صالون الراحل سيدأحمد خليفة … والي الخرطوم : العيكورة في المياه ستزول بعد 3 أيام وهذه هي بشرياتنا لكم
توافد إلى منزل الراحل سيداحمد خليفة بالسجانة جموع من السياسيين والأدباء والإعلاميين.
جاء والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر الذي اصبح أقرب إلى اهل الخرطوم في كل مناسباتهم وتجمعاتهم ومنابرهم يشارك بشجاعة يجيب و يوقع أحياناً على خطابات وهو وسط الضيوف يسمع بالف أذن ويتحدث بلسان فصيح يعترف بالأخطاء ويقدم الحلول، ويعد بعدم التكرار.
تحدث عن علاقته بسيداحمد خليفة وقال: إنه رغم الفترة القصيرة التي تعرف عليه فيها إلا أنه كان يشعر دائماً أنه يعامله بأبوة بالغة ويقدم له النصائح، وأنه قبل وفاته بأيام أهدى له 3 كتب عن أدب الرحلات، مبيناً أن هذا اجزء من طبيعة الشخصية السودانية التي نراهن عليها لحل العديد من المشاكل، كاشفاً عن جلسة جمعته ايضاً مؤخراً بالإمام الصادق المهدي ودار حوار شفاف بيننا بصفتي الشخصية أزيل من خلاله الكثير من الحجب وانتهينا إلى الاتفاق في الكثير من القضايا والإمام الصادق شخصية قيادية لها دور أبوي في السودان يمكن أن يستفاد من خلالها في معا لجة الكثير من القضايا في السودان. ومن خلال حديثه كشف والي الخرطوم أنه يريد أن يقول أن ما يجمع أهل السودان من طبائع عامة اكثر مما يفرق من أفكار واختلاف رأى، وهذا عين ما ذكره السفير الأسباني في الخرطوم حينما لاحظ في حفل أقيم مؤخراً أن الحضور حكومة ومعارضة في حالة انسجام تام في الحفل مما جعله يقول: إن هذا لا يعتبر أن هناك خلافات دراماتيكية بينكم، وتمنى الوالي أن تسود هذه الروح وأن يديمها الله علينا لكي نخلق واقع سوداني جديد.
تفاؤل وبشريات
والي الخرطوم قال: إنه إذا اراد أن يتحدث عن ولاية الخرطوم وقضاياها فإنه لن يسكت خاصة المياه العكرانة هذه الأيام، وبشر المواطنين بأن هذه العيكورة ستزول تماماً خلال ثلاثة ايام بعد أن تم إدراك حجم المشكلة وتم اللجوء إلي بنك السودان مطالباً الهيئة بأن لا تقع في مثل هذه الورطة مستقبلاً وأن يكون هنالك احتياطي كاف من البولمر وبشر والي الخرطوم بأن الأمور بين حكومة السودان وحكومة الجنوب تسير نحو الأفضل وهنالك تواصل يدعو للتفاؤل ولم ينسى أن يذكر بأن الخريف الجيد يدعو أيضاً للتفاؤل وأن الأبعاد الاقتصادية ستذهب نحو الأفضل
والي الخرطوم في حديثه في الإفطار الذي اقامه ابناء الراحل سيداحمد خليفة تحدث بوضوح وحاول أن يبعد عن التفاصيل نسبة لضيق الوقت واجتهد في أن يمس من خلال حديثه القضايا الحيوية التي تشغل بال الناس بينما أحال القضايا الفنية للخبراء لكي يفتوا فيها.
عبدالرحمن الصادق يحلق شعراً
وجاء كذلك الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية مشرفاً حفل الإفطار والقى من خلاله قصيدة عصماء بطلب من المنصة عن الإنسان السوداني وفروسيته وشجاعته وأخلاقه وقال في مطلعها:
أنحنا من الفخار يكفينا
لابسين الفضائل زينة
ونحن برانا با لحاصل
ببين الفينا
أحد الحضور شبه عبدالرحمن الصادق في زيه المميز بالإمام عبدالرحمن المهدي وقال: إنه اليوم اقرب إلى الإمام.
