رأي ومقالات

الصادق الرزيقي : هؤلاء «…» تطاردهم الخيبات واللعنات ، ولا يمثلون أيَّ وزن سياسي أو شعبي

[JUSTIFY]بدأت زعانف الحركة الشعبيَّة خاصة منسوبي قطاع الشمال بعد بيات طويل وغيبوبة واجمة، تتحرك في العاصمة المصرية القاهرة، وتحاول الاصطياد في المياه العكرة، بعد أن ضمنت أنَّ السلطات الانقلابيَّة الجديدة في مصر قد سمحت لها بفتح مكتبها ومزاولة نشاطاتها التآمريَّة ضد السودان..

وشهدت نهاية الأسبوع الماضي، تحرُّكات مكثفة لقطاع الشمال في الحركة الشعبيَّة، حيث عُقد اجتماع مع مجلس العلاقات الخارجية المصري، وهو واجهة غير رسميَّة، تعبِّر عن توجُّهات الدولة المصريَّة وليست بعيدة عن المخابرات، ضم من جانب الحركة الشعبية قطاع الشمال رئيس مكتبها بالقاهرة نصر الدين كوشيب ، بجانب أيوب آدم يحيى سكرتير عام المكتب بالقاهرة وحاتم الأنصاري مسؤول الإعلام وفائز السليك عضو الحركة ونائب رئيس تحرير صحيفة «حريات» ونائب رئيس التحرير في صحيفة «أجراس الحرية» السابقة في الخرطوم لسان حال الحركة الشعبيَّة قبل انفصال الجنوب، وعبد المنعم الجاك وهو كاتب صحفي وكادر يساري معروف انضوى تحت لواء الحركة الشعبيَّة وكان تلميذًا نجيباً لمعلمه ومُلهمه الأكبر الحاج وراق..

ومن الجانب المصري في مجلس الشؤون الخارجية ، حضر اللقاء أمين شلبي المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجيَّة ومحمد عبد المنعم الشاذلي سفير مصر الأسبق لدى السودان والسفيرة منى عمر عضو المجلس والسفير أحمد الجمال، ورتَّبت اللقاء ونظَّمته وأدارته الدكتورة إجلال رأفت أستاذة العلاقات الإفريقية بجامعة القاهرة، واليسارية المصرية المعروفة المتعاطفة مع الحركة الشعبية ودولة الجنوب والتي تكنُّ عداء طائشاً وأهوج ضد السودان.

وحاول وفدُ الحركة الشعبيَّة وهو يشرح تاريخ علاقته بمصر ووجوده فيها منذ التسعينيَّات من القرن الماضي وعلاقته ببعض القوى السياسيَّة المصريَّة خاصَّة التيَّارات العلمانيَّة واليساريَّة، إلا أنَّ الغرض من اللقاء كان لتدشين التعاون الجديد بين الحركة الشعبيَّة والنظام الانقلابي في مصر ، فقد شنَّ وفد الحركة هجوماً عنيفاً خلال الاجتماع على ما أسموه التجربة الإسلامويَّة في السُّودان ومصر وهنأوا الطرف المصري بإسقاط تجربة الإخوان المسلمين في مصر التي اعتبروها خطرًا كان مُحدقاً بهُويَّة مصر وحضارتها ، وطالبوا بمواصلة الجهود لاحتواء الخطر الإسلاموي كما قالوا الذي لا يزال ماثلاً في ظل الدعم المتواصل من نظام الخرطوم والحركات الإسلاميَّة، كما طالبوا بدعمهم خاصة عبر المنافذ الإعلاميَّة المصريَّة وإفساح المجال في مصر للقوى الديمقراطيَّة السودانيَّة لطرح رؤاها وتصوراتها في الفضاء المصري..

أمَّا الطرف الآخر في مجلس الشؤون الخارجيَّة المصري، فقد أعرب عن استعداده للتعاون مع الحركة الشعبية في كل الأصعدة!! وفتح منافذ الحوار مع كل الجهات المعنيَّة بالتحول الديمقراطي في السودان مع التعبير عن الاهتمام البالغ بالشأن السُّوداني..

هذا اللقاء هو تدشين لعمل مكتب الحركة الشعبيَّة الذي لم ينقطع وكانت ترعاه طيلة الفترة الماضية المخابرات المصريَّة حيث لم توقف نشاطات الحركة الشعبيَّة وحركات دارفور المسلحة حتى في عهد الرئيس محمد مرسي، وكانت جهات مصريَّة عديدة في مؤسَّسات الحكم ترعى وجود الحركة الشعبيَّة والمعارضة المسلحة السُّودانيَّة وتوفِّر لها الدعم والسند ويُقيم عددٌ كبير من كوادرها وعناصرها في شقق توفرها لهم أجهزة الدولة المصرية، دون أدنى مراعاة إلى العمل الكيدي والعدائي الذي يتمُّ ضد السُّودان.

إذا كان بعضُ السُّودانيين وهذا ديدن وسلوك أعضاء الحركة الشعبيَّة، قد باعوا أنفسهم ورضُوا أن يكونوا صنيعة لدى المخابرات تحرِّكهم متى ما شاءت وتوظِّفهم لطعن بلادهم في ظهرها، والتعاون حتى مع الشيطان نفسه، فإنَّ مصر لن تكسب شيئاً من هذا العمل غير نفور الشعب السُّوداني من هذا التآمر والعداء الفاضح..

وتعلم مصر قبل غيرها أنَّ الحركة الشعبيَّة الحاكمة في الجنوب وتابعها قطاع الشمال الذي يجتمع المجلس المصري للشؤون الخارجيَّة مع مكتبها بالقاهرة، تعمل ضد مصالح الشعب المصري وأمنها القومي ودون الناس موقف الحركة الشعبيَّة وحكومة الجنوب من مياه النيل أو العلاقة مع العدو الصهيوني وأهدافه والإستراتيجية في المنطقة التي هي في نهاية الأمر تتصادم وتتقاطع مع مصالح مصر وأمنها..

هنيئاً لهم بهذه المجموعات العميلة التي لن تهزّ شعرة في السُّودان، فهؤلاء تطاردهم الخيبات واللعنات، ولا يمثلون أيَّ وزن سياسي أو شعبي يمكن أن يخدم هدفاً لأسيادهم الجدد.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. عنوان المقال في الصحفة الرئيسية ينسب المقال للكاتب اسحاق أحمد فضل الله وعند فتح الرابط يتضح أنه الصادق الرزيقي .