[ALIGN=CENTER]إنفعال مثقفاتي! [/ALIGN]
أعتاد أن يستيقظ باكراً وبعد إنجازه للطقوس المعتادة يقوم بالعودة للقنوات الإخبارية تجولاً ما بين الفضائيات والإذاعات.. حتى يخرج إلى الشارع وهو على بينة من أمره.. فالرجل من المحسوبين في صف المثقفاتية الذين كل زخرهم المعرفة وحداثة المعلومة.. أكمل كل هندامه وبدأ كأنه ذاهب إلى مخاطبة كل العالم وليس مجموعة من أصدقاء متفرغين.. رغم أن مجلسهم هذا لا يخلو من الشوائب من شاكلة فتح وتحليل ملفات الناس«القطيعة والنميمة»، إلا أنه يعد مجلساً للأدب والمعرفة.. وقد حاول قدر جهده أن يزيل هذه الشوائب إلا أنه لم يستطع أبداً أن يتقدم في مآربه قيد أنملة.. أعترت مجلسهم في ذلك اليوم موجة من الحماس الزائد لكسر الطوق الذي يتقوقعون فيه كجزئية من كيان كامل في هذا الكون.. كان حافزهم لتلك الموجة.. هو مشاهدتهم لما نشر على الفضائيات والإذاعات حول أحداث مناهضة الإرهاب التي لا تفرق بين الأبرياء والآخرين وسرت في دمائهم حمى مرتفعة مصدرها قلة الحيلة التي يقابل بها الأبرياء كل الحصد والإنهزام من قبل «الأمريكان» أصحاب الطائرات بلا قائد.. فقد أستفزهم ضياع هؤلاء الناس من دنيا الحياة بلا ذنب سواء أنهم كانوا داخل حدود المساحة التي أستهدفها هؤلاء.. ويبدو أن الطلعات الجوية والغارات الأخيرة التي تقوم بها القوات الأمريكية «في العالم» بدأت تحيي الدماء المتجمدة في عروق الشعوب الذين هزمتهم وخذلتهم قمم هرمهم أن يكونوا أكثر إيجابية في تقرير المصائر العامة.. وكان في ذلك اليوم أكثر المتفرغين إنفعالاً.. (حتام تداس كرامة بعض الناس في هذا العالم تحت أي مسمى كان «إرهاب.. إرعاب» وإلى متى تظل الكثير من الدول في عباءة المتفرجين الذين لا حس لهم ولا حراك).. ويبدو أن كلماته التي تدفقت في ذلك اليوم أتت أكلها أكثر إيجابية وإثماراً ولكن مدى هذه الإيجابية لم يتمدد خارج حدود ظل الشجرة التي كانت ولا زالت تشهد تلك السجالات للمثقفاتية المتفرغين أصحاب الهندام العالي.. وتناسق «الكرافتات» والأقمصة.
آخر الكلام:
جاء اليوم التالي وأستيقظ باكراً وأكمل هندامه وتفرج على الفضائيات وتحرك إلى الشجرة.
سياج – آخر لحظة -العدد 810
عودا حميدا ايتها الرائعة الى جمهورك ومحبيك وسألنا عليك كثيرا ونتمنى لكى مزيدا من التفرد والابداع والامتاع0000000000000