كامل عبدالماجد يطوف بقبر الحبيب شعراً
الشاعر كامل عبدالماجد جمل ساعة الصفا بأبيات من الشعر استجابة لطلب ظل يقدمه إليه والي الخرطوم كلما التقى به كاشفاً عن قصيدة جديدة يصف فيها رحلته حينما حج إلى بيت الله الحرام هو وأسرته الصغيرة وخالته قال في مطلعها:
ركاب على مر الزمان تسير
وهأنذا صوب الحبيب أسير
وتنقل الشاعر من خلال الكلمات با لحضور إلى حيث قبر الحبيب ونفحات الطيب وأشواق اللقاء ليختم وسط تصفيق الحضور وإعجابهم.
ود الجبل صمت وحديث
وجاء الحاج بابكر حامد ود الجبل ولم يسع الوقت لسماع حديثه فكان في صمته بينما اطنب الحاضرون في الحديث عنه وقد ذكر والي الخرطوم في حديثه أن ود الجبل أحد الأذرع المهمة في المجتمع السوداني، وظلت يده ممدودة دائماً وكان آخرها حينما كفل الف أسرة في التأمين الصحي بولاية الخرطوم دفع مبلغهم كاملاً لمدة عام، وهي جزء يسير من الذي ظل يقدمه هذا الرجل مؤكداً أن امثال ود الجبل كثر في بلادنا منهم من يقدمون في صمت ومنهم من يعرفهم الجميع.
صمت ود الجبل وحديث الآخرون جعل منه نجما للإفطار الرمضاني، يذكر أن ود الجبل كان صديقاً ًحميماً للراحل سيداحمد خليفة وكثيراً ما جمعتهم جلسات الأنس والسحر تحت نيمة حوش سيداحمد بالسجانة
إكتشاف غريب داخل السجن
الكاتب الصحفي محمد محمد خير كشف من خلال حديثه امام الحضور انه لم يكن يعرف أن هناك قرابة تجمع بينه وبين الراحل سيداحمد خليفة إلا عندما التقى به في عام 83 بسجن كوبر الذي كان يضم حينها كل الوان الطيف السياسي، وجئ بسيداحمد خليفة من جدة التي بسببها الف كتابه الشهير من جدة إلى كوبر، وفي يوم احضر عسكري السجن زيارة مشتركة لي ولسيداحمد خليفة وحينما ذهبنا كان الزائر هو ابن خالي الشهيد اسماعيل ابراهيم عثمان الذي استشهد في كاجو كاجي وهو الذي كشف لي سر القرابة بيني وبين سيداحمد خليفة لتتعمق علاقتنا منـذ ذلك الوقت
وللنساء كلمة
وجأءت حياة حميدة الصحفية وتحدثت إنابة عن حضور المرأة في الإفطار واختارت أن تنطق بلسان عكير الدامر لغة تكشف عن فراسة السودانيً وقوته وعزة نفسه مما جعل الأمير عبدالرحمن الصادق يهز عصاه فخراً وعزاً.
وتفرق الجميع ولسانهم يلهج بالشكر على ساعة ليست للنسيان قرأوا فيها الفاتحة علي روح الراحل سيداحمد خليفة وزوجته الراحلة الحاجة سكينة الشيخ وسافروا من خلال الدعوة في أمور الدين والدنيا وتبقى ذكرى سيداحمد خليفة عنواناً دائماً ًللوطن وقضاياه وتبقى ذكراها دائماً دعوة للوحدة والوئام والسلام، وتبقى ذكراه دائماً لتقول بأن السودان وطن يسع الجميع.
عادل سيداحمد تحدث إنابة عن أسرة الراحل مرحباً بالضيوف مؤكداً أن دار سيداحمد خليفة ستظل دوماً داراً لكل السودانين.
جمال عنقرة أدار دفة الحوار باقتدار واختار بتنوع معقول المتحدثين شعراً ونثراً وحكاية فكان علي مهدي نجم الحكايات وختم بوالي الخرطوم في حديث من القلب إلى القلب.
كتب/عصام عباس:صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]