منوعات

روح رمضان تخفف حدة (الخلافات) السياسية

[JUSTIFY]لأن المجتمع السوداني عرف باحتفائه الاجتماعي والديني بالشهر الفضيل، فإن تلك الروح الرمضانية السمحة لم تكن بعيدة عن فرقاء السياسة السودانية الذين (أبعدتهم) التوازنات السياسية وميكافيليتها.

روح التسامح السياسي في الشهر الكريم بدأت قبل ظهور هلال رمضان بثلاثة أيام، حينما التقى الرئيس “عمر حسن أحمد البشير” بزعيم المؤتمر الشعبي د. “حسن عبد الله الترابي” أكثر المعارضين تشدداً تجاه الحكومة في عزاء شيخ الإسلاميين “يس عمر الإمام”، لقاء قال عنه وقتها الشيخ “إبراهيم السنوسي” نائب “الترابي” إن الرئيس (فج) الصفوف ورفع الفاتحة مع “الترابي” ومعنا، ومع أبناء المرحوم، وأشار إلى أن اللقاء بين “البشير” و”الترابي” في مناسبة عزاء لا يليق فيه إجراء لتحليل سياسي، وهذه طبيعة أهل السودان، يحترمون قدسية الموقف والعزاء، فالموت مصير لابد منه. ووصف “إبراهيم السنوسي” طبيعة “البشير” بأنه ودود وبشوش ومتسامح، وقال إنه يفصل بين المواقف، مشيراً إلى أن خلاف الطرفين كان على المبادئ وليس العواطف، وزاد: (الحكم والسلطة ضل ضحى).

وذات النهج التصالحي تبدى من جديد عندما نقلت صحف الخرطوم أمس تصريحات د. “علي الحاج”، القيادي بالمؤتمر الشعبي، عن ضرورة الإسراع في عملية الوفاق بين حزبي المؤتمر الشعبي والوطني، وهو نهج تسامحي.
عملية التصالح المبطنة والظاهرة لم تقتصر فقط على الوطني والشعبي، فذات الروح يبدو أنها ميزت تعامل حزب الأمة القومي مع الحكومة بعد أن بدأ ما يعدّه المراقبون (شهر عسل) بين الطرفين، فيما خفت حدة الملاسنات السياسية التي كانت لا تخلو منها صحف الخرطوم خلال الأيام السابقة، وبدأ الخطاب السياسي للحكومة والمعارضة (خفيفاً) لا يحمل بين ثناياه (رفض الآخر)، وكان آخرها حديث النائب الأول “علي عثمان محمد طه” أمس الأول بالبرلمان الذي نبه إلى كفالة الدستور للتداول السلمي للسلطة دون إقصاء أو عزل لأحد. وأمس كشف المؤتمر الوطني عن دخوله في مشاورات جادة مع حزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي، وعن الترتيب لعقد لقاء مرتقب بين الرئيس “البشير” و”الميرغنى”.

كل تلك الدعوات السياسية التصالحية تزامنت مع دخول (رمضان)، الذي يبدو أن (روحه) قد حلقت فيه ووهبته بعضاً من سماحته، ولكن رغم كل تلك النوايا الحسنة للتقارب بين القوى السياسية المتناحرة إلا أنها ليست كافية لإحداث الاتفاق الكامل، لأن ثمة مطلوبات حقيقية وواقعية من القوى الحاكمة والمعارضة في حاجة أيضاً إلى مزيد من (نفخ الروح فيها).[/JUSTIFY]

صحيفة المجهر السياسي