بالصور.. غادة عبد الرازق تكشف عن تجربتها في (حكاية حياة)..
وكيف تخلصت منها، وسبب اتجاهها إلى الإنتاج، وموقفها من بعض الذين يتعمدون إغماض أعينهم عن نجاحها.
غادة تتحدث أيضاً عن حياتها الخاصة، وشائعة زواجها السري ولقب الجدة الذي حصلت عليه أخيراً، وإحساسها بعد ثورة 30 يونيو.
– هل تجدين صعوبة في اختيار عمل جديد كل عام؟
لا تتخيلوا مدى المعاناة التي أعيشها حتى أستقر على عمل جديد، ولا أبالغ عندما أقول إنه في كل عام تزداد تلك الصعوبة، لأنني أكون قد حققت نجاحاً جديداً، ووصلت إلى مرحلة أكبر من النضج الفني، وبالتالي يزداد التحدي الذي يبدأ من مرحلة العثور على فكرة جديدة غير مكررة لم يسبقني إليها أحد.
وأكون دائماً مشغولة برحلة البحث عن عمل يحقق لي نجاحاً جديداً، حتى أنني لا أنام تقريباً في الأيام التي أفكر فيها بعمل جديد، ولا أشعر بشيء من الارتياح إلا عندما أضع يدي على فكرة عملي.
– معنى هذا أن مسلسلك الأخير «حكاية حياة» فكرتك؟
بالفعل هو فكرتي، وأيضاً مسلسلي السابق «مع سبق الإصرار» فكرتي، لكنني لا أشترط أبداً أن تكون كل أعمالي من أفكاري الخاصة، فأنا تأتيني عروض كثيرة، وفي الوقت نفسه تكون عندي أفكاري الخاصة، وربما يكون من بين ما يأتيني ما هو أفضل مما عندي من أفكار، فأنا تهمني الفكرة الجذابة سواء كانت لي أو لأي مؤلف.
– من أين تأتين بأفكار أعمالك؟
لا أعيش بعيداً عن الناس، ودائماً ما أرصد بعينيّ ومشاعري ما يحدث للآخرين من حولي، لذلك أعمالي تكون شديدة القرب من الواقع ومعظمها تحمل تجارب حياة مر بها أشخاص من لحم ودم.
– معظم أعمالك من أفكارك وأخيراً أصبحت منتجة أيضاً، فهل تبحثين عن السيطرة على كل تفاصيل العمل الذي تقدمينه؟
عندما فكرت في خطوة الإنتاج مع صديقتي مها سليم، لم يكن هدفي أن أنتج لنفسي فقط، وإنما أن أساعد في تحريك حالة الركود التي عانت منها العملية الإنتاجية أخيراً، بدليل أنني أنتج «حكاية حياة» لي وأنتج أيضاً «الوالدة باشا» لباسم سمرة وسوسن بدر، وفي الوقت نفسه تحكّمي في عملية الإنتاج يجعلني أقدم ما أحلم به من أعمال جريئة ربما يخشى منها منتجون آخرون، ويجعلني أتحكم أكثر في تقديم إنتاج سخي لأعمالي مهما كلفني ذلك مادياً.
إلا أن هذا لا يعني أبداً أن غادة المنتجة ستحتكر غادة الممثلة، فأنا دائماً مستعدة للعمل مع أي جهة إنتاج محترمة توفر لأعمالي المستوى اللائق بما حققته من نجاحات.
– في «حكاية حياة» تكررين التعاون مع معظم فريق عمل مسلسلك السابق «من سبق الإصرار» مثل روجينا وطارق لطفي وغيرهما، ألا ترينها مغامرة؟
ما دام كل منهم مناسباً في دوره فما المانع؟ أنا يهمني أن يكون كل ممثل في الدور اللائق به حتى يتألق ويجيد، لأن الدراما عمل جماعي، ولا يمكن أن أهتم بدوري فقط حتى لو كنت البطلة، بالعكس أهتم بأدوار من حولي بمثل اهتمامي بدوري، والحمد لله الكل تألق في «حكاية حياة»، سواء من عملوا معي من قبل أو من وقفوا بجواري للمرة الأولى.
