كان العيد جلابية وتوب والآن جنز وبلوزة!
{كان العيد فيما مضى عند الأطفال جلابية دبلان جديدة ذات جيوب عميقة كانت غالباً ما تمتليء بالحلوى والعيدية والكعك وتُحدث الجلابية عندما يسير الصبي وهو يلبسها في الطرق تحدث إيقاعاً ينتشي له الطفل، دلالة الجودة والمتانة و«الجديد شديد». وهو لذلك فرح مسرور.
{ اليوم غلب على طابع الملبوسات الصبيانية والشبابية الفرنجة من بناطلين وأقمصة بعضها تزينه العبارات الإنجليزية أو لربما صوررموز أبطال الرياضة وأبطال أفلام المصارعة والخيال و«ملكة جانسي» وغيرها.
{ وفي الألعاب احتلت المسدسات وألعاب الأسلحة الاتوماتيكية والليزر والمفرقات وكل مؤثرات الدمار على شاشات الأخبار فافرغت تداعياتها على واقع الاحتفال بأعيادنا الدينية فكان طابع الفرنجة عيداً نحس به والفاظنا تتفوه بعبارات: علينا وعليك يتبارك.
{ والحال ذاته في ساحات الفسحة والنزهة الخارجية. فلقد ودعنا الأسود والنمور والقرود وطهرنا عاصمتنا القومية من أكبر حديقة للحيوان في إفريقيا و«تطوحنا» بأرقى الطوطحانيات الغربية الاتوماتيكية ودخلت منتزهاتنا أحدث صيحات الألعاب الالكترونية فما أحلاها من «طوطحانيات» وما أقواها من مفرقعات!!
{ أما الميزة الجديدة في «لمة» العيد فقد وسعت لنا المحليات من ساحات «حبيبي مفلس» ولعلها أدركت انحدار الحالة الاقتصادية للمواطن وضيق ذات الجيب فبذلت الترفيه طلقاً على الهواء ليتنفس الناس سويعات من رهق المعايش واختناقاتها.
فلا داعي لخنق الحب حتى لو كان مفلساً.
{ مع أن مواقف صالات الأفراح «المشرشحة» تنافس فخامة عرباتها أحدث صيحات وموديلات عرابات أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وصدى ماكروفات حفلاتها «تلعلع» بصوت الفنانة الواعدة الصاعدة على سلم أغنيات ناس زمان ولكنها تتقاضى أكثر منهم بملايين المرات من الجنيهات أو الدولارات والماركات واليوروات.
{ وانحسرت برامج الأطفال من شاشات طيب الذكر تلفزيون السودان، فقد جرفه الطوفان ومات الممثلون والمؤلفون والمنتجون والمخرجون والمبدعون إبداعاً.
{ وعيد باية حال عدت يا عيد.. بما مضى؟
لالالا.. أكيد فيك «تقديد».. أقصد تجديد!!
هل تهنئة الإنقلابيين بالعيد اعترفاً بحكمهم!!
{ درجت البرتوكولات بين الدول على تهاني الرؤساء والزعماء والملوك بعضهم لبعض باسمى التهاني وأحلى التبريكات، بل وإن العبارات والمفردات أحياناً تربض من خلفها الدبلوماسية حسب ما تتمتع به كل دولة من نظيرتها من علاقات.
{ كثيراً من الدول لم تبد حتى اليوم اعترافاً بالانقلاب على الحكومة الشرعية المنتخبة في مصر بنزاهة اعترفت بها كل دول العالم. والمعروف أن التهنئة مقصود بها الشعوب ممثلة في زعاماتها، فهل يتحرج البعض من تهنئة الانقلابيين؟ أم يختبؤن خلف المفردات الدبلوماسية ليبدون رأيهم في الانقلاب وفي نفس الوقت يعلنون مواساتهم للشعب، وتهنئتهم له بالعيد وقد تتطلب صياغة الأمنيات درجة عالية من اللباقة.
