رأي ومقالات

فتح العليم عبد الله : من طرف العريس

[JUSTIFY]نرجع لكروت اصحاب المال والتي يكون الكرت فيها فخما كبيرا لينا كأنما هو مصنوع من مشاعر الاطفال وملفوف في شكل اسطواني وداخله طبقات بعضها شفاف وآخر سميك وقبل الوصول الى الورقة الاخيرة تجد فيونكة راقية جدا علامة لسعة الافق والرزق وعندما تفض الاخيرة تجد الآتي: اسرة الملياردير ابو دجانة وآل عبد الدار اصحاب اكبر شركة تهريب بحرية يسعدهم جدا ان تشاركوهم السعادة في الاحتفال بزواج ابنهم الدكتور كذا على ابنتهم البروفيسورة كذا ثم يأتون ـ باربعة ابيات من الشعر سيء الصناعة ركيك المعنى لا يمت الى البحور والاوزان المتعارف عليها في جميع اللغات كقولهم:

العروس عيونها كبار

والعريس ولد غنيان..

العـيون عـيون حمار

والقروش قروش قمار

طافش مني ليهو زمان

العريس ولد شيطان

والعروسة ثعلبان..

بالضيوف ملأ الديوان

جاط الحركة في امدرمان

سابق خبرة في اليونان..

عزيزي القاريء ان اعترتك اية نشوة أثناء او بعد قراءتك لهذه الابيات فذلك يعني ان بك خللا نفسيا نرجو المحافظة عليه كيلا يتسع فتصبح ملوماً حسيراً. هسع في الذمة دا شعر؟! والله دا احسن منو الامتحان الذي عقد للدخول لاحدى الوزارات السيادية قبل ثمانية اشهر وألغيت نتيجته . في هذه الكروت كثيرا ما تجد قطعة حلوى بااااردة ومستوردة وقد تجد به احياناً حق المواصلات انت وبختك طبعا لو فتحته انا فسأجد عقرباً جبلية تعمل بنظام اللسع في الفؤاد قبل ان ترعاه العناية.

في آخر الكرت من الجهة اليمنى عبارة (يرجى ابراز الكرت عند الدخول لادارة الفندق) ثم على اليسار عبارة اخرى تقول: (جنة الاطفال منازلهم).

ايها الناس ، ان من يأتي لحفل ومعه زوجته حامل ومرضع وخلفها اربعة لاشك متخلف و(ريالته) سايلة ومن يدعوه ويحذره من احضار اطفاله قاسي وكل همه ان ينجح الحفل دون اية جلبة من طفل او زعيق.. واضح؟

هل تريد من هذا الاب ان يغلق بيته ويوزع ابناءه على الجيران حيث يرسل الاولاد للفرن او بيت العزابة والبنات على ثلاث اسر كريمة؟ وربما يقول في نفسه انا ذاتو زول ماداير اولادي ما حأمشي ليهو.

يا صديقي العريس ، هؤلاء هم عشيرتك وأحبابك فان كانوا من اصحاب العيال فلا تقسو عليهم، ولا تنسى انك ستنجب عيالا ولن تقبل ان تأتيك دعوة من صديق او قريب تمنع أبناءك من الحضور؟

أحمق ناس في الدنيا

يحكى أن احمقين اصطحبا في الطريق فقال احدهما للآخر تعال نتمنى على الله فان الطريق تقطع بالحديث ، فقال احدهما انا اتمنى قطيعا من الغنم انتفع بلبنها ولحمها وصوفها، وقال الآخر انا أتمنى قطيع ذئاب ارسلها على غنمك فلا تذر منها شيئاً فقال: ويحك، أهذا من حق الصحبة وحرمة العشرة! فتصايحا وتخاصما وتماسكا بالاطواق ثم تراضيا على أن اول من يطلع عليهما يكون حكماً بينهما، فطلع عليهما شيخ بحمار عليه زقان من العسل فحدثاه بحديثهما فنزل بالزقين وفتحهما حتى سال العسل على التراب وقال: صب الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين!

يا جماعة البلد دي ما فيها زول راشد؟!!![/JUSTIFY]

فتح العليم عبد الله – الرقراق
صحيفة الرأي العام