حبال بلا بقر وتجربة تستحق المراجعة
حكومة الحي المصغرة وبرلمانه
تبقي اللجنة الشعبية هي حكومة الحي المصغرة وبرلمان المواطنين في الأحياء الذي يناقشون فيه مشكلاتهم لأن كل مربع وكل حي لديه أفراحه وأتراحه وطموحاته ، منهم من يريد أن يحول ميدانه الترابي إلى آخر مخضر سواء بنجيلة صناعية أو إلى خماسيات ومنهم من يريد أن يعلي سور مدرسته ويضيف فيها فصلا أو يريد توسعتها لإستيعاب القادمين الجدد من الطلاب فالمواطن تختلف طموحاته من حي إلى آخر منهم من يريد ملاعب الغولف ومنهم من يريد الخماسيات ومنهم من يريد النادي الذي يمارس فيه ألعاب الطاولة والدومنة والكوتشينة ، فاللجان الشعبية هي همزة الوصل بين الأهالي والتنفيذيين وسيكون سهلا وميسورا اذا اراد المجلس الاعلي للخريجين ان يعرف عدد خريجيه في كل حي بعد ان ترفع كل لجنة شعبية خريجيها الي المحلية التي تتبع لها وسيجد وزير تنمية الموارد البشرية معلومات قيمة ليطور كوادره البشرية في مختلف التخصصات حسب الحاجة واعادة التوزيع.
يبقى السؤال
ولكن يبقى السؤال الذي يبحث عن إجابة هل تدعم الحكومة تلك اللجان أم تجعلها مثل الذي ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ..!!؟؟
لم تقدم أي دعم ملموس
الشاهد أن أول إمتحان سقطت فيه اللجان الشعبية بحي الكرياب إذ قمت يوم الجمعة الماضية بزيارة لأحياء الكرياب وجدت غيابا تاما للجان الشعبية .. ولما سألت كثيرا من الأهالي عن هذه اللجان قالوا أنها لم تقدم أي دعم ملموس لهم .. ويكفي أن (ذباب البقر) بــ (ألوانها الفاقعة) (الحمراء والصفراء والخضراء) و(جيوش الباعوض) (مازالت مسيطرة) علي الوضع و(تنذر) بــ (خطر وبائي) (عظيم) ، حيث اننا لم نشاهد رشا ضبابيا ولايحزنون فهل يقوم المعتمدون بحل هذه اللجان لتقصيرها في اعمالها واراحتنا من هذا الصداع المزمن لان الغايات النبيلة التي انشئت من اجلها هذه اللجان لم تنفذ.
حكومات مصغرة
ومع ذلك تبقي تجربة اللجان الشعبية جديرة بالإهتمام كونها حكومات مصغرة للأحياء تمارس فيها الديمقراطية التي تقدم خدمات الحي فوق اي اجندة حزبية ويكون جميلا ان ترفع تلك اللجان شعار المرحلة لكل حزبه ولكن اللجان الشعبية للجميع ولاعيب ان تجتمع اللجنة لمناقشة مشكلتها بعد اداء صلاة المغرب وبعد ذلك فليذهب الانصاري لقراءة راتبه والختمي لقراءة براقه قبيل صلاة العشاء وينشد الاسلاميين أناشيدهم الجميلة في أسرهم المقفولة.
الهجرة رحلة حادينا
حمل الاسلام لنا دينا
وعندما يصبح الصباح تكون تكليفات اللجنة الشعبية التي نوقشت مساء قد بدا تنفيذها سواء بتوصيل خط مياه جديد أو تشجير الحي أو تعلية سور المسجد وقد احدثت تلك التجربة حرارة في الاجواء الانتخابية التي لم نسمع لها حسا منذ ابريل الماضي وقد ردد بعض الشباب في بقعة ماء
لا نجيم ولاصلاح
شمس الدين للاصلاح
والصلاح الذي نريده ان يتجرد الاخوة المنتخبون من كل تكليف حزبي ويتفرغوا في اوقاتهم الخاصة من الساعة الرابعة عصرا وحتي الثامنة مساء لخدمة حيهم وإذأخلصت النوايا ستكون تلك الاحياء بعد عام قد اكتملت بنياتها التحتية وعرف مصارفها ومجاري امطارها وخطوطها الناقلة للكهرباء والمياه لايهم عدد اعضاء اللجنة ولكن المهم ان تكون لجنة فاعلة وقادرة علي حلحلة مشكلات حيها حتي نكون قد طبقنا الحكم الاتحادي بكل مستوياته.
قراءة : معتصم طه محمد أحمد:صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]