تحقيقات وتقارير

الحركات والطريق المسدود

[JUSTIFY]في ندوة بمدينة «نيويورك» الأمريكية تحدث السيد جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة أمام عدد من ألوان الطيف السياسي السوداني في الأسبوع الماضي عن الوضع الراهن في هذا الوطن، مؤكداً أن عدم الاستقرار في السودان تسببت فيه الأحزاب الكبيرة التي حكمت البلاد بعد الاستقلال، مشيراً إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة، مبيناً للحضور أن الجبهة الثورية التي هو احد أضلاعها الثلاثة مع الحركة الشعبية «قطاع الشمال» بجانب جماعة عبد الواحد محمد نور قد ماتت «إكلينكياً» بعد أن فشلت في استقطاب الأحزاب السياسية المعارضة لنظام الحكم في الخرطوم.

وقال إن مشكلة أحزاب السودان تكمن في غياب الديمقراطية وحملها الفشل في إدارة شؤون السودان دون أدنى إشارة للأنظمة العسكرية الانقلابية التي حكمت البلاد قرابة الخمسين عاماً ، في حين ان الحكم الديمقراطي لم يتجاوز العشر سنوات منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا. فالفريق عبود انقلب على الحكم الديمقراطي عام 1958م لست سنوات، ثم المشير جعفر نميري في مايو 1969م لستة عشر عاماً إلى أن جاءت الإنقاذ العسكرية في العام 1989م وظلت في الحكم منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ،وأنا استغرب كثيراً حينما يتحدث شخص مثل جبريل إبراهيم عن الديمقراطية والحريات ويكيل ذلك الهجوم على الأحزاب السودانية دون أن ينتقد نفسه بشفافية ويحكي للحضور عن تجربته في العدل والمساواة والجرائم اللا إنسانية التي ارتكبها في حق الأبرياء من أبناء دارفور المسالمين الشرفاء بعد أن تلطخت يداه بدماء المسالمين الذين جنحوا للسلم بأغلبية الديمقراطية «الميكانيكية» في داخل أجهزة حركة العدل والمساواة ، وكان مصيرهم القتل والتصفية الجسدية في داخل الأراضي التشادية في رفض واضح وفاضح لجبريل إبراهيم للديمقراطية كمنهج وسلوك حضاري ومن الذي قتل الأبرياء في قرية « أبوكرشولا » ومن الذي أهدر دماء جنود الأمم المتحدة حافظي السلام في دارفور غير جبريل إبراهيم الذي يعتبر بكل المقاييس الدولية مجرم حرب يسعى بكل جرأة في ندوة «نيويورك» للحديث عن الديمقراطية والأحزاب السودانية.

صحيفة الرأي العام
محمد المعتصم حاكم[/JUSTIFY]