[JUSTIFY]«والله كان مرتو تموت هسي مابوديهم بعربيتي» .. اكمل كلماته واغلق باب المنزل في عنف.. صفق الجيران يدًا بيد من انعدام المروءة الذي ينوء بحمله هذا الرجل.. كراهيته لحاج عثمان تتعاظم يومًا بعد يوم منذ ان كان صبي دكان عنده.. اول ما فعله ان عض اليد التي آوته والدكان الذي كان ملاذًا آمنًا له لسنوات قبل ان يبدأ تجارته الخاصة.. حاج عثمان وقف الى جانبه دفعه للنجاح.. خطب له من الاعيان.. وهو كره الرجل.. تمنى له الفقر والعدم.. الذل والحاجة، يرى فيه صاحب الدكان ابو سبحة الذي يجلس ليشرب الشاي ويخدم هو ضيوفه.. يكرهه بقدر جوالات الذرة التي حملها على كتفه.. لطالما حسده على عزوته واولاده وزوجته وماله.. والرجل يحسن اليه وما زال لا يذكره بالشر، بحث عن الفرص لإيذائه..اطلق الشائعات عن اخلاقه وسلوكه الخفي.. حاج عثمان مازال يرى فيه الرجل البسيط المعدم الذي يبحث عن درجات وحسنات عند الله عبره.. رجل يعمل ليوم واحد.. يوم يترك تحت الثرى مع عمله فقط.. هز راسه في اسف على كل فعل مشين يبدر منه.. دعا له بالهداية.. رد السيئة بالحسنة.. الرجل رفض ان يوصل زوجته للمستشفى لأن سيارته خارج المدينة وكادت ان تموت لولا لطف الله بعباده.. رغم ذلك كان اول من قدم له المساعدة عندما تلفت بضاعته.. ينعم برضا تام حاج عثمان وهو يساعده وهو يموت غيظًا من كرم الرجل وادبه اللذين عجز المال عن شرائهما له.صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]