{ يأتي العيد هذا العام وصلاته لأول مرة ستشهد صلاةً مليونية برابعة العدوية ذلك إن لم تتطور الأحداث في اليومين القادمين فهل سيصلي الرئيس محمد مرسي مع مؤيديه وهو يشاهدهم عبر التلفاز فقط وهم يحملونه صوراً على اكفهم وفي قلوبهم أم تتاح الفرصة له لمقابلة أهله وذويه على أقل تقدير؟!
{ كثيراً من الساحات والميادين في الدول الإسلامية العربية تفرح بالأعياد وتشارك شعوبها العيد وصلواته وخطبة العيد.. إلا ميادين ما بعد الربيع العربي فكأنها تقول:
العيد وافي فأين البشر والطرب؟
{ نسأل الله العلي القدير أن يلهم ذوي الأمر منا رشدهم فيحققوا آمال الشعوب.
وكل عام وأنتم بخير
يا بني إن شئت جمعت لك علم العلماء وحكم الحكماء وطب الأطباء أما علم العلماء فإذا سئلت عما لا تعلم فقل لا أعلم فقد أجبت، وأما حكم الحكماء فإذا كنت جليس قوم فكن أسكتهم فإذا هم أصابوا كنت من جملتهم وإذا اخطأوا سلمت من خطئهم، وأما طب الأطباء فإذا كنت جالساً على طعام فلا تقم وإلا نفسك تشتهيه لأن النفس لا تشبع والتخمة تزيل الفطنة وتجلب الأمراض.
وقال شفيق البلخي رضي الله عنه طلبنا خمس فوجدناها في خمس:
ـ طلبنا بركة الموت فوجدناها في صلاة الضحى.
ـ طلبنا ضياء القبور فوجدناه في صلاة الليل.
ـ طلبنا جواب منكر ونكير فوجدناه في قراءة القرآن.
ـ طلبنا عبور الصراط فوجدناه في الصوم والصدقة.
ـ طلبنا ظل العرش فوجدناه في الخلوة.
ود الشيخ
0912352480 ـ 0123445881
بلادنا تنعم بوفرة من الفواكه والأغذية بما قد لا يتاح لغيرها.. ولكن للأسف تجدنا نحصر أنفسنا في القليل منها.. فأسواقنا تحرص على عرض البرتقال مثلاً والقريب والموز والجوافة والمانقو تلك مع ارتفاع سعرها.
اليوم نستمتع بهذه الفاكهة المدهشة «الباباي» ولعلك عزيزي القارئ تدرك مما يلي من تذوق لفوائدها العظيمة وخصائصها المدهشة. ما يجعلنا نتساءل ما الذي يمنع أسواقنا عنها؟
شجرة الباباي من الأشجار المتميزة وهي نبات إستوائي ينمو في المناطق الإستوائية أو ما يقرب منها ونجدها من بعض أقاليم السودان شبه الإستوائية كجنوب دارفور وغيرها.
فوائد الباباي لا تحصى فهي غنية بالڤايتمينات A,E,C و ب أ وب 6 والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والريبوفافين مع نسبة عالية من انزيمات الهضم فهي فعالة جداً ضد الأكسدة والشيخوخة وهي كذلك غنية بالألياف مما يجعلها صالحة لمرضى القولون وكذلك فعالة جداً في مكافحة خلايا السرطان.
يطلق على الباباي فاكهة الملائكة.
انتشرت زراعة الباباي بفضل المستكشفين إلى كل أنحاء العالم فجاء الباباي من أمريكا الجنوبية وجزرها وإفريقيا لتزرع أيضاً في شبه الجزيرة العربية وفي منطقة ايت شوكة بالمغرب كما زرعت بالبحرين.
لو تتبعت أسواق الفاكهة عزيزي القارئ وفي كثير من الدول العربية والإفريقية لاكتشفت من تنوعها حقيقة تمتع إنسانها بتلك الصحة وموفور العافية.
إلا أن حرمان أسواقنا من الفاكهة الغنية مثل الباباي وغيرها ذلك مع تربص السماسرة وجشع التجار وغول الجبايات جعل الدم من عروقنا يحمل عناصر الفول والبوش أو ما تجود به المناسبات من عصائر الليمون والكركدي.[/JUSTIFY]
صحيفة الإنتباهة