المعاليا والرزيقات أم حركة مناوي ؟!
فمن قال بهذا ومن قال بذاك؟! قال والي ولاية شرق دارفور الدكتور عبد الحميد موسى كاشا بأن الصراع الذي وقع ليس بين الرزيقات والمعاليا، وإنما هو اعتداء من قبل الحركات المتمردة بأسلحة ثقيلة على بادية الرزيقات في غابة الليون بعد كمين نصبته الحركة المتمردة لفزع من الرزيقات.
أما رئيس الهيئة البرلمانية لنواب ولاية شرق دارفور بالمجلس الوطني نور الدائم البشرى فقال إن الصراع كان بين قبيلتي المعاليا والرزيقات ولا علاقة للحركات المسلحة به ووقفت وراءه جهات داخلية وخارجية بجانب كونه صراعاً تاريخياً حول الأرض في منطقة «كليكي أبو سلامة» … وقال البشرى إن هذه المنطقة تتبع للمعاليا وإنها السبب الرئيس في الصراع الدائر حالياً.
أما العمدة محمد أحمد عجب الله عمدة المعاليا في منطقة الصراع، فلم يكتفِ بنفي علاقة الحركات المتمردة بهذه الاشتباكات كشأن البشرى رئيس الهيئة البرلمانية لنواب شرق دارفور بل اتهم والي الولاية دكتور كاشا بالتسبُّب في تطور الصراع بين المعاليا والرزيقات واعتبره فشل في إلزام الرزيقات بالتوقيع على مخرجات مؤتمر الصلح الذي عُقد بين القبيلتين.. واعتبره أيضاً تجاهل هذا الأمر. وإذا نظرنا إلى تصريحات السيد الوالي كاشا التي ربط فيها الاشتباكات الأخيرة التي شغلت الناس في عاصمة الولاية الضعين عن صلاة العيد وصاموا رمضان بلا عيد يعقبه تحسباً لمزيد من تفجير الصراع كما حكى مصدر من هناك، إذا نظرنا إلى تصريحات كاشا، نجد أنها تشير إلى أن أنشطة التمرد دخلت في الصراع بين القبيلتين، وهذا يعني أن بعض أبناء إحدى القبيلتين منخرطون في صفوف التمرد، واستفادوا من أسلحة الحركة المتمردة. فالصراع بين القبيلتين حول الحدود الإدارية قديم ولم يكن مربوطاً بحركات متمردة على الدولة. لكن هذه الحركات يمكن أن تفكر في الاستفادة منه لنسف الاستقرار في الولاية كما تراه لصالح أجندة مشروعها الذي من أجله تكونت الحركة المتمردة. والبشرى يرى أن حسم هذا الصراع وحقن الدماء يكمن في إعلان محلية كليكي أبو سلامة».. مما يؤكد أن الصراع حول الحدود الإدارية، وقد قال إن هذه المنطقة هي السبب الرئيسي للصراع.. وهذه المنطقة تتبع للمعاليا. لكن هل المنطقة مستوفية لشروط إقامة محلية وتعيين معتمد عليها يمثل الوالي فيها؟! وهل الدولة تهمل منطقة بها مقومات محلية؟!
المهم في الأمر أن الوطن فقد الكثير من أبنائه سواء في الصراعات القبلية أو هجوم المتمردين الذين حولوا فوهات أسلحتهم من الدولة إلى المواطنين. فهل هو اعتراف ضمني من المتمردين بأن المواطنين راضون كلهم عن الدولة؟!
وما قاله الوالي كاشا ينبغي أن يوضع في الاعتبار بقوة.. فهو بصفته الوالي قال بأن «الحركات قامت بقتل 50 من الرزيقات وجرحت 82 منهم، وقال: لا توجد مشكلة قبلية منظمة بين القبيلتين، وإن الاعتداء كان من الحركات المسلحة».. انتهى كلام كاشا. لكن ما هي هذه الحركة المتمردة المعتدية؟! هل هي حركة مناوي التي توجد قواتها هناك؟! لقد كانت في الماضي تعتدي على المعاليا.
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا