوش) إلى منطقة مروي مبتدراً نشاطه السياسي الجماهيري للمرة الأولى بعد إطلاق سراحه الأسبوع الماضي، حيث من المقرر أن يخاطب “قوش” اليوم بالميناء البري لمنطقة مروي جماهير الدائرة (5) مروي احتفالاً بإطلاق سراحه.
ويتوقع أن تأتي كلمات “قوش” اليوم في ذات السياق الذي ابتدره بعد إطلاق سراحه، حيث قال كلمات أكد من خلالها تمسكه بحزبه (المؤتمر الوطني)، وبمنظومته الفكرية (الحركة الإسلامية)، وبحق الجماهير التي انتخبته ممثلاً لها في المجلس الوطني (البرلمان)، وكلمات أخرى وضعها الرجل في ميزان الذهب قبل إخراجها في حق رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”.
{ ترحيب الوطني
يبدو أن الترحيب بـ”قوش” لم يقتصر على جهات بعينها، فقد سبقت جهات ينتمي لها آخرون بإصدار كلمات ترحيب بنشاط الرجل وكلماته التي قالها بعد الإفراج عنه، حيث رحب أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني “ياسر يوسف” بتصريحات “قوش” التي أكد فيها أنه ما زال عضواً بالمؤتمر الوطني والبرلمان، وأنه سيواصل نشاطه فيهما خلال الفترة المقبلة، وأضاف “ياسر يوسف” بالقول: (تصريح قوش كان جيداً ونحن نرحب بعودته، وأجهزة المؤتمر الوطني لم تتخذ أي إجراء لعزله من الحزب). وربما تأتي تحركات الرجل وسط أهله اليوم كبداية لتحركات أخرى يقوم بها في مقبل الأيام دعماً لمشروعه الذي أعلنه بعد خروجه.
{ تدبير واتهام
وإذا كان ترحيب الجنوب بحضور الرجل لفعاليتهم ممثلاً في السفير “ميان دوت وول” بسبب أن “قوش” ظل ممسكاً بملف الحوار مع الجنوب في القضايا العالقة من اتفاقية السلام الشامل وقضايا ما بعد الاستفتاء وإدارته لها، فإن آخرين عرفوه جيداً وعرفهم من خلال العمل المشترك في منظومة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ذكروا كلمات بذات المعاني في حقه، ومن بينهم رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان “محمد الحسن الأمين”، الذي أكد في تصريحات له أن مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق “صلاح عبد الله قوش” بريء من التورط في المحاولة الانقلابية الماضية، وقال أيضاً إن “قوش” لا علاقة له بمجموعة “محمد إبراهيم عبد الجليل” (ود ابراهيم) التي اتهمت بتدبر محاولة انقلابية قبل الإفراج عن تلك المجموعة بعفو من الرئيس “البشير”، وقال “الأمين” إن “قوش” خرج بريئاً من التهم الموجهة اليه، فيما قالت نائب رئيس البرلمان، رئيس القطاع الفئوي بالمؤتمر الوطني، “سامية أحمد محمد” إن من حق “قوش” مواصلة عمله في الحزب والبرلمان، وأضافت: (نأمل أن يكون فيه خير للناس والبلاد).

تقرير – أحمد دقش- المجهر السياسي[/JUSTIFY]