طه كجوك

غالية أيتها السُميراء


غالية أيتها السُميراء
التحية الخالدة لتراثنا السوداني الذي لم يكن يتناسى القيمة الجمالية للمرأة بل توارثت حواء السودانية بعض الثقافات التي تختص بجمالها من خالص المواد الطبيعية التي لا يتراهن عليها اثنان، ولكن في ظل المستحدثات التي يبحث فيها الإنسان عن الأفضل أتتنا على رِكابها سموم ومواد مسرطنة وهي التي تستخدم في مواد التجميل فهذه من أعظم الأخطار التي تلاحق المرأة وتنهش في صحتها، غلفت هذه السموم والمواد المسرطنة في علب على أشكال دائرية وبيضاوية تناسب ذوق المرأة ومن ثم طُبع على ملصقاتها من الخارج بجانب الفوائد بعض النقوش والرسومات التي يلِين لها ذوق المرأة وتصرع إرادتها وعزيمتها لتهوي في استخدامها دون أن تنظر في المكونات التي صنع منها (الكريم) إذ أنها تستغفل النظر إلى المكونات عُنوةً حتى لا تتراجع عن استخدامه، فالمواد التي تصنع منها الكريمات جُلها من مواد كيميائية ومواد أخرى لم تُقصص في المكونات لِما تحمله من أخطار عظيمة وهذه المواد تُخلف أمراض طويلة المدى فاللذين يعكفون على صناعة مواد التجميل غالبيتهم ينطوُون تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة لذا يبذلون كل ما في وسعهم لتسجيل أفضل النتائج لمنتجاتهم لتجد استحسان السوق أو الشهرة دون النظر في خطورة هذه المواد. حواء السودانية جميلة بجمال روحها ورِقة مشاعرها وبِعفتها وببطولاتها وبمشاركتها للرجل هموم الحياة. فلا تصغي آذانك للخدعة الإعلانية التي تزيّن لك السموم والمواد المسرطنة التي تفك شفرات السمرة واستبدالها بالبشرة البيضاء المخملية المصطنعة التي ستأخذ من صحتك ومن أمومتك أكثر مما تعطيك، إذ أن سمرتك لا تشكل نعره شعبية لأن هذه هي أصولنا التي نعتز بها.

أسعدي نفسك أيتها السُميراء الأصيلة فالرجل السوداني مفتُون بجمالِك الطبيعي دون إضافات كيميائية وهو الذي يلهث خلفك ويسرد أشعاره ويغنى بمزماره ليعبر عن شجونه ومدي حبه لهذه السمرة لأنه يعرف مركباتك الداخلية التي تجسدت فيها العفة والجمال الروحي والذوق الرفيع، فأنتي غالية في نفوسنا، لذا زودي عن نفسك من من هذه المزالق وإن كان ولا بد فتوخي الدقّة في معرفة المكونات لتتجنبي المخاطر فهناك تركيبات من المواد الطبيعية التي ليس لها آثار جانبية ونتائجها فعاله.

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]