د. عبير صالح

حمــــــى التيفوئـــــــيـــــد


حمــــــى التيفوئـــــــيـــــد
كثرت هذه الأيام الإصابة ببعض الأمراض التي يلعب التلوث فيها سبباً رئيسياً (تلوث الماء أو الأكل)، خاصة في المستشفيات والمدارس والمرافق الحكومية الأخرى ألا وهو

حمــــــى التيفوئـــــــيـــــد

سيناريو العدوى: هو مرض بكتيري تسببه بكتيريا تسمى السالمونيلا التيفية وتنتقل مباشرة من شخص لآخر عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة- ويحدث التلوث نتيجة لخروج البكتيريا مع غائط أو بول الشخص المصاب أو حامل الجرثومة الذي لا تظهر عليه أعراض المرض ولكنه يخرج الجرثومة مع الغائط أو البول (أي مع فضلات الإنسان)، والناقل الأساسي للجرثومة هو الذباب، كما أن الطعام الذي يلمسه حاملو المرض يمثل وسيلة أخرى لنقل العدوى- لذا يجب التمتع بأنظمة صحية جيدة ليمنع التلوث الذي يسمى التيفوئيد- نسبة الإصابة بهذا المرض تزداد بتراجع المستوى الصحي والبيئي للسكان، حيث إن هذه البكتيريا تموت بالغليان وتقاوم الجفاف والتجميد، وبإمكانها العيش عدة أيام في الماء- لقد وجد أن المرضى المصابين بحصى المرارة قد أصبحوا مصدراً أساسياً في نقل العدوى، حيث إن البكتيريا يمكنها التعايش في كيس المرارة- تنتشر البكتيريا التيفية في الكبد والدماغ والطوحال والعظم.

كيف يظهر المرض؟

تظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع بعد أن تدخل الجرثومة جسم الإنسان، وخلال الأسبوع الأول تبدأ الأعراض والعلامات تدريجياً متمثلة في الحمى المرتفعة والصداع والآلام في المفاصل وفقدان الشهية والقشعريرة والضعف العام، وفي نهاية الأسبوع يكون المريض راقداً بالفراش مع آلام بالبطن مصحوبة في أغلب الأحيان بإمساك، وارتفاع درجة حرارة الجسم يصاحبها انخفاض في ضربات القلب، في نهاية الأسبوع قد يظهر طفح جلدي سرعان ما يختفي، وفي الأسبوع الثاني تواصل الحرارة الارتفاع وتبدأ ضربات القلب في التسارع ويكون الفم جافاً وشاحباً، وتظهر أعراض الإعياء أكثر على المريء مع ظهور الهذيان والبطن تكون منتفخة، مع حدوث إسهال مائل للاخضرار، في هذه الفترة قد تحدث بعض المضاعفات- في الأسبوع الثالث تبدأ الحرارة في الانخفاض وتبدأ بعض الأعراض من إسهال وانتفاخ بالبطن بالاختفاء، مع عودة الشهية ما لم تحدث مضاعفات والتي سيرد ذكرها لاحقاً إن شاء الله، فإن حالة المريض تتحسن بنهاية الأسبوع الثالث- تختلف أعراض حمى التيفوئيد وخطرها اختلافاً كبيراً، وقد تكون بدايتها على شكل تشنجات وصداع حاد وهذيان- تعتبر حمى التيفوئيد من الحميات المعدية التي تتميز بإصابة الأمعاء والتأثير على الجسم بأكمله.

التشخيص:

يعتمد التشخيص على الفحص السريري من الأعراض من انتفاخ البطن وتضخم الطوحال إلى غيرها من الأعراض- تحليل عام معملي للدم والبول والبراز وكذلك (التزريع)- نقص عدد كريات الدم البيضاء وارتفاع نسبة الترسيب- فحص (فيدال) وهو فحص خاص للتيفوئيد ونظيره التيفوئيد ((WIDAL
TEST

وإلى غير ذلك من الفحوصات التي يراها الطبيب المعالج.

ملاحظة: قد تشبه أعراض وعلامات حمى التيفوئيد بعض الأمراض الأخرى مثل الملاريا والانفلونزا والسل (الدرن)، والالتهاب الرئوي.. الخ

العلاج: يختلف العلاج على حسب حالة المريض من خافضات للحرارة ومحاليل وريدية وفيتامينات ومضادات حيوية وتغذية جيدة.. الخ

الوقاية خير من العلاج: تتم بالآتي:

الحفاظ على النظافة العامة والغسل الجيد للخضروات والفاكهة- تطهير مياه الشرب ومنع تلوثها- التخلص من الفضلات بالطرق السليمة وخصوصاً الفضلات الآدمية- بسترة اللبن أو غلي اللبن على الأقل مرتين قبل الشرب- عزل المصاب وإبعاده عن العمل بالمطاعم والمقاهي حتى شفائه- غسل اليدين قبل الأكل جيداً- عدم تناول الأطعمة من الباعة المتجولين وبخاصة السندوتشات الجاهزة لأطفال المدارس والآيسكريم.

