[JUSTIFY]
ها هي الجبهة الثورية تتنادى إلى كمبالا مروراً بجوبا، وجوبا تتهيأ لوقف تدفق نفطها عبر السودان، تستعد دولة الجنوب الراعية لتمرد الجبهة الثورية والمموّلة لقطاع الشمال لشد الحزام بعد أن استمتعت بتدفق أكثر من ثلاثمائة مليون دولار من جراء استمرار تدفق نفطها للفترة الأخيرة، وجوبا هنا تشبه لك في تعاملها مع مصدر دخل موازنتها شبه الوحيد، (صناعياً ماهراً) يجيد مهنته ويبرع فيها لكنه يأكل رزق اليوم باليوم حتى إذا وجد عملاً كبيراً أدر عليه مبلغاً ضخماً ملأ أكياسه وذهب إلى بيته ليستجم رافضاً بدء أي عمل جديد إلا بعد أن ينفد ما في جيبه، وإلا فكيف يفسر تفريطها في الحفاظ على تدفق النفط الذي يدر عليها 98% من موارد موازنتها؟ فجوبا عقب هذه الفترة ستسعى إلى الاستمتاع بما يعود عليها من حساب صادر النفط الذي سرعان ما ينفد فتلجأ إلى التصعيد، وما اجتماع الجبهة الثورية الذي تتداعى له الآن في تقديري إلا محاولة لإسناد موقف دولة الجنوب بمزيدٍ من التصعيد العسكري كنوعٍ من الضغط سواءٌ على الصعيد الإنساني أو الإعلامي، وسيتم ذلك في توقيت يراعي احترام مشاعر الشعب المسلم وارتفاع روحانياته الذي يمكنه من صد أي تحرك أو عدوان، لذا أتوقع أن تعكف الجبهة الثورية على إعداد سيناريوهات جديدة للتصعيد تتزامن مع عطلة عيد الفطر المبارك أو تعقبها مباشرةً، والحاجة لهذا التصعيد بالنسبة لها مبعثها محاولة تعزيز الوضع العسكري المتدهور بعد دحرهم في أم روابة وأبو كرشولا، والدافع الثاني هو محاولة إنقاذ خطة تحالف المعارضة السياسية في الخرطوم المسماة بخطة المائة يوم لتغيير النظام والتي مضت عليها حتى الآن أكثر من اثنين وخمسين يوماً وهي أكبـر من نصف المدة المحدّدة لإسقاط النظام ولم يحدث فيها أي مؤشر يدل على نجاحها، مما يجعلها تطلب الإسناد لحفظ ماء وجهها بالعمل السياسي المتزامن مع التصعيد العسكري من قبل الجبهة الثورية المتحالفة معها بميثاق الفجر الجديد، وفوق هذا وذاك ما يجعل المعارضة في حرج شديد أنها ستفقد جل أوراق اللعبة عندما يقوم الحزب الحاكم بمراجعة حكومته الحالية وتشكيل حكومة جديدة يكون قوامها التجديد ومادتها الرئيسية الدفع بكوادر جديدة وشابة من أجيال بعينها وذهاب بعض القيادات العريقة إلى مواقع أخرى استشارية أو تشريعية، كل ذلك إذا استصحب بتحولات جوهرية في السياسات الاقتصادية وتوسيع في قاعدة المشاركة الحزبية في الحكومة بدخول أوزان أكثر ثقلاً، فإنه لا محالة سيسحب الأضواء الإعلامية والاهتمام السياسي من تحركات المعارضة، بل ويجعل عنصر المناورة والمبادأة بيد الحكومة إذا جاءت على قدر يرضي تطلعات الشارع.صحيفة الرأي العام
مرتضي شطه
[/JUSTIFY]