[JUSTIFY]
أفرز الدوري الممتاز إيجابيات عديدة ومتنوعة منها أنه رفع المستوى العام للعبة عما كانت عليه وهذا ما تؤكده مشاركتنا بأربعة فرق في بطولتي أفريقيا للأندية وهذا ما لم يتوفر لكل الدول فضلا عن التقدم المستمر لطرفي القمة فيهما ووصولهما لمراحل متقدمة إضافة إلى أنه جسد القومية وخطف اهتمام كل الشارع السوداني وخاصة الرياضي وباتت مواجهاته تحظى بقدر كبير من المتابعة زائدا على ذلك فقد أصبح هدفا وطموحا للأندية كافة وخاصة الولائية كما «أجبر» بعض الولاة على دعم الرياضة من واقع أنها قضية شعبية تهم الغالبية من المواطنين «هذا ما نلحظه من خلال اهتمام ولاة شمال دارفور وجنوب كردفان ونهر النيل» غير ذلك فقد كان للممتاز أثره ودوره الكبير فى صحوة منتخبنا الوطني الأول ووصوله للنهائيات الأفريقية مرتين خلال خمس سنوات يضاف إلى ذلك إسهامه في الارتقاء بمفاهيم الإداريين والحكام والمدربين فكل هذه إيجابيات وحقائق لا تقبل الجدال ولا يستطيع كائن من كان إنكارها ولكن «وفى تقديري الشخصي» أن أبرز وأهم إيجابيات الممتاز أنه أزال مفاهيم عديدة كانت راسخة وأنهى عُقداً ظلت ساكنة ووضع حدا لقدسيات وخطوط حمراء واعتقادات وهمية وهى التى كانت تتمثل فى الوضعية الغريبة التى «كان» يتمتع بها فريقا المريخ والهلال أو كما يسميهما أنصارهما «طرفى القمة أو العملاقين»، فالواقع الحالى الذى تؤكده الأرقام أن طرفى القمة لم يعودا الفريقين القويين اللذين تصعب هزيمتهما وبإمكانهما تحقيق الفوز على أى فريق يقابلهما بمعنى أنه من العادى «جدا» أن يتعرض أى منهما «للبشتنة والبهدلة» ويتلقى الهزيمة من أى فريق على عكس ما كان فى السابق حيث كانت كل المواجهات التى يؤديها المريخ أو الهلال مكشوفة النتائج حيث لا يجد أى منهما صعوبة فى تحقيق التفوق على أى منافس محلى والفوز عليه بأى عدد من الأهداف، الآن الوضع تغير تماما وبات المريخ والهلال فريقين عاديين مثلهما مثل بقية الفرق وأى منهما يمكن أن يخسر أو يتعادل بمثلما يمكن أن يفوز والنسبة واحدة فى الإحتمالات الثلاثة وإن أردنا التأكد من هذه الحقائق فعلينا مراجعة نتائج مباريات طرفي القمة خلال هذا الموسم حيث سنجد مستجدات كثيرة طرأت وهى بلا شك إيجابية وتستحق الوقوف عندها فالمريخ مثلا تعرض للخسارة من الخرطوم الوطني فى استاده وفشل فى تحقيق الفوز على هلال كادقلى فى قلعته الحمراء وفى كادقلى وتعرض للهزيمة من الأهلى شندى وواجه موقفا صعبا فى كل مواجهاته التى أداها فى الولايات أمام كل من «أهلى عطبرة وأهلى مدنى ومريخ الفاشر» وكذا الحال بالنسبة للهلال فقد تعادل فى مقبرته أمام هلال كادقلى وخسر فى شندى من الأهلى وتعادل فى عطبرة مرتين أمام الأمل والأهلى وتعادل أيضا فى مدنى مع الاستحاد بعد أن كان متأخرا بهدفين فكل هذه إيجابيات افرزتها المنافسة الممتازة وهى بلا شك إضافات جديدة وجيدة ومن شأنها أن ترفع من المستوى العام للعبة وتضاعف من متعتها خاصة وأن كل ذلك يحدث وسط ظروف غريبة وخاصيات ومميزات وإمكانيات تتوفر لدى فريقى المريخ والهلال وتنعدم فى الفرق الأخرى وهذا ما جعلنا نتناول ظاهرة تفوق بقية الفرق عليهما وكأنها تقول لهما «الكتوف إتلاحقت»، وبقراءة لحيثيات الواقع فإن الأرقام تقول أن أيا من طرفى القمة يتمتع بإمكانات فنية وبشرية ومالية هائلة ولكل منهما ترسانة إعلامية ضخمة خاصة به فضلا عن وجود أنصار لهما فى كل شبر من أرض السودان يضاف إلى ذلك فهما موطن النجوم ومصدر الشهرة ومركز الأضواء حيث يستغل كل منهما إمكاناته فى استقدام اللاعبين المحترفين أصحاب الأسماء الكبيرة ويسجلان ألمع وأجود نجوم الساحة ولكل منهما استاد خاص به وكل هذه مواصفات وعناصر مقومات لا يملكها نادٍ غيرهما وهذا هو ما يجعل الغرابة والدهشة تفرضان وجودهما عندما يتعثر احد طرفي القمة فى مباراة أمام فريق محلي.
٭ واضح أن نجوم الفرق الأخرى طردوا إحساس الدونية الذى كان يملأ دواخلهم وأصبحوا يتعاملون بمبدأ الندية ويمارسون الجرأة والإقدام ولهذا فقد حطموا الاعتقادات التى كانت راسخة وكسبوا التحدى وها هم يتفوقون على نظرائهم فى المريخ والهلال.
٭ أخيرا نرى أن تفوق الفرق الاخرى على المريخ والهلال وبرغم مراراته على أنصارهما إلا أنه أمر مطلوب وإيجابي.
٭ الضحكة الاخيرة طويلة
٭ لم تدم فرحة الهلالاب بتعثر المريخ فى كادقلى وفقدانه لنقطتين سوى ساعتين ونصف فقط، فبعد تعادل الأحمر لجأ الاخوة الهلالاب للحسابات واعتبروا أن الفارق تقلص ليصبح ثلاث نقاط فقط وبما أن هناك جولة قمة فإن الهلال سيفوز فيها وعندها سيتلاشى الفارق وتتعادل الكفة ومن بعد ذلك سيبقى باب صدارة البطولة مفتوحا على مصراعيه وشرع بعضهم فى تجهيز مفردات السخرية من المريخ وأكمل هواة الشماتة والاستفزاز من أعداء المريخ جاهزيتهم للنيل منه وسنوا السكاكين ليهاجموا بها الأحمر ولكن كانت إرادة الله أقوى، ففي اللحظة التى كان يعاني خلالها أنصار المريخ الألم والإحباط بعد تعادل فريقهم فى كادقلى وبينما كان الهلالاب فى قمة النشوة والارتياح وفريقهم متقدم حتى الدقيقة الرابعة الأربعين وفى اللحظة التى كانوا ينتظرون فيها قرار الحكم بإنهاء المباراة ليتفرغوا للشماتة من المريخ إذ بصادق الأهلى العطبراوى يقلب «الموازين والتربيزة والحسابات والمواقف» ويعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل بداية المباراتين حينما وضع الكرة فى داخل الشباك الزرقاء معلنا عن نهاية الفرحة الهلالية وفى الوقت نفسه أعاد البسمة لشفاه الصفوة ليتبدل الحال وتتغير الظروف والنفسيات وألوان الدواخل، أغلى وأحلى وأجمل هدف وهو الأكثر تأثيرا لأنه أفرح الملايين وأغضب الملايين أيضا، إنها متعة كرة القدم لعبة الانفعالات والمفاجآت والأفراح والأحزان والبهجة والحسرة.
٭ فى سطور
٭ أصبحت مشكلة الهلال وعقدته فى «الدقيقة أربعة وأربعين من الشوط الثانى» وفيها خرج الهلال من البطولة الأفريقية وخلالها أحرز هلال كادقلى هدفه التعادلى فى الدورة الأولى وبالأمس الأول جاء فيها هدف الأهلى العطبراوى الغالي والمفرح.
٭ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
٭ لماذا يتعمد الذين يضعون البرمجة منح الهلال ميزة اللعب على نتيجة المريخ؟ فالملاحظ أنه وفى المباريات المهمة والمصيرية كافة يلعب المريخ قبل الهلال وبالطبع فإن فى هذه الوضعية ميزة إضافية للهلال.!
٭ وبعد انتهاء جولتي طرفي القمة أول من أمس فإن المريخاب هم الأكثر سعادة وبالمقابل فإن المشجعين الهلالاب يعانون الألم ويعيشون الحسرة والندم.
٭ مباراة القمة «إن أقيمت فى موعدها المحدد» فستكون نتيجتها حاسمة للبطولة خاصة إذا فاز المريخ. [/JUSTIFY]
بلا تحفظ – مجذوب حميدة
صحيفة الصحافة