رأي ومقالات
الباز:قبل أن أذهب إلى العيد أن أقول ما لديّ من نصائح عشر اهتدي فيها بترقيم الإمام الحبيب
أولاً: أن يوضع برنامج للوزارة الجديدة ليتم تحديد ماذا نريد منها وما هي المهام التي سنوكلها لها ثم بناءً على ذلك نحدد مواصفات الوزير المطلوب. أما إذا لم يكن هناك برنامجٌ فلا داعي لترشيح وزراء جدد ننسى الموضوع من أصلو.
ثانياً: في حالة وجود برنامج اقترح للنافذين في الحزب الحاكم أن يوسعوا دائرة النظر خارج إطار حزبهم والأحزاب المتحالفة معهم ليطلوا على فضاء السودان الواسع فينتخبوا الكفاءات، بغض النظر عن مواقعهم وانتماءاتهم فيكون الشرط الوحيد هو الإيمان بالبرنامج المطروح للمرحلة.
ثالثاً: قبل أن يتم استوزار أي من الوزراء، على الجهات العليا توفير الموارد اللازمة لإنفاذه، فوزير بلا موارد لن يستطيع أن يأتي بما لم يأت به الأوائل.
رابعاً: بعد تحديد الكوادر المؤهلة ووضع البرنامج المناسب وتوفير الموارد اللازمة لابد من تقييد البرنامج بمدى زمني يجري تنفيذ الخطة في إطاره ليجري الحساب على ما تم إنجازه من خطط وبرامج.
خامساً: أن تشكل آلية من الحزب الحاكم لمراقبة الأداء ومتابعة أعمال الوزراء بعيداً عن مجلس الوزراء الذي غالباً ما يجري الحساب فيه على استحياء، هذا اذا جرى أصلاً. فما دام الحزب الحاكم هو من قدم الوزراء لابد أن يكون مسؤولاً عن أدائهم ومحاسبتهم وتغييرهم اذا لزم الأمر. ذلك خيرٌ من أن يرى وزراء بلا إنجاز يتحكمون في المواقع دون أن يقول لهم جزاكم الله خيراً تفضلوا بالذهاب لمنازلكم غير مأسوفٍ عليكم.
سادساً: أن تترك الحكومة وراءها تماماً فكرة المحاصصات الجهوية في الحكومة المركزية. فلابد أن التجربة علمتها أن تلك المحاصصات أنعشت القبلية والجهوية وأصبح كل طامع في السلطة يصعد إليها لا من خلال كفاءته، بل من خلال قبيلته مهما تدنت كفاءته.
سابعاً: فكرة التمييز الإيجابي للمرأة فكرة عظيمة إذا ما أخذت بحقها، أما أن نأتي بامرأة تمومة جرتق وزينة فقط فهذا يسيئ لها أكثر مما يميزها. فالمطلوب هنا أن ينظر الحزب الحاكم لكل نساء السودان وليس لنسائه فقط ليتم اختيار أفضل الكفاءات النسائية لتقدم نموذجاً مضيئاً لفكرة التميز الإيجابي ولا تكن خصماً عليها.
ثامناً: حكاية العُمر هذه ينبغي ألا تؤخذ كشرط مسبق ووحيد للاستوزار على الرغم من ضرورة التجديد، فالخبرة والكفاءة في ظروف السودان الحالية حاسمتان إذا توافرتا في الشباب فذلك خيرٌ، وغير ذلك يجب أن يتم استيعاب الشباب في مواقع قيادية ليتم تأهيلهم وإعدادهم للقيادة في مرحلة أخرى.
تاسعاً: أرجو أن يتم النظر للكفاءات خارج السودان، فهؤلاء بالآلاف وصحيحٌ أن استقدامهم قد يكون صعباً ولكن لا مناص من المحاولة. فالاستفادة من خبرات السودانيين وتجاربهم الثرة بالخارج لا غنىً عنه لتجديد الأفكار والرؤى بدلاً من أن نأتي بوزراء يدورون بنا في ذات الحلقة المفرغة والأفكار البالية.
عاشراً: لا حاجة بي لتقديم النصح للحكومة بأن تستوزر القوي الأمين، ولكنني لابد لي من تحذيرها من الآكلة. وهؤلاء تعرفهم جيداً فإذا ما جلس أحدهم على كرسي الوزارة أول ما يفكر به هو (كتفها) وامتيازاتها فيشمر سواعده ويقول: (بسم الله نويت أن آكل). فاحذروهم. أقول قولي هذا وكل وزارة وأنتم بألف خير. الخرطوم:عادل الباز:رئيس تحرير الراي العام