– هل كنت وراء ترشيح الممثلين خاصة أنك المنتجة؟
بالتأكيد يكون لي رأي، لأنني في النهاية أكثر من تتحمل مسؤولية العمل، لكنني أيضاً أحترم اختيارات المخرجين الذين أعمل معهم.
– بمناسبة الكلام عن الإخراج لماذا اشتعلت فجأة الخلافات بينك وبين محمد سامي مخرج المسلسل؟
هذا الموضوع أخذ أكبر من حجمه وخرجت حوله شائعات ومبالغات كثيرة، رغم أنه كان خلافاً عادياً يمكن أن يحدث بين أي فنانة ومخرج. وعموماً أنا أغلقت الكلام في هذا الموضوع نهائياً، ولا أريد لشيء أن يفسد فرحتي بنجاح المسلسل.
– رغم أنك كنت وراء اختيار روجينا ورزان مغربي، تردد كلام عن خلافات بينكن فما تعليقك؟
السؤال نفسه يحمل الإجابة، كيف أختلف مع زميلتين تحمست لوجودهما بجواري؟ وما أدهشني بل وأضحكني أكثر أن هناك من ردّدوا أنني تدخلت أيضاً في اختيار الملابس التي ترتديها رزان في العمل، كلام غريب أنا أكبر من التوقف عنده أو الرد عليه.
– هل كانت شخصية «حياة» صعبة؟
كلمة صعبة فقط لا يمكن أن تصف مدى الجهد الذي بذلته مع شخصية «حياة» في كل المراحل المختلفة التي تمر بها. وربما يظن البعض أن مرحلة وجودها في المستشفى وما تعرضت له من تعذيب كانت الأصعب، أو أن المشاهد التي أعلنت فيها لابنها أنها والدته هي الأصعب، لكنني أؤكد لكم أن كل مشهد في هذا العمل كان يحمل تحدياً في الأداء، خاصة من الناحية النفسية، لأن حياة كانت تواجه الجميع وتتعرض للظلم والخيانة والخداع من الجميع، ولذلك أرهقتني جداً نفسياً.
لكن بمجرد عرض العمل وردود الفعل التي فاقت توقعاتي وأمنياتي نسيت كل التعب، وبدأت أستمتع بمحطة نجاح جديدة في مشواري.
– إلى أي مدى كنت تشعرين بقلق على نجاح العمل؟
بقدر ما بذلته مع فريق العمل من مجهود غير عادي في هذا المسلسل، عشت في قلق حتى أعرف ردود فعل الجمهور عليه، وهو القلق الذي بدأت أتخلص منه تدريجاً بعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل الذي حقق أعلى نسب المشاهدة بين مسلسلات رمضان، وقتها بدأت أشعر بالارتياح والنجاح.
– كيف تلمسين ردود الفعل؟
أنا لا أعيش في عالم النجومية بعيداً عن الناس، بل أنا قريبة منهم، ولذلك ليس صعباً أبداً أن أعرف ردود الفعل التي تأتيني في صور مختلفة ممن حولي ومن جمهوري داخل مصر وخارجها.
– تتحدثين دائماً عن الجمهور، ألا يهمّك رأي النقّاد؟
من قال هذا؟ أي فنان مهما حقّق من نجاح يهتم جداً بآراء النقاد، لكن بصراحة هناك نقّاد وكأنهم لا يرون نجاحي، وينتقدونني بشكل دائم وكأنهم في واد والجمهور في واد آخر، فهل مطلوب مني الاهتمام بآراء غير محايدة؟
– هناك من انتقد وجود ألفاظ خارجة ومشاهد شديدة الجرأة في المسلسل.
