تحقيقات وتقارير

الشيوعي .. جدل القديم و الجديد

[ALIGN=JUSTIFY]باقتراب موعد انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي، المقرر له نهاية هذا الشهر تكون اسخن القضايا التي ظلت محل جدل دائم بين الشيوعيين السودانيين في الفترة من العام 1967 والى العام 2008م قد وجدت سبيلها الى الراحة والاستجمام ليعرف كل فريق مرقده وميدان انطلاقه الجديد، حيث يواجه الحزب بشكل اكثر من اي وقت مضي قضيتي تجديد الفكر وتجديد القيادة .
ورد في مشروع برنامج الحزب الشيوعي السوداني المقدم للمؤتمر الخامس نص على ضرورة ( استيعاب ما استجد واستحدث من مقولات ومفاهيم في العلوم الطبيعية والاجتماعية للوقوف على مدى أثرها في تطوير او تجاوز استنتاجات الماركسية باعتبار الماركسية نظرية عامة للواقع والكون وليس منظومة فلسفية مغلقة ومنكفية ذاتياً على طراز أرسطو وهيجل ) وكان سكرتير عام الحزب الاستاذ محمد ابراهيم نقد قال في حوار صحفي معه انهم لا يتعاملون مع الماركسية اللينينية كعقيدة ومواصفات وللتنفيذ ( وإنما توصلنا من خلال التجربة والممارسة إلى استخدام منهج ماركسي وهو التفسير المادي للتاريخ للتعامل مع تطور المجتمع السوداني والإقليمي والدولي بالإضافة إلى ما تقدمه الدراسات العلمية هو مجمل ظواهر العالم المعاصر في إسهامات الدراسات العلمية لمدارس فكرية غير ماركسية ) مما يعني انعطافة حقيقية في الفكر بعد ان كان الطرح الشيوعي صمدا ولا يقبل القسمة على اثنين.
ومن غير الخفي اصطراع طرحين في مسألة التجديد عبر عن احداهما في لغة بسيطة ومباشرة في حوار اجرته معه الصحافة قبل اشهر القيادي بالحزب سليمان حامد حين قال ( اننا كقيادة طارحين للحزب وللمؤتمر الخامس تمسكنا بالماركسية، وطرحنا في التقرير العام موقفنا من الماركسية، وقلنا اننا ماركسيون ونستخدم الماركسية كمنهج وكمرشد لعملنا، هذا وضحناه بجلاء شديد، ونحن نناضل من أجل تحقيق البرنامج الوطني الديمقراطي وصولاً الى الاشتراكية، وهذا موجود في التقرير السياسي الذي اعلن، وموجود ببنوده واشيائه في مشروع برنامج الحزب الشيوعي السوداني. وفي مقدمة البرنامج مباشرة ذكرنا اننا حزب ماركسي ونتمسك بالماركسية، ووضحنا موقفنا منها، ونناضل في سبيل الاشتراكية )
وعبر عن الاخرى الدكتور الشفيع خضر في حوار مع الصحافية صباح احمد حين قال ( المطروح هو أنه حدثت تغييرات في الدنيا أو في العصر.. هي تغييرات طبيعية لا أعتقد أنها مربوطة بانهيار المعسكر الإشتراكي فقط.. كان لابد أن تحصل هذه التغييرات لأن الدنيا متغيرة سواء كان ذلك على الواقع المحلي أو الواقع الخارجي.. نحن لأننا حزب شيوعي مرتبط بأطروحات نظرية ولأن اسمه إرتبط بتجربة هي المعسكر الإشتراكي بالتأكيد إنهيار المعسكر الإشتراكي اضاف بعداً جديداً وعميقاً.. تجربة كنا نسعى لتقديمها للشعب السوداني وانهارت (مش كده)؟! يبقى لابد من أن تدق أجراس في أذهاننا حول ضرورة المناقشة وبالتالي فإن الأطروحات التي طرحت داخل الحزب حول التجديد بشكل عام لم تتحدث عن وجود متغيرات خارج السودان فقط.. تحدثت عن وجود تطورات في التركيبة الإجتماعية والطبقية في السودان وتطورت فيما يخص علاقة الأثنية بالسياسة وتطورات فيما يخص العلاقات الإقتصادية المختلفة ومستجدات فيما يخص علاقة المركز بالهامش أو الأطراف الى آخر القضايا التي أخذت بعداً عميقاً )
وان كان مشروع برنامج الحزب قد صمت عن سؤال تجديد القيادة فاننا نطرحه هنا متساوقا مع سؤال الفكر ويجيب الناطق الرسمي باسم الحزب يوسف حسين عن السؤالين في اتصال هاتفي معه امس بانهم وطدوا العزم لتجديد الحزب فكراً وبنياناً وممارسات مؤكدا سعيهم لسيادة الديمقراطية في الحزب مع الاستفادة من الواقع والمستجدات والمتغيرات وتجربة ودروس ستين عاما، مضيفا ( المؤشرات للتغيير موجودة في الاوراق التي تمت مناقشتها ، والورق الذي طرح في هذا الاطار كثير ) وحين اسأله عن احتمالات تجديد القيادة في المؤتمر القادم يؤمّن على ان تجديد القيادة سنة حياة ، ولكنه يستدرك بالقول ( كون القيادة ستكون كلها شابة هذا مخالفة لسنة الحياة وهو غيروارد فالمطلوب ان يوجد تعاقب اجيال بحيث يأتي من القدامى والجدد حين نستقرئ الانتخابات القادمة لقيادة الحزب ) ليعود ويقول ( اما موضوع التجديد في القيادة فنحن لا ننتظر المؤتمر ليقوم به ) مشيرا الى ان النظام الداخلي للحزب يعطي القيادة الحق في التجديد لانه بالمدة الطويلة تحدث متغيرات سواء بالموت او بتغيير الناس لاماكنهم ويتحدث يوسف حسين عن كثير من المناطق عقدت مؤتمراتها الحزبية واختارت قياداتها ( اذ بعد هامش الحريات في نيفاشا تجدد الحزب في كثير من المواقع وجاءت قيادات شابة).
ولكن الصحفي والناشط الشيوعي محمد احمد عبد الحي يرى ان المؤتمر لن يحل ازمة القيادة في الحزب لأنها قديمة ومتكررة ويقول في اتصال هاتفي مع الصحافة امس ان ادارة المناقشة للقضايا المطروحة تمت من القيادة وهي جزء من الازمة مما ادى لان تكون المناقشة مفرزة لنفس الازمة وتعيد انتاجها ( لانهم حاولوا ابعاد كل الاصوات المغايرة والمختلفة معهم اي التي تطرح رؤى مغايرة لرؤاهم ) مؤكدا انها ( كانت مجرد مناقشات لعناصر لازمة المتسبب فيها اصلا هم القيادة واسلوب الادارة ومثال لذلك الناتج كان الضعف البادي في التقرير السياسي الذي كان مضطربا ومتناقضا وعديم المنهجية ) متوقعا ان ما يأتي به المؤتمر هو اعادة انتاج للازمة ( ربما بنفس الوجوه القديمة او بوجوه جديدة ) مشددا على ان المؤتمر لن يحل ازمة الحزب على المستوى الفكري النظري وعلى المستوى السياسي
التقي محمد عثمان :الصحافة [/ALIGN]