الأطفال المشردون وصمة عار في جبين السودان
عدم وعي مجتمعي
يرتبط بروز ظاهرة التشرد بالتطورات السياسية والاقتصادية للمجتمعات البشرية، إذ يتطلب هذا التطور أنماطاً سلوكية جديدة يكتسبها الأفراد والجماعات، حسب الدراسات التي أجرتها الباحثة إخلاص عبد الرحمن وبيّنت في حديثها لـ «الإنتباهة» أن ظاهرة التشرد لم تُثر كمشكلة اجتماعية كبرى في الفترة ما قبل الثمانينيات، ويرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب في ذلك الحين منها قلة عدد المشردين، وهذا يرجع إلى أنه كانت هناك بعض الضوابط الاجتماعية التي كانت تقوم بمهمة الضبط الاجتماعي الفعلي لأفراد الأسرة أو المجتمع السوداني، ونجد في مقدمة ذلك السلطة الأسرية التقليدية والتي كانت ذات فعالية كبرى في عملية ضبط نشاط جميع أفراد الأسرة ومراقبة سلوكهم داخل وخارج نطاق الأسرة، وهذا إلى جانب وجود الأسرة التي ترتبط بروابط الدم وتسكن في مناطق متجاورة ومعروفة، مما يسهل لها مهمة المراقبة والضبط، إلى جانب العلاقات الأولية السائدة بين أفراد القبيلة الواحدة، أو خشم البيت منها، وهذه علاقات تمتاز بأنها علاقات قوية جداً، إضافة إلى مقدرة الأسرة على تغطية أو تلبية جميع احتياجات أفرادها، إضافة إلى أن كل أفراد الأسرة كانوا يعتبرون قوى إنتاجية تسهم بصورة مباشرة في دعم اقتصاديات الأسرة، وكل ذلك له الأثر الأكبر في ضبط سلوك أفراد الأسرة أو التقليل من درجة انحرافهم، كما أن عدم توفر المعلومات والبيانات الكافية عن هذه الظاهرة وأسبابها ساهم بقدر كبير في حجب معالم الصورة الواقعية لمشكلة التشرد في السودان، هذا إلى جانب عدم وعي المجتمع بأبعاد مشكلة التشرد، وإن كانت هناك بعض البيانات التي جاءت بها بعض التقارير الرسمية، والتي أشارت إلى وجود ظواهر انحراف وسط الأطفال، بدأت تطفو على السطح بشكل متزايد، منها ظاهرة التشرد، وهذا يؤكد أن السودان عرف ظاهرة التشرد منذ زمن ليس بالقصير، إلا أن ذلك لم يثر كمشكلة اجتماعية.
إحصائية
وتشير إخلاص إلى أنه تم تقدير حجم المشردين في العام «1965م» بولاية الخرطوم بحوالى (1465) مشرداً، أما في عام «1972م» أشارت التقديرات إلى أن عدد المشردين بلغ (6000) مشرداً، وفي عام «1978م» أشارت التقديرات إلى أن عدد المشردين بلغ (7850) مشرداً، لكن في الغالب الأعم كانت تلك التقديرات من قبل السلطات الأمنية المتمثلة في الشرطة، وهي تعبر عن الأطفال الجانحين وليس المشردين فقط، وهي ليست إحصائية دقيقة لأنها تعبر عن المشردين الذين ساقهم القدر إلى مراكز الشرطة دون المشردين الموجودين في الشارع والذين لم تصلهم أيدي الشرطة.
دراسة علمية
وفي عام «1982م» ومن خلال دراسة ميدانية أجرتها وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية، وهي تعتبر الدراسة الأولى من نوعها في ذلك الوقت والتي أشارت إلى أن عدد المشردين في العاصمة القومية بلغ ( 12000) متشرد، وكانت نسبة المشردين الفتيان حوالى (99.58%) والمشردات الفتيات حوالى (0.42%)، كما أن وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية قدرت عددهم في عام «1986م» بحوالى (22000) مشرد. وفي العام «1991م» أجرت وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع منظمة اليونسيف دراسة علمية وواقعية أحصت فيها عدد المشردين في الولايات الشمالية الست آنذاك واستبعدت الولايات الجنوبية نسبة لتردي الأحوال الأمنية هناك، وقد أسفرت نتائج تلك الدراسة عن أن عدد المشردين بلغ حوالى (36931) مشرداً، بلغت نسبة الفتيان منهم حوالى (97.5 %) والفتيات (2.5%) وأشارت الدراسة إلى أن عدد المشردين في ولاية الخرطوم بلغ حوالى (14336) مشرداً. وفي العام (2001م) أجرت مجموعة من المنظمات وهي منظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية ومنظمة إنقاذ الطفولة البريطانية، ومنظمة إنقاذ الطفولة السويدية، ومنظمة اليونسيف ومنظمة GB OXFAM، والمجلس القومي لرعاية الطفولة، ومجلس ولاية الخرطوم لرعاية الطفولة. بدعم أساسي من السفارة الهولندية، دراسة عن التشرد بعنوان أطفال السوق العاملين دوماً والمشردين منهم، وتم تحديد عدد المشردين الموجودين بشوارع الخرطوم بحوالى (35000) مشرد، «80%» منهم أي حوالى (28000) طفل مشرد يعملون بالشارع، بينما «20%» منهم أي حوالى (7000) طفل مشرد يعتبر الشارع مقراً لهم أي مكان عملهم وسكنهم.
أسماء المشردين
على مستوى العالم هناك العديد من التسميات التي أطلقت على هذه الفئة في العديد من بلدان العالم، وهذه التسميات تعكس العديد من صفاتهم ونشاطهم مثل صغير السن، الحركة الدائمة، سرعة التنقل وعدم المأوى، فمثلاً في إيطاليا يطلق على المشرد (رأس المغزل) وفي بيرو (طير الفاكهة) وفي زائير (العصفور)، كما توجد بعض الأسماء الدالة على الاحتقار وسوء السلوك مثل (الصبي الردي) في رواندا وكولومبيا وغير ذلك، أما في السودان فالتسمية الشائعة هي (الشماسة).
التشرد في التشريع السوداني
وعن التشرد في التشريعات السودانية فقد أوضح مولانا إبراهيم بشرى أن المشرد في التشريع السوداني: يقصد به الحدث: وهو كل ذكر أو أنثى دون الثانية عشرة من العمر تعرض للانحراف، ويكون بلا مأوى أو غير قادر على تحديد مكان سكنه أو الإرشاد إلى من سيتولى أمره أو لا يستطيع إعطاء معلومات كافية عن نفسه، دون الإخلال بعموم ما تقدم.. يكون الحدث متشرداً إذا كان:
يبيت في الطرقات، عاطلاً وليس له عائل، مارقاً عن سلطة أبويه أو من يقوم برعايته، متسولاً، يمارس أعمالاً تتصل بالدعارة أو الفسق أو فساد الأخلاق، يخالط المشبوهين من المنحرفين أو المجرمين.
ب. وفي القانون الجنائي لعام «1991م»
نصت المادة (47) بقولها يجوز للمحكمة تطبيق التدابير اللازمة على الحدث المتهم الذي بلغ وقت ارتكاب الفعل الجنائي سن السابعة عشر ولم يبلغ الثامنة عشرة.
ج. المرسوم الدستوري الثاني عشر لعام «1995م»
نصت المادة (7) من المرسوم الدستوري الثاني عشر على أن تمارس الولايات السلطات تشريعاً أو إنفاذاً أو تخطيطاً عاماً من شؤونها وفقاً لخطط الوزارات الاتحادية كالرعاية الاجتماعية وشؤون المرأة والطفل والشباب والرياضة وغيرها.
د. قانون الحكم المحلي لسنة «1996م»
تنص المادة (8) على منع الطفل الجانح من ارتياد أماكن معينة ومنعه من مزاولة عمل معين، وكذلك تسليم الطفل الجانح إلى من تتوفر فيه الضمانات الأخلاقية على أن يتعهد برعايته.
عدم جدية في حسم القضية
عدد من نواب البرلمان اتهم وزارة الرعاية الاجتماعية بالتراخي والتقصير في متابعة القضية وعدم الجدية في العمل.
نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد حملت وزارة الرعاية الاجتماعية مسؤولية انتشار هذه الظاهرة في المجتمع ووصفت ضعف المؤسسة المعنية بالمريع.
منهج بديل للمتشردين
دكتور منى مصطفى خوجلي الأمين العام لمجلس رعاية الطفولة بالولاية قالت إنه تم رصد إحصائية المشردين الذين يطلق عليهم تشرد جزئي قبل عامين، وكان عدد الأطفال «7» ألف طفل وهذا العدد يمثل قفزة سالبة للظاهرة في السودان وقامت الوزارة بإنشاء «23» مركزاً باسم مراكز أصدقاء الأطفال المشردين جزئياً في كل محليات الخرطوم، وكان ذلك قبل فترة والهدف منها جذب الأطفال المشردين الذين تسربوا والعمالة الصغيرة في الأسواق وتوفير معينات لتعويض سنوات الحرمان من التعليم بمناهج بديلة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم التي وفرت المنهج البديل إلا أن هناك خللاً فالمراكز تحتوي الطفل لساعات تلقي الدراسة فقط مع جرعات للتقويم النفسي بواسطة الباحثين الاجتماعيين الذين يلعبون دوراً كبيراً في إعادة التأهيل بجانب معلمين مؤهلين ومدربين على المنهج البديل للمشردين ولم تخفِ منى دهشتها من الإهمال غير العادي من قبل الأسر وقالت هناك أسر مقتدرة تدفع أطفالها إلى ترك الدراسة للعمل في السوق أو الزراعة وقالت إن نسبة الوعي في المجتمعات ما زالت ضعيفة وبحاجة إلى عمل مكثف لرفعها.
مركز طيبة للتشرد
محمد عوض فضل المولى مدير مركز طيبة للتشرد ذكر في حديث هاتفي لـ «الإنتباهة» أنه تم افتتاح المركز في (10 مايو 2000م) على يد د. أحمد محمد علي مدير بنك التنمية الإسلامي بجدة كواحد من ثلاثة مراكز (الخرطوم ـ الشقيلاب ـ كوستي ـ الجنينة) كمنحة كريمة من البنك.
المساحة الكلية «45» ألف متر مربع
السعة الاستعابية «450» طفلاً، أعمار الأطفال من الفئة العمرية ( 7ـ 17سنة).
الوحدات ـ وحدة البحث الاجتماعي والنفسي. الوحدة الإدارية، الوحدة الصحية، وحدة العلاج والاستشفاء من الإدمان، الوحدة الروحية، الوحدة الأكاديمية،الوحدة الأمنية ـ الأقسام ـ13وحدة سكنية للأطفال كل وحدة بها غرفتين بسعة «32» طفلاً. مدرسة أساس «8» فصول + «3» مكاتب. قاعة طعام. «5» ورش للتدريب الحرفي مساحة الورشة «23م10م 3» وحدات مكاتب بها «6» غرف، سكن للعاملين «2» منزل بكل منزل غرفتين.
وحدة العلاج من الإدمان («2» مكتب، الوحدة الصحية معمل + غرفة طبيب مكتبة للأطفال، قاعة كبرى للمناسبات، معمل للحاسوب (للتدريب، مركز معلومات، مظلة كبيرة16حمام بلدي W. C ، 18حمام سايفون).
الإشراف
مكتب الخدمة الاجتماعية (وحدة البحث الاجتماعي والنفسي).
٭ الدخول:
عبر شرطة أمن المجتمع وحدة حماية الأسرة والطفل أو عبر مدير الرعاية الاجتماعية ولاية الخرطوم.
٭ اللوائح:
أن يكون عمر الطفل من سن (7ـ 17) سنة
ألا يكون جانحاً.
أن لا يعاني من أي إعاقة (ذهنية جسدية)
٭ الأهداف..
إيواء الأطفال المشردين بولاية الخرطوم وتوفير كافة احتياجاتهم الحياتية الضرورية من الغذاء والكساء والصحة… إلخ وغرس القيم والعادات السمحة في نفوسهم وتحبيبهم وترويضهم عليها وتوفير فرص التأهيل الاجتماعي والنفسي والروحي والأكاديمي، حتى يصيروا أسوياء صالحين لأنفسهم وذويهم ومجتمعاتهم ووطنهم مرضي عنهم من ربهم وخالقم.