موضوع العمل يفرض طبيعة الحوار بين الشخصيات، ورغم ذلك واحتراماً منا للمشاهدين كان هناك عبارة تحذيرية في التتر بأن العمل قد يحمل ألفاظاً ومشاهد لا تناسب فئات عمرية معينة.
– هل وجود صوت شيرين عبد الوهاب في تتر العمل أضاف إليه؟
التتر مهم جداً في جذب الجمهور، ولذلك أحرص على أن يكون هناك صوت متميز في تترات مسلسلاتي، ومثلما استعنت من قبل بإليسا في تتر «مع سبق الإصرار» وكان لها دور في نجاح التتر، فإن وجود مطربة كبيرة مثل شيرين عبد الوهاب معنا هذا العام له أيضاً دور مهم جداً في نجاح التتر وجذب الجمهور إليه. وأنا أعتبر شيرين امتداداً لعمالقة الغناء في مصر، وهي الآن بالفعل أهم مطربة مصرية.
– إلى أي مدى كانت تشغلك المنافسة مع الآخرين؟
لم يكن عندي وقت لمجرد التفكير في المنافسة، رغم وجود نجوم ونجمات كبار، لكن تركيزي كله كان على عملي، خاصة أن الوقت كان ضيقاً وكان مطلوباً تكثيف التصوير دون أن يأتي هذا على حساب جودة أي مشهد. لكنني بوجه عام أعشق المنافسة، لأن النجاح وسط نجوم ونجمات متميزين من مختلف الأجيال له طعم مختلف.
– من كنت حريصة على مشاهدة مسلسله؟
تصوير مسلسلي استمر حتى الأسبوع الأخير من رمضان، ولذلك لم يكن لديَّ وقت لمتابعة مسلسلات زملائي، لكنني سأحرص على مشاهدتها في العرض الثاني.
– كيف تشعرين عندما يتم اختيارك أفضل ممثلة في معظم الاستفتاءات؟
أشعر بالرعب، وأسأل نفسي: وماذا سأفعل بعد هذا النجاح؟ وكيف سأتفوق على نفسي من جديد؟ صحيح أكون سعيدة لكن الخوف يكون أكبر من الفرحة.
– نلت أخيراً جائزة أحسن ممثلة من «الموركس دور»، ما هو إحساسك بها؟
لا يوصف، يكفي أن تشعر بما تقدمه له مردود، فالجوائز خاصة التي لها مصداقية مثل «الموركس دور»، تكون رسالة للفنان أنه يسير على الطريق الصحيح، سواء في اختياراته أو أدائه. وعندما تأتي في وقت تتعرض فيه لهجوم ومحاولات لإفساد نجاحك فإن أهميتها تزداد بالنسبة إلي، وتكون رسالة أخرى إلى أعداء النجاح تقول لهم «اصمتوا».
– هل صحيح أنك تنوين إنتاج برنامج اكتشاف المواهب؟
هناك فكرة برنامج ضخم أنوي إنتاجه وسيشارك فيه شباب تراوح أعمارهم بين 17 و23 سنة، لكنه ليس من نوعية برامج اكتشاف المواهب، وإنما سيكون له شكل ومضمون مختلفان، وهو فكرة جديدة تماماً على عالم البرامج العربية، ولا أستطيع أن أكشف تفاصيله الآن، لكنني سأبدأ التحضير له قريباً جداً.
وهناك برنامج آخر سأنتجه عن عالم التخسيس، وهو برنامج ناجح في أوروبا وحصلت شركتي على حق تقديم نسخة عربية منه.
– وأين غادة عبد الرازق من السينما؟
لم أبتعد عنها، لي فيلم بعنوان «جرسونيرة» جاهز للعرض، ويشاركني بطولته منذر رياحنة ونضال الشافعي، إخراج هاني جرجس، وسيكون مفاجأة للجمهور. وبالمناسبة البعض كتب عن هذا الفيلم أخباراً غير صحيحة بأنه ينتمي إلى نوعية الإغراء والإثارة، لكن عندما يعرض سيكتشف هؤلاء تسرعهم في الحكم على الفيلم. وهناك فيلم آخر بعنوان «حجر أساس» أحضر له مع الفنان خالد صالح.
