رأي ومقالات

إطاحة مشار بين تعبان والغارديان

[JUSTIFY]{ إذا كانت صحيفة الغارديان البريطانية توصف بأنها مقربة من الاستخبارات الغربية والبريطانية بصفة خاصة، فهذا يمكن أن يعني لنا أن بعض ما تنشره يكون بغرض عمل معين يهدف إلى تغيير أو إيجاد شيء معين، وتحت عنوان طويل يقول «الصراع على السلطة والفساد يهددان أحدث دولة مستقلة في العالم.. جنوب السودان على شفا الانهيار»، تحت هذا العنوان الطويل نشرت صحيفة الغارديان تقريراً تضمن تصريحات قاسية للدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب المُقال أمس الأول مع أعضاء ذات الحكومة. وذلك في يوم «21» يوليو الجاري ـ نشر التقرير ـ وكانت الإقالة في «23» يوليو بعد يومين من نشر التقرير، وورد في في افتتاحية التقرير الرهيب أن نائب رئيس دولة جنوب السودان رياك مشار أصدر تحذيراً مبطناً للرئيس سلفا كير بأن يتنحَّى عن منصبه، وتعهد بأنه سيسعى ليحل محله قبل أو بعد الانتخابات القادمة عام «2015م». ويواصل التقرير قائلاً: هذا التهديد الذي أطلقه مشار الجنرال السابق في الحركة الشعبية لتحرير السودان وأحد أباطرة أمراء الحرب الأهلية السابقة في السودان من شأنه أن يزعزع الوضع أكثر في بلد غير مستقر. وأشار التقرير إلى نية مشار في مناهضة أن يستمر سلفا كير في الحكم.. فقد تحدث للغارديان عن التغيير فقال:«لكي نتجنب الاستبداد والدكتاتورية فمن الأفضل أن نلجأ للتغيير».. وذكر مشار في موضع آخر في ذات المقابلة كلمة «التغيير» أيضاً حيث قال: «لقد ظللت أعمل تحت سلفا كير فترة طويلة، أنجزت أفضل خدماتي كمرؤس له، وأعتقد أن الوقت قد حان الآن للتغيير».

كل هذه التصريحات أطلقها مشار عبر الغارديان البريطانية يوم «20» يوليو الجاري ونشرتها صحيفة اليوم التالي، وجاء قرار عزل سلفا كير لنائبه مشار وحل حكومة جوبا يوم «23» يوليو الجاري، ولم تكن هناك مقدمات أو حتى إرهاصات سابقة لهذا القرار العظيم القاضي بإقالة نائب الرئيس والوزراء الذين منهم وزيران لم يمض على تعيينهما شهر عُيِّنا خلفاً لوزيري المالية ومجلس الوزراء كوستا ماينبي ودينق ألور المتورطان في قضية فساد مالي. فهل يمكن القول بأن تصريحات مشار للغارديان هي السبب في التعجيل بإقالته من منصبه الرفيع؟!

أم أن مشار كان يعلم حين أطلق تصريحاته أن علاقة الحكم التي ربطته بسلفا كير قد انتهت ولن تستمر بعد أن وضح كل شيء؟!
نعم كل شيء أصبح واضحاً بعد إقالة تعبان دينق من منصب الوالي في ولاية الوحدة. والآن الحركة الشعبية تعارض نفسها بنفسها ولو كانت معارضة ديفيد ياوياو بعيدة من جوبا فإن معارضة مشار «نائب الرئيس السابق» تبقى في قلب جوبا وفي القصر الرئاسي لذلك كانت إقالته من أجل إبعاد معارضته من المنطقة الحساسة.

والملاحظ في بعض تصريحات مشار للغارديان قبل إقالته بثلاثة أيام إنه قال سيسعى ليحل محل سلفا كير قبل أو بعد الانتخابات عام «2015م». وإذا فهمنا «بعد الانتخابات» على أن ذلك يكون بصناديق الاقتراع، فما معنى أن يقول قبل الانتخابات كاحتمال للوصول إلى الحكم؟! هل يفكر الرجل في انقلاب؟! هل يريد تحريك قبيلته الكبيرة نحو جوبا بصحبة الثوار من مختلف الإثنيات الأخرى خاصة القبائل الإستوائية صاحبة تاريخ المرارات مع قبيلة سلفا كير؟!

لكن لماذا يقول مشار احتمال أن يحل محل سلفا كير بعد الانتخابات؟ هل يضمن نزاهتها أم إنه يريد إلغاءها إذا أعادت سلفا كير مثلاً؟!

غداً نلتقي بإذن الله

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا[/JUSTIFY]