كبر يحل الأزمات بينما ” يزايد ” الآخرون بها
جهود معالجة المشكلة في يناير ثم اتفاق وقف العدائيات في يناير ذاته وتجديده مرة أخري في يناير ثم اتفاق وقف شهر مارس. ثم يونيو الختامي والنهائي الذي بين يدي الآن.
مصالحة مشرفة ومرضية للجميع وممهورة بأقلام المكتوين بجمر المحنة.
اللهم اقبل موتاهم وعوضهم في ذراريهم اللهم أمين.
أثار اهتمامي في (اتفاق الصلح بين قبيلة البني حسين وقبيلة الرزيقات وبعض البطون لقبائل عربية أخرى) والمعتمدة في أواخر شهر يوليو هذه البنود أكثر من غيرها:
تسليم إدارة وتأمين منجم جبل عامر للسلطات الحكومية الرسمية إدارة وتأميناً وإشرافاً بالاعتماد على القوات النظامية وحكمدارات الحدود بالتساوي بين الطرفين تنفيذ ضوابط صارمة في حركة واستخدام العربات المسلحة في المدن والقرى وتجمعات المواطنين البند الأخير يؤسس لصندوق عائدات منجم جبل عامر ويخصص 65 بالمئة منها للديات والخسائر و 25 بالمئة لإعادة إعمار المحلية بعد مار الحرب ومشكلة النزوح.
المسئولية الآن في تأمين الاتفاق وفي تعزيز وجود الشرطة والجيش في جبل عامر.
اللحظة التي أسمع فيها بذهاب عدد كافي إلى تلك المنطقة وتطويقها بغرض إنهاء مظاهر التفلت هي اللحظة التي يبدأ فيها تنفيذ الاتفاق. الإطار السياسي مكتمل ومرسوم بعناية وقد بذلت فيها حكومة ولاية شمال دارفور وواليها الأستاذ عثمان يوسف كبر جهوداً مضنية.
عثمان كبر والي شمال دارفور لديه منهج رشيد في حل المنازعات القبيلة يقوم على هذه الثلاثية: ((الارتباط الميداني المحكم بالقواعد مع تنوير القيادة السياسية أولاً بأول والرأي العام عند الحاجة))، وهو في تعامله مع الصحافة لا يصدر الاتهامات لجهة ولا يحرض على شخص ولكنه يخاطب العقول بالمعلومات بغرض إفهام المستعين حقيقة المشكلة وهو في ذلك يميل لشخصيته كأستاذ ومعلم أكثر من كونه سياسي.
قبل مشكلة جبل عامر قدر الله لي أن أزور دارفور بالتزامن مع جهود في حل عدد من المشكلات. أخرها تداعيات مقتل معتمد الواحة.
وشهدت الوالي (وأنا على مسافة من مجلسه أتصنع تأمل أطيار الغرانيق) في جلسات مطولة ومفروزة مع كل وفد على حدة. ثم يجمع الوفود مع بعضهما وتبدأ المصالحة.
وخلال ذلك ذكريات متبادلة بين الوالي والأهالي كلها ذكريات ميدانية بالصوت العالي.
علي شاكلة عندما جئنا من دافنة بني فلان التقيناك وأنت في مصالحة كذا وكذا.
فلان وقف وقال كذا. كل النقاش ينبئ بأن الرجل قضي سنين حكمه تحت الأشجار وظلال السيوف وعندها فقط علمت تماماً أن ما يحدث من تنمية في شمال دارفور يجب ضرب أرقامه في ألف لأنها تنمية انتزعت من عين الشطان.
الارتباط بالقواعد عند الوالي كبر يعني التواجد في مناطق الحدث.
المخاطبات الجماهيرية بصدر عار في أوضاع أمنية مضطربة وتسكين الجماهير الغاضبة التي قد يلتقيها قادمة من دفن جنائز وأشلاء. البقاء لتكفين ألموتي. الدخول في تفاهمات لوقف الصراع.
توفير الدقيق والتموين للنازحين لبعض القرى.
الجلوس معهم وتناول الطعام وتهدئة الثائرة و… من بين هذه الجهود تولد اتفاقيات تبدأ ضعيفة مثل شرارة الكشاف في غابة مطيرة اسمها وقف العدائيات.
وعادة ما تنفض ليتم تجديدها مرة وثانية وثالثة حتى تقوى.
ثم تنحصر (التفلتات) في أماكن محددة ويظهر هنا دور كبر كوالي ليس كوسيط.
وبعدها يتم إنها الصراع تماماً.
اللهم احفظ دارفور. وقوي اهل الخير فيها وتب على (المزايدين))!
صحيفة السوداني
مكي المغربي