الطيب مصطفى : مصر والدولة العميقة
الشرطة التي تقتل المسالمين هذه الأيام هي ذات الشرطة التي كانت أيام مرسي (تتفرَّج) على عصابات البلاك بلوك وهي تقتل أنصار مرسي حين كان رئيساً وتحرق مقرَّات حزب الحريَّة والعدالة وتقطع الطُّرق والجسور ولا تحرِّك ساكناً بل تساند البلطجيَّة وتؤازرهم.. اللواء محمد إبراهيم وزير الداخليَّة الذي كان لا يتحرَّك ولا ينبس ببنت شفة حين كان مع مرسي هو الذي يأمر رجالَه اليوم بأن يصبُّوا النار على رؤوس المتظاهرين السلميين ويهدِّد ويتوعَّد بفضّ اعتصاماتهم في رابعة العدويَّة وغيرها!!.
لقد كان من آخر ما قاله مرسي في خطاباته إشادة بهذا الوزير العاجز يومها النشِط اليوم بل إنَّ مُرسي وصف وزير داخليته بأنه لا ينام الليل بما يعني أنَّه يعمل ليلاً ونهاراً!! أسألُكم بالله ما هو الفرق بين هذا الوزير وبين العادلي وزير مبارك القابع في السجن حتى اليوم؟!
السيسي الذي جاء به مرسي من تحت ورَفَعَه مكاناً علياً وجعل منه قائداً عامّاً وفريق أول ووزير دفاع ووضع فيه كل ثقته وأطنب في الحديث عنه ثبت الآن، بعد أن كشفت الصحف الغربيَّة الحقيقة المُرَّة، ثبت الآن أنَّه كان جزءاً من مؤامرة دوليَّة تُحاك من خلف مرسي تشترك فيها إسرائيل وأمريكا ودول كثيرة بعيدة وقريبة وكان مرسي آخر من يعلم!!
هل هي غفلة من مرسي وجهازه السياسي الإخواني؟!
دعونا نُقرُّ أنَّ ما حدث بعد قيام الثورة المصرية التي فوجئ بها الإخوان ثم فوزهم الذي لم يكونوا جاهزين لاستحقاقاته ومطلوباته هو الذي أنتج كل ما جرى ويجري في أرض مصر اليوم.
عاشت حركة الإخوان عمرها كلَّه في المعارضة ولم تخطِّط لحظة واحدة لأن تكون في الحكم الذي فوجئت به وجاءها على حين غِرَّة هديَّة من الله ونصراً من الله العزيز الحكيم جزاء وفاقًا لصبرٍ جميل وابتلاء عظيم ولذلك لا غرو أن تعجز عن إدراك حقيقة ما ينطوي عليه السيسي وما كان يُحاك خلفها من دسائس ومؤامرات عجزت أجهزة رصدها واستخباراتها غير المهيَّأة للدور الجديد عن سبْر أغواره.
هل تحسَّب مرسي وإخوانُه وهم يخوضون الانتخابات لما يمكن أن تفعله الدولة العميقة وهل كانوا يدركون حقيقة ما يمكن أن تقوم به أسلحتُها الفتاكة المتمثلة في كل من شرطة العادلي وجهاز أمن عمر سليمان وقضاء الزند الذي لعب دوراً أكبر مما لعبه المشير طنطاوي في التصدي لمرسي ومنعه من التقدُّم خطوة واحدة نحو استكمال المؤسَّسات الدستوريَّة ثم إعلام مبارك ونخبة العلمانيَّة المتجرِّدة ليس من الدين فحسب وإنما من كل خُلُق ثم أقباط مصر الذين احتشدوا كما لم يحتشدوا من قبل خلف البابا الجديد الذي، على غير ما عهده الناس في البابا السابق، ولج السياسة من أوسع أبوابها وأعلن عن دور سياسي نشط في مواجهة الإسلام السياسي؟!.
في المقابل هل كان الأولى بالإخوان أن يُمسكوا عن خوض الانتخابات الرئاسيَّة كما كان مقرراً في البداية أم أنَّ ذلك نكوص وتراجُع عن مراد الله الذي أرى أنه يأمرهم بأن (ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)؟!.
نعم، كان قرارُهم صحيحاً بالرغم من أنَّهم لم يكونوا مستعدين لمرحلة بناء الدولة وأهمّ من ذلك لم يكونوا مستعدِّين لمواجهة خوازيق الدولة العميقة بكل مُعيناتها المحليَّة والخارجيَّة.
سُنن الله في خلقه وكونه الكبير أنَّه ينصر المؤمنين حين لا يقصرون وغزوة (بدر) ثم (أُحد) دليل على النصر في الأولى والهزيمة في الثانية جراء التقصير (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أرى، ونسمات رمضان ونفحات العشر الأواخر تهبُّ علينا بعد أيام، أنَّنا في انتظار تدخُّل إلهي يُقضُّ مضاجع الجبابرة المستبدِّين ويُعيد مسيرة الثورة المصريَّة التي هي في الأساس ثورة إسلاميَّة جاءت لتُعيد للإسلام مجداً افتقده طويلاً.[/JUSTIFY]
الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة
أرى أن كل كتاب الاسلام السياسى السودانيين تركوا الشأن الداخلى بمافيه من مرارات ومصائب وكوارث واصبحوا يركزون على مايحدث بمصر مما يؤكد أنهم يهمهم من الدرجة الاولى الشأن الاخوانى العالمى ومايجرى لاخوانهم فى مصر وليبيا وتونس … ونقول لهم أن مايهمنا نحن هو السودان أولا ..ثم أولا وأخيرا…
والله إن القلب ليوجع والعين لتدمع ولكن الله غالب على أمره
ذلك السيسي الذي اتضح أنه سوسي هل هو أقوى من عبدالناصر ؟ فلينظر أين انتهى ذلك الجبار
[SIZE=4]دي حكومة ضاحي خلفان التي وعد بها المصريين [/SIZE]