المضاعفات: (نادرة الحدوث)

تحدث في حالة إهمال العلاج وعدم اكتمال المدة المخصصة للعلاج، ومن أهم المضاعفات النزيف من جدار الأمعاء المقرحة، لذلك تجب مراقبة براز المريض، وانفجار الأمعاء غالباً ما يؤدي إلى وفاة المريض، وفي هاتين الحالتين يزداد النبض وتهبط درجة الحرارة ويهبط ضغط الدم والتهاب المرارة- التهاب الكُلى- التهاب العظام والمفاصل- التهاب السحائي والتهاب الأعصاب- سقوط الشعر في بعض الحالات- التهاب الغدة النكفية- التهاب الرئة والتهاب الأوردة الخثرى مما قد يؤدي إلى انسداد في أوردة الأرجل وهذا نادراً جداً- التهاب عصب السمع مع احتمال زوال السمع- نزف الأنف.

ماذا يأكل مريض التيفوئيد؟

العصائر والسوائل المختلفة خاصة عصائر الفاكهة والأطعمة المسلوقة والمطحونة الحاوية على الفيتامين- البروتينات والسكريات اللازمة- الأطعمة المطبوخة جيداً.

الــنقـــرس أو القــاوت :
كما وصفه أبقراط (التهاب مفاصل الأثرياء) نسبة لارتباطه ببعض الأطعمة التي يتناولها الأثرياء وزيادة الوزن والحياة المترفة..الخ، وهذه دعوة مني للتعرف عليه عن قرب ألا وهو:

gawot النقرس هو أحد اضطرابات النظام الغذائي وفيه يتراكم البوليك أحد نواتج التمثيل الغذائي للبروتينات، والتي من المفترض أن يتخلص منها الجسم بإخراجها ولكن هذا لا يحدث، بل تتشكل في بلورات إبرية الشكل داخل المفاصل أو تحت الجلد أو القناة البولية في شكل حصاوى كلوية.

إن الإصابة بالنقرس تظهر للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة حمض البوليك الذي كان من المفترض بعد ارتفاعه في الدم أن يمر عن طريق الدم إلى الكُلى ويخرج مع البول إلى خارج الجسم.

الأسباب: يظهر النقرس في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في نسبة حامض البوليك، ينتج حامض البوليك نتيجة للتفكك الطبيعي لخلايا الجسم ويقوم الجسم بامتصاص حامض البوليك بشكل طبيعي في الدم ومنه إلى الكُلى، ثم إلى خارج الجسم مع البول، ويحدث المرض في حالتين:

قيام الجسم بإفراز نسبة كبيرة من حامض البوليك نتيجة لأمراض أخرى بالجسم مثل اللوكيميا الصدفية.. الخ – أن يتم التخلص من نسبة قليلة منه في البول، المشكلة في إخراجه خارج الجسم (الكُلى)، قصور الكُلى المزمن أو كآثار جانبية لبعض الأدوية- أحياناً تكون نسبة الحامض مرتفعة جداً ولا يظهر النقرس، بل يكتشف صدفة أثناء الفحص الروتيني، كما وجد أن الجينات تلعب دوراً في المرض ونسبة الحدوث في الرجال تفوق حدوثه في النساء.

الأعراض: كم ذكرنا آنفاً أن النقرس هو نوع من أنواع التهاب المفاصل، ويحدث بسبب تسرب أملاح (اليورات) في أنسجة المفاصل وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات، وأكثر المناطق تأثراً هي أصابع اليد والقدم وأحياناً الركبة ولكن يظهر بصورة كبيرة في الأصبع الكبير للقدم، ونوبات النقرس تأتي على فترات من الألم الشديد بالمفاصل مع التورم والاحمرار والتصلب، ويزيد الألم بالصباح- ولكن ما بين النوبات من ألم خفيف يعتبر (نقرس) مزمناً والذي يظهر معه مع طول فترة المرض نوع من العقد الصغيرة وتكون بالكفين والقدمين وباقي القضاريف والعضلات في الجسم خاصة غضروف الأذن- والنقرس المزمن متعدد المفاصل غير شائع ويصيب كبار السن عادة- النقرس الحاد يحدث في الرجال متوسطي العمر- يكون في شكل نوبة حادة ومفاجئة شديدة الآلام ويصاحبها تورم واحمرار للمفصل الأول لإبهام القدم، وقد يحدث في مفاصل أخرى أيضاً، وهناك أسباب تؤدي لحدوثها بسرعة وهذه هي عوامل الخطورة التي سوف يرد ذكرها لاحقاً.