تنمية روح الانتماء الوطني (الوطن الكبير المحلي ـ الأسرة ترغيبهم في العمل الصالح لهم ولأسرهم والناس أجمعين. إزالة ماعلق بذهنهم من ممارسات سيئة، وقاية مجتمع الولاية من المخاطر التي تنجم من وجود هولاء الأطفال في الشوارع، البحث عن أنجع السبل المؤدية لإكمال تأهيل هؤلاء الأطفال وتشغيلهم وجمع شملهم بأسرهم واستقرارهم.
جهة الدعم
المنظمات والجهات الخيرية (اليونسيف، منظمة سند، منظمة صدقات إلخ…).
٭ الشراكات التعاقدية:
وزارة التوجيه والتنمية الجمعية الإفريقية اليونسيف
شارك الأطفال في الدورة الأولمبية والدورة المدرسية مرحلة الأساس محلية جبل أولياء وأحرزوا في الإنشاد الديني والوطني المركز الأول.
البرامج الثقافية مسرح ومجلات حائطية ومكتبة الكترونية، ويوجد بالمركز أنشطة فنية (شول منوت) من أبناء المركز الذي نجح عبر نجوم الغد وهناك توأمة مع مدارس التعليم البريطانية بالكلاكلة ومدرسة مصعب ابن عمير، ويرى محمد عوض أن المركز نجح بصورة كبيرة في الحد من ظاهرة التشرد بتقديمه للخدمات الممتازة للأطفال ويمكن أن نقول إن المركز نجح بنسبة «90%».
ضعف الإمكانات
إدارة البرامج الاجتماعية بوزارة الرعاية الاجتماعية أقرت بضعف الإمكانات لدى دور رعاية المشردين وقالت إن عدد المشردين بالعاصمة «13» ألف مشرد وفي غرب دارفور «350» مشرداً وشمال كردفان «926» وكسلا «750» ونهر النيل «320» مشرداً فالعدد الكلي لولايات السودان وفق الإحصائيات الرسمية «21445» متشرداً.
سلوك مضاد
أم إيمان عبد الله اختصاصي علم النفس المجتمعي أكدت أن الظاهرة بدأت في مطلع الثمانينيات وسرعان ما تطورت بسبب الظروف الاقتصادية والحروب والنزوح والهجرة من الريف إلى المدينة والخلافات الأسرية وحذرت من تزايد تسرب التلاميذ من المدرسة مما يؤدي إلى الفاقد التربوي وأشارت إلى ازدياد نسبة البنات المشردات خاصة في قطاع أم درمان مما يؤدي إلى ظهور سلوك مضاد وأرجعت إيمان التشرد إلى عدة أسباب التشرد منها:
أ. أسباب اجتماعية
الهجرة من الريف إلى المدن، التفكك الأسري وتشتت الأبناء بين الأب والأم بسبب الطلاق، القسوة من الأبوين والتمييز بين الأبناء داخل الأسرة الواحدة، اليتم وفقدان أحد الأبوين أو كلاهما مما يسبب ضعف الرقابة على الأطفال، التسرب من المدرسة يعرض الأطفال إلى خطر الخروج إلى الشارع.
ب. أسباب اقتصادية
الفقر وما يرتبط به من عدم توفر الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وعلاج.، البطالة وعدم توفر فرص العمل.
ج. أسباب سياسية:
نقص الأمن بسبب الحروب والنزاعات الداخلية.
د. أسباب بيئية:
الكوارث الطبيعية والتدهور البيئي
وهناك أسباب خاصة بالأطفال أنفسهم تدفعهم إلى الشارع، مثل الميل الزائد للحرية والهروب من الضغوط الأسرية وغياب الاهتمام باللعب والترفيه داخل الأسرة والبحث عنها في الشارع مع وجود قرناء السوء خارج الأسرة.
وتمضي إيمان بقولها إن المشردين ينقسمون إلى أصناف منها:
1ـ المشردون جزئياً
وهم الأطفال الذين يقضون كل نهارهم في الشارع، إما متسولين أو ممارسين لأعمال هامشية أو ماسحي أحذية، هذه الفئة تضم الأطفال الذين يقضون فترة قد تطول أو تقصر بالشارع، ثم يعودون لأسرهم من وقت لآخر، والبعض منهم تدفعه الأسرة لممارسة هذا الفعل من أجل الحصول على دخل يساعدها في توفير احتياجاتها الأساسية، ويمكن القول إن هذه الفئة من الأطفال يربطها نوع من العلاقة بأسرها.
2ـ المشردون كلياً
وهم يمثلون الفئة الثانية من تصنيف الأطفال المشردين، وهذه الفئة تقضي ليلها ونهارها في الشارع، وقد انقطعت صلتها بأسرها لفترات طويلة قد تمتد لأعوام عديدة، وبعضها يمارس التسول والسرقة ولا مكان مستقر لهم، يبيتون في الطرقات، وتضم هذه الفئة الأطفال فاقدي الأبوين أو مجهولي الأبوين.
أما الأخطار التي يتعرض لها المشردون فقد أوجزتها إيمان في العنف الجسدي والنفسي، الاستغلال الجنسي والاقتصادي، التعرض للأمراض، مخاطر استغلال العصابات، مخاطر الطريق.
معالجة مشكلة المشردين
وعن كيفية معالجة مشكلة المشردين تقول إيمان من المعالجات التي تم تنفيذها إقامة مؤسسات الاستقبال والتأهيل النفسي والاجتماعي، وقد حققت هذه المؤسسات من خلال برامجها التربوية والتأهيلية العديد من النتائج الإيجابية والتي ساعدت على تخفيف حدة المشكلة وخلقت علاقات إيجابية بين العاملين بها وبين الأطفال المشردين ومن أهم هذه المؤسسات الآتي:
مراكز لتقديم الخدمات الأساسية للأطفال من وجودهم في الشارع، مراكز الاستقبال الصباحية، مراكز الاستقبال المسائية، مراكز الاستقبال المفتوحة، مراكز الاستقبال المغلقة. إن الفلسفة التي اعتمدتها تلك الجمعيات ترتكز بشكل أساسي على توفير حياة أفضل لأولئك الأطفال، ومحاولة خلق علاقة مباشرة معهم ومساعدتهم في وضع الحلول لمشكلاتهم الحياتية المختلفة، والمتمثلة في وجودهم في الشارع، كذلك تقدم خدمات الإيواء المسائي للأطفال المشردين.
ب. المعسكرات المفتوحة (7)
هناك تجربة المعسكرات المفتوحة والتي بدأت تنفيذها الأجهزة الحكومية بالتعاون مع الجمعيات الطوعية الوطنية العاملة في مجال معالجة المشكلة.
كانت المعسكرات المفتوحة عبارة عن مؤسسات لاستقبال الأطفال المشردين، تقدم فيها كافة الخدمات الضرورية للطفل، فهذه التجربة جمعت بين مراكز الاستقبال الصباحية والمسائية في مؤسسة واحدة، لكنها تميزت عن التجارب الأخرى في تقديم الخدمات المتمثلة في خدمات محو الأمية.
ج ـ المعسكرات المغلقة (8)
هذه المعسكرات تقدم فيها الخدمات الأساسية للأطفال المشردين من كساء وغذاء وعلاج بجانب خدمات محو الأمية وبرامج التعليم النظامي وغير النظامي وبرامج التدريب الحرفي والمهني، ويتم عزل الطفل عن حياة الشارع والمجتمعات المحيطة، وقد حققت درجة عالية من الثقة بين الأطفال المشردين.
من المحرر
وتظل قضية تشرد الأطفال تمثل الهاجس الأكبر لمعظم الدول خاصة السودان لأن كثير من الظروف الاقتصادية والاجتماعية ساقت الأطفال إلى الشارع في الوقت الذي فيه آخرون في سنهم يطرقون أبواب الدراسة فالقضية لها مخاطرها وانعكاساتها السالبة في المجتمع والأسرة فمن باب أولى أن تتضافر الجهود من أجل القضاء عليها.