– هل أصبح التعاون مع المخرج خالد يوسف من جديد مستبعداً بعد ما تردد عن وجود خلافات بينكما؟
ما قدمته مع خالد يوسف كان مرحلة مهمة في مشواري، ولا توجد أي خلافات بيننا، والمؤكد أنه سوف يحدث تعاون بيننا عندما يكون هناك عمل مناسب لنا معاً.
– بعد طلاقك من الإعلامي محمود فودة ترددت أخبار عن زواجك سراً من أحد مديري التصوير فما الحقيقة؟
ومنذ متى غادة عبد الرازق تتزوج سراً أو تفعل شيئاً في الظلام؟ طبعاً كلام غريب ومضحك ولا يستحق التعليق.
– هل تشعرين بأن هناك من يحاول إفساد فرحتك بالنجاح ولو بالشائعات؟
بالتأكيد، فكل نجاح يكون له أعداء، خاصة إذا كان نجاحاً ضخماً ومن عام إلى آخر، وأعرف أن هناك من يقول في كل مرة، غادة لن تستطيع تجاوز نجاحها السابق، وأفاجئهم بنجاح أكبر وربما هذا يغيظهم فيطلقون الشائعات، لكنني لا أهتم وأستمتع بالنجاح الذي أدفع له ثمناً غالياً من وقتي وصحتي ومالي.
– ألم يقلقك لقب «الجدة» الذي حصلت عليه بعد وصول حفيدتك خديجة؟
بالعكس لا تتخيلوا سعادتي بوصول خديجة، وأتذكر في أول مرة حملتها بين يدي لم أستطع منع دموع الفرح، وعدت بالذاكرة إلى اللحظات التي حملت فيها والدتها ابنتي روتانا. أما مسألة كوني جدة فلا تقلقني، لأنني لست مصابة بأي عقد، كما أن الكل يعلم أنني تزوجت في سن صغيرة وأنجبت ابنتي روتانا مبكراً، والفارق العمري بيننا ليس كبيراً، ومثلما كنت صديقة لابنتي سوف أكون أيضاً جدة وصديقة لحفيدتي التي أحلم بأن أراها تكبر أمام عيني، بعد أن غيرت نظرتي الى الحياة وجعلتني أشعر بسعادة أكبر، حتى أنني لم أعد قادرة على أن أبتعد عنها طويلاً، وأحب أن أكون معها طوال الوقت رغم أنها لا تزال صغيرة ولا تدرك كل ما حولها.
– لماذا أعلنت توقفك عن الكلام في السياسة؟
لم أتكلم في السياسة من قبل، وعندما أعلنت احترامي للرئيس الأسبق حسني مبارك هاجمني كثيرون، لكنني ثبت على موقفي.
والآن بدأت الحقائق تتكشف بعد سقوط حكم جماعة الإخوان، وكثيرون الآن يعبّرون عما كنت أقوله، وعموماً بعد ثورة 30 يونيو ازداد فخري بكوني مصرية، لأننا أثبتنا للعالم كله أننا لا نرضى أبداً إلا بحريتنا.
– هل بدأت التفكير في محطة نجاح جديدة؟
كل ما أفكر فيه الآن هو الحصول على راحة وإجازة أستمتع فيها مع ابنتي وحفيدتي، فأنا ابتعدت عنهما فترة طويلة خلال التصوير، حتى أنني كنت أعود إلى منزلي أحياناً بعد الفجر بسبب تكثيف التصوير، والآن أحتاج إلى إجازة وراحة أستمتع ولو قليلاً بنجاحي، وبالوجود بجوار أسرتي، وبعدها يمكن التفكير في الخطوة المقبلة.
دنيا الوطن
[/JUSTIFY]