عوامل الخطورة:

كما ذكرنا سابقاً أنه قد يكون حمض البوليك مرتفعاً لدى بعض الأشخاص ولكن لا يظهر النقرس، هناك عوامل تؤدي إلى إفراز كمية كبيرة من الحامض أو تؤدي إلى التخلص من كمية قليلة منه:

الإكثار من تناول البروتينات الحيوانية- الكحول (البيرة)- الوزن الزائد- قلة الحركة وعدم علاج ارتفاع ضغط الدم- بعض العقاقير مثل بعض مدررات البول- الجراحة- بعض الأمراض المزمنة من مرض السكري- ارتفاع الدهون- ضيق الشرايين- قصور الغدة الدرقية- مرض الكُلى..الخ

التشخيص: على حسب حالة المريض وتقييم الطبيب المختص (من الأعراض) وحمض البوليك في الدم- فحص السائل المفصلي- الأشعة..الخ

الوقاية خير من العلاج:

نصائح عامة: المحافظة على الوزن المثالي وتخفيف الوزن- الحركة وعدم الكسل- الابتعاد عن المشروبات الكحولية لأنها تقلل من قدرة الجسم على إخراج حمض البوليك خاصة البيرة- شرب كمية كافية من الماء لتخفيف تركيز حمض البوليك في البول ومن ثم تقلل من خطر تكون حصوات الكُلى- استعمال عقار الأسبرين باستشارة الطبيب المعالج- الابتعاد عن الأغذية التي تفاقم المرض مثل الأكلات الدسمة والدهون واللحوم وجلد الدجاج- العدس والبقوليات التوابل والبهارات والمخللات والمكسرات وينصح بعصير الليمون والشاي الأخضر بعد نقعه جيداً والخضروات والفاكهة..الخ- يمكن استخدام المكمدات الباردة أو الدافئة على المفاصل في حالة الألم على حسب استجابة الألم- العلاج الدوائي على حسب الحالة وما يراه الطبيب المعالج.

الامتناع عن الفطور يزيد الوزن:
توصل بحث طبي حديث إلى أن الاعتقاد السائد بين الشباب أن الامتناع عن تناول الفطور يساعد على انقاص الوزن ليس صحيحاً، وأن العكس هو الصحيح- واستنتجت الدراسة العلمية التي تم تطبيقها على أكثر من ألفي شاب وشابة، إلى أن وزن الشباب الذين يمتنعون عن تناول وجبة الفطور يزيدون بـ2.3 كيلو جرام مقارنة بالشباب الذين يداومون على تناول وجبة الفطور، واكتشفت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص أكثر استهلاكاً للسعرات الحرارية، لأنهم يتمتعون بحيوية ونشاط أكثر من غيرهم – أضاف البحث عنصر زيادة الوزن إلى قائمة كبيرة من الأدلة التي تظهر أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار سواء كانوا شباباً أو كباراً هم أكثر ميلاً إلى النحافة مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون وجبة الإفطار- وقال رئيس فريق البحث الذي يعمل على الدراسة (إنه يبدو الأمر غير بديهي لكن رغم أنهم يستهلكون كميات أكبر من السعرات الحرارية، فإنهم يبذلون مجهوداً أكبر لحرقها- ربما يرجع السبب إلى أن الأشخاص الذين يحرصون على تناول وجبة الفطور لا يشعرون بالخمول الشديد- من الأفضل اختيار مضاد صحي عند تناول الفطور مثل الحبوب ولكن في النهاية تناول أي شيء أفضل من عدم أكل أي شيء بالمرة- توصلت الدراسة إلى أن 25%من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة لم يكونوا من الحريصين على تناول فطورهم بانتظام، وأن المشكلة ظهرت على نحو أوضح عند الفتيات.

وأخيراً: ابتسم، تفاءل واجه وتحمل المسؤوليات، لا تتطلع إلى ما عند الغير، رفه عن نفسك واقطع الروتين، مارس الرياضة، ابتعد عن الأفكار السلبية وجالس الأخيار من الأصحاب.

ومتعكم الله بالصحة والعافية.

د. عبير صالح حسن صالح
صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة – 2012/2/23
[email]lalasalih@ymail.com[/email]

تعليق واحد

  1. جزاك الله خيرا دكتورة كلام مفيد ونتمني ان تكتبي دائما عن ماهو مفيد:cool: