رأي ومقالات

عمر الشريف : غدا تضرب سوريا !!


المتابع للسياسة العالمية والقرارات الامميه فى العشرون عاما الماضية يرآها تسير عكس ما يتوقع سكان العالم العربى والاسلامى ، العالم العربى والاسلامى الذى تفكك كثير ورجع للوراء عشرون عاما يحتاج الى مثلها ضعفين ليصل لما وصلت له بعض من دوله مثل تركيا وماليزيا من ناحية اقتصادية وسياسية . لقد ضربت غزه بكل انواع الاسلحة المحرمه دوليا ورغم ان الحرب لم تكن متكافئة بن الخصمين وامكانياتهم لكن ظل عالمنا صامتا بينما دافع الغرب لحليفه بانه ( يدافع عن نفسه ) لان صواريخ القسام التى انفجرت داخل اسرائيل ولم تصب احدا او العمليات الانتقامية التى قتلت عدد لا يتجاوز اصابع الايدى من شعب اسرائيل قابله قتل الالاف من ابناء واطفال ونساء الشعب الفلسطينى . كما الزمنا الغرب بأن نختار احد الفريقين ، فريقهم ام فريق ما يسمى بالارهاب وهنا انقسمت دولنا لان وحدتها غير مترابطه وكلمتها مختلفة . ضُرب العراق وحتى اليوم ينزف دمه بحجة اسلحة الدمار الشامل التى ظهرت الحقيقة بأنها أسلحة البترول والتقسيم واشغال المسلمين عن دينهم وقبلها حرب افغانستان بحجة الاسلام الارهابى لانهم طبقوا شريعة الله وحرب اليمن والباكستان وخططوا للربيع العربى الذى شمل تونس ومصر وليبيا وقبله تقسيم السودان الذى نجحوا فى الخطة الاولى وساعيين للخطة الثانية والثالثة بتقسيمه للاربعة دول وليس ببعيد ان يلحق ذلك باقى دولنا العربية .
لم تستطيع منظمة العالم الاسلامى او المؤتمر الاسلامى او الجامعة العربية ان تجمع شمل الامة وتحافظ على اسلامها وكيانها فى ظل الظروف الراهنه . اليوم اوغدا تضرب سوريا وليس القيادة الحاكمة ولكن سوريا الشعب والارض وتدمر البنية التحتية ويموت اطفالها وشعبها من اثار الضرب وينهار اقتصادها لكننا لم نتعلم من اخطائنا وتجاربنا لان العراق وليبيا ومصر مازل دمهم ينزف ولم نرى ديمقراطية ولا استقرار ولا أمن ولا رخاء حتى اللحظة فى تلك الدول كما خدعنا الامريكان والغرب .
يأمة العروبة وأمة الاسلام انتبهوا لقد ضاع منكم الصومال وبورما والبوسنة وافغانستان وانتم مشغولين فى شراء السلاح لضرب بعضكم ومشغولين فى اللهث وراء لقمة العيش وعيشة الرفاهية ودول الغرب وحدة عملتها وموقفها من القضايا الراهنه واتفقت على قرارات مجلس الامن والجنائية ضدكم وتناور ايران لضربكم حتى يخرجوا بأقل خسائر مادية او بشرية لتقسيم دولكم وتفريق جمعكم ان كان لديكم جمعا وقد نجحت فى تقسيمكم وتفرقكم وهى الآن تغزوا عقول شبابكم بوسائل التكنولوجيا الحديثة بالفساد والاباحية وضياع الوقت لان شبابنا لم يجد التوعية الاعلامية والاسرية والمجتمعية ليستغل تلك التكنولوجيا ويوظفها فى نشر وجذب شباب الغرب للاسلام وتعاليمه السمحه وعكس الحقيقة لتلك الشعوب التى تتابع الاف القنوات بالاخبار والافلام التى تظهرنا نحن ارهابيين حسب تفسيرهم لكلمة الارهاب بينما اعلامنا وقنواتنا تبث المسلسلات ونقل المباريات الغربية والبرامج المنفره لمشاهديها . لقد توقفت الاعمال الخيرية والمساعدات الانسانية بحجة دعم الارهاب واتجهنا لشراء السلاح لقتل بعضنا واصبح بعضنا يكره بعض وكل منا يرى نفسه على حق وأن التسامح الاسلامى هو الخضوع للغرب واتباع سياسته ومن يخالف ذلك السجون اولى به وأن قتل اخوانكم مباح لانهم لايريدون استقرارا ورخاء ونماء كما صوره لهم الاعداء وغدا نجد ثوره او تقسيم لدولة أخرى حتى يكثر عدد دولنا وتضعف قوتها ووحدتها ويصدق فيكم قول الله عز وجل : : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ الشورى:30 او كما قال صلى الله عليه وسلم : عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ” .
عمر الشريف