رأي ومقالات

قرارات والي جنوب كردفان .. الطريق نحو السلام

[JUSTIFY]قرار والي جنوب كردفان آدم الفكي إعادة كافة العاملين والموظفين السابقين بمن فيهم من شملهم الفصل التعسفي بسبب اندلاع الحرب في الولاية لمزاولة أعمالهم تحت ضمانته ورعايته الشخصية يعد قرار صائب ويكشف مدي وعي الوالي بمركبات قضية جنوب كردفان ومؤثراتها المجتمعية ثم إن الحكمة تقتضي إبراز حسن النوايا لتهيئة البيئة الملائمة للسلام السلام الذي تتداخل فيه مشهيات ومبقيات الدفع الاجتماعي نحو غاياته وحين تتقاطع مطلوبات الحسم مع مطلوبات المجتمع تنهار ثقة التواصل بين الحكومة وذات المجتمع الذي يجب أن يقود السلام بوعي وإدراك منه بدوره الفاعل والمهم ثم أن السلطة حين توجه قوتها وسطوتها بالقرارات الحاسمة التي ترفع من شأن المجتمع فإنها تفتح أبواب التلاقي الداعم لوحدة الجبهة الداخلية وهذه هي الضمانة الأولي لانطلاق السلام مع أخريات منها مكونات حكومة تنفيذية تتسم بالكفاءة والأهلية كما قال والي جنوب كردفان وتتصف بالنزاهة والقبول كما نقول نحن لقيادة المجتمع بكل مكوناته لتحقيق التنمية المطلوبة وهذه لن تتأتي إلا بوصفة متكاملة تخلط بين ما هو مطلوب وما بين هو قائم فالمطلوب هو إن يحس كل مواطن إن هذه الحكومة جاءت من أجله أما القائم هو تحسس واقع الناس هذا بكل ما فيه من أزمات ومطبات تؤخر أو ربما تمنع من تفاعله مع جهود الحكومة فيما يليها من مهام ومسؤوليات بعيداً عن الموازنات الأخرى خاصة في الولايات المأزومة وهذه مفهومة لأهل الشأن واخطر ما قاله والي جنوب كردفان هو تزايد نسبة الفاقد التربوي والتدني المريع في مستوي التعليم بالولاية سيما في مرحلة الأساس واكتظاظ الفصل الواحد بأكثر من (100) طالب في كادقلي يتلقي جزء منهم دروسه من خلال (الشباك) وهذا هو الواقع الذي يرفع من الإحساس بالظلم لدي هؤلاء في خدمة يجب أن تكون متاحة ومتوفرة لأهميتها في الوعي والتنمية فالمجتمع الذي يظلله التعليم حتماً أكثر أيمانا بالسلام والاستقرار لان هذه الثنائية الطريق الأمثل والأقرب لتحقيق التطلعات فماذا تنتظر من الأمي والجاهل والفاقد التربوي غير أن يدفع المجتمع بأكمله نحو الانحراف عن مسار الاستقرار وإشعال كوامن الكراهية وتعميق مفهوم التهميش والظلم الاجتماعي ولو كنت من أهل الحل والعقد وفي موقع اتخاذ القرار لدفعت بالميزانيات للمناطق المأزومة هذه لتطوير التعليم بحيث يستوعب كل من وصل لسن الدراسة بتطبيق شعار التعليم المجاني الالزامي للجميع بل ودعمت المجتمع ليتبني خيار التعليم كأساس للسلام والتنمية ثم دعم الصحة بحيث يجد المواطن احتياجاته العلاجية المجانية نعم إن الذين يشعلون ثقاب الحرب في هذه المناطق يسعون لتغذية المجتمع بالأفكار المسمومة بناء على واقعهم المأزوم هذا واقع التعليم عبر الشباك وخدمات الصحة المحدودة المكلفة لحد الرهق واقع لا يبشر بمقدم السلام وإمكانية تحقيقه لطالما ذات المجتمع يشكو قلة الحيلة وتدني مطلوبات تطوره لحد العدم وان كانت خارطة طريق الوالي الجديد للسلام تنبني على واقعية وتنم عن فهم عميق إلا انها تظل مجرد أمنية تراود من يعتقدون إن المسؤولية مكتب فخم وسيارة فارهة دون الإحساس بآلام وآمال المجتمع الذي يمكن أن يقود السلام ويمكن بذات التبسيط والفهم إن يقود الحرب…

صحيفة الوفاق
محمد قسم السيد فضل المولي[/JUSTIFY]