رأي ومقالات

عبد الملك النعيم أحمد : قمة البشير ـ سلفاكير وتحديات المرحلة «2 ـ 2»

[JUSTIFY] إن عدم إلتزام حكومة دولة الجنوب بما يليها في إنفاذ عدد من إتفاقيات المصفوفة قد أدى الى تعطيل الكثير من الخطوات العملية التي كان يمكن أن تجني ثمارها الدولتان ولعلي أخص بالذكر فقط مسألتي إيواء الحركات المتمردة في دارفور بدولة الجنوب ومواصلة رعايتها لما يعرف بالحركة الشعبية قطاع الشمال وقضية مؤسسات أبيي التي وردت في برتوكول ابيي الخاص في إتفاقية نيفاشا والإتفاقية الداعمة له والتي وقعت في 1102م وهي تخص إقامة البرلمان في أبيي وتأسيس الشرطة ثم الإدارة الخاصة بالخدمة المدنية وتطبيع العلاقات بين مكونات مجتمع أبيي من مسيرية ودينكا نقوك كخطوة أساسية قبل اللجوء الى الإستفتاء لسكان المنطقة تلك البنود إن وجدت إرادة سياسية قوية داخل دولة الجنوب ورأت النور منذ ذلك الوقت لما كانت هناك حاجة أصلاً للقفز فوق كل تلك الحواجز وإرتفاع أصوات بعض منتقدي دولة الجنوب من أمثال إدوارد لينو ولولا بيونق ودنيق الور الحديث عن إجراء هذا الإستفتاء خلال شهر اكتوبر المقبل الشىء الذي يتعذر عملياً على أرض الواقع فضلاً عن مخالفته للقوانين المنظمة لعلاقات الدول وخرقاً للإتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين وبرقابة أفريقية ساهمت هي الأُخرى في تأجيج النزاع حول أبيي بتقديمها مقترحاً رفضته حكومة السودان والتقطته حكومة الجنوب غير مصدقة بإقامة الإستفتاء في الوقت غير المتفق عليه وبالكيفية غير المتفق عليها أصلاً والقاضية بإستبعاد أبناء المسيرية من هذا الإستفتاء .. إن كانت تلك صورة حية لواقع عاشته علاقات البلدين ومنذ إنفصال دولة الجنوب فإن تحوَّلات كثيرة قد شهدتها الساحة السياسية ورجحت كفة مصالح الدولتين في بناء علاقة قوية وتعاون إقتصادي مثمر ينتفع منه شعب البلدين تحولات أحدثها رئيس دولة الجنوب ليس بنظر ملاءمتها لعلاقة بلاده مع السودان بقدر ما هي تصب في ترتيب البيت الجنوبي من الداخل بالقدر الذي يمكن من تهيئة مناخ أكثر ملاءمة للمضي قدماً بعلاقة بلاده مع السودان، فتشكيل حكومة جديدة في الجنوب وإقالة نائبه الدكتور رياك مشارك وفتح تحقيقات قانونية في عدد من الشخصيات النافذة في الحركة الشعبية وإعلانه عزمه على إيقاف الدعم عن الحركات المتمردة وقطاع الشمال ـ حتى إن لم يتم على أرض الواقع ـ إلا أن كل ذلك يعتبر إستعادة لإرادة سياسية جديدة لرئيس دولة الجنوب يستطيع عبرها إزالة بؤر التوتر الداخلية حتى يتفرغ لعلاقات حسن جوار آمن مبنى على المصالح الإقتصادية المشتركة مع دولة السودان، فإنعقاد قمة رئاسية بين الرئيس البشير والفريق سلفاكير في ظل هذه التحولات يعّول عليها الكثيرون بأنها سوف تنقل هذه العلاقة الى سماء أرحب في مجال المصالح الإقتصادية المشتركة والتي يجب أن تكون داعماً لمعالجة كل القضايا الأمنية الأخرى التي كثيراً ما أحدثت شرخاً في سماء هذه العلاقة.. فالفريق سلفاكير معني في هذا التوقيت بأن يوقف الأصوات النشاز التي تتحدث عن إستفتاء يجري في أبيي أو هكذا تريد هذه الأصوات في الشهر المقبل الأمر الذي يعلمه الجميع أنه غير ممكن وسيؤدي الى خلق أزمات جديدة تضاف لغيرها ولا تساعد الدولتان في إنفاذ ما تم الإتفاق عليه والتحدي الثاني هو إيقاف أي تحرشات أو إعتداءات لجيش الحركة الشعبية داخل العمق السوداني أو داخل المناطق المختلف عليها ولم يحسم أمرها بعد.. والتحدي الثالث هو تطبيق تصريحاته على أرض الواقع فيما يخص دعمه وإيوائه لما يسمى بقطاع الشمال في الحركة الشعبية بل والدفع بهم الى تجاوز هذا الفهم وليترك أبناء المنطقتين يتفاوضون مع السودان فيما يعني المنطقتين وليس بفهم ما عرف بالسودان الجديد الذي إنتهى بإنفصال دولة الجنوب.. فهل تفلح هذه القمة بوضع آلة التشريح على مكان الداء بالقدر الذي يجعل العلاج ممكناً أكثر من كونه مسكنات يزول أثرها بإنتهاء صلاحية الجرعة؟؟. [/JUSTIFY] لمتابعة قمة البشير ـ سلفاكير وتحديات المرحلة «1 ـ 2» إضغط هنــــا

قبل المغيب – عبد الملك النعيم أحمد
صحيفة الوطن