رأي ومقالات
مكي المغربي : مصر .. ندوة “العلاقات” ووقفة “الحريات”!
البرادعي رمز اللبراليين والديمقراطيين ذاته غير موقفه … ويمكن أن يغير بعض الإسلاميين إجاباتهم يوما مع بدايات المصالحة! لذلك لا أعتقد أن علاقة مصر بالسودان التي تعود إلى آلاف السنين يمكن أن تدمرها أسئلة تحتمل عدة إجابات من كل الاطراف … والإجابات ذاتها متغيرة … والرهانات متحولة وما نلح عليه حاليا كلمة واحدة … المصالحة ولا شيء غير المصالحة.
لكننا من ضمن دعاة الحرية في هذا العالم الممتد لا بد لنا من وقفة إحتجاج صريحة وعلنية ضد مقتل الصحفيين في مصر وضد إغلاق القنوات التلفزيونية وضد إغلاق الصحف … وعجبا لبعض ناشطي السودان المتناقضين الذين يحتجون على إيقاف صحف في بلد ويبررون ذلك في بلد. والحمد لله وقف الصحافيون السودانيون الشرفاء وقفتهم في صباح السبت (اليوم المفتوح للمنظمة السودانية للحريات الصحفية) ثم فتحوا الباب للسياسيين ظهرا للندوة التي تعبر عن (متغيرات) … في كل شيء إلا العلاقة بين مصر والسودان.
في هذه الأجواء الصحافية دارت احداث اليوم المفتوح بالمنظمة السودانية للحريات الصحفية وكنت رئيس الجلسة الاشد خطورة وهي مناقشة شأن مصر … بكل تأكيد كان سقف الحرية مفتوحا ولكنني أخص بالشكر ضيوف البلاد وأبناء النيل المستشار الإعلامي لسفارة مصر الأستاذ عبد الرحمن عبد الفتاح والأساتذة الاجلاء المستشار إسلام سعد حسنين والمستشار أيمن أحمد حلمي. لقد كان حديث إسلام سعد ممتازا ومتماسكا واحترمه حتى من اختلف معه وجرت بينه وبين د. إسامة توفيق وأ. سيف الدين أرباب الأمين السياسي للإخوان المسلمين مساجلة كانت قمة في الإختلاف الراقي. وكانت كلمات الختام للأستاذ ناصف تصلح محاور لعلاقات سودانية مصرية مزدهرة. أعجبني في حديث إسلام سعد أنه دافع عن مصر وأمنها دون أن يسب شخصا أو الإخوان أو غيرهم … دافع عن حكومته بوصفه ديبلوماسيا ولم تنحرف نبرته أي انحراف.
ناصف كعادته قليل الكلام ولكنه وراء هذا الإيقاع المنضبط … شكرا له مجددا.
هل تتصورون أن طاقم السفارة حضر ووواجه الانتقادات في حين أن المتحدثين السودانيين الذين يرون أن ما حدث في مصر ثورة هربوا من المواجهة![/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني