عبير زين : مِن ملاوي .. دروسُ في التقشف!
جويس باند وهي أول إمرأة تتولى منصب رئيس الدولة في ملاوي و ثاني إمرأة تتولى منصب رئاسة بلد أفريقي بعد رئيسة ليبيريا( إلين جونسون سيرليف)، تولت المنصب بعد الإعلان عن وفاة الرئيس (بينجو وا موثاريكا) وذلك لكونها نائبًا للرئيس، وقد كان لها نشطات مقدرة فى مناصرة قضايا المرأة والمناداه بالمساواه مع الرجل، إذ ترأست جمعية اسمتها (من أجل تحرير النساء) عملت من خلالها على نشر تعليم الفتيات ثم بدأت مشوارها السياسي من خلال ترشحها وفوزها بمقعد في مجلس النواب عينت بعدها وزيرةً للمساواة بين الجنسين، ويبدو أن المساواة كانت شِعاراً ومبدأً لجويس طيلة نشاطاتها السياسية والإجتماعية وحتى بلوغها القمة الرئاسية.
ملاوي تلك الدولة الصغيرة المحشورة في شرق أفريقيا بين زامبيا وتنزانيا و موزنبيق تُعيد لنا ضرب الأمثال، فهي تعتبر من بين أقل بلدان العالم نمواً إذ يستند اقتصادها بشكل كبير على الزراعة ويتوزع سكانها على الريف إلى حد كبير وتعتمد حكومة ملاوي اعتماداً كبيراً على المساعدات الخارجية لتلبية احتياجات التنمية، وهي على ضعفها و قلة حيتلتها تضرب لنا مثلاً في القيادة الرشيدة من خلال تصرف رئيستها جويس باند التي إتخذت إجراءات في محاولة منها لمواجهة الأزمة الاقتصادية، إذ قامت بتقليص راتبها الشهري بنسبة 30 في المائة وتعهدت ببيع 35 سيارة مرسيدس تستخدمها حكومتها، و باعت طائرة خاصة كانت مملوكة للرئيس السابق (وان موثاريكا بينجو) بمبلغ 15 مليون دولار تنوي صرف ثمنها في توفير طعام للأفواه الجائعة في البلاد وإنتاج البقول التي ستفي لإطعام أكثر من مليون شخص يعانون الفقر المدقع.
تُعاني دولة ملاوي من واقع أليم وفقر مدقع فهي تئن تحت وطأة عوامل الحياة المنخفضة جداً مع ارتفاع معدل وفيات الرضع و إرتفاع معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وهو ما يستنزف القوى العاملة والنفقات الحكومية، بالإضافة إلى أنها عانت كثيراً من الصراع القبلي في الماضي القريب الذي تراجع بحلول عام 2008 وبدأت الهوية الملاوية بالتشكل، فقد تكونت من هجرة مجموعة ضئيلة للغاية من الصيادين وجامعي الثمار ثم جاء إليها البانتو من الشمال حوالي القرن العاشر.
مع هذا الواقع الهزيل والتاريخ الهش لدولة الملاوي لم يكن من المتوقع أن تتخذ رئيسته إجراءات تقشفيه تطبق على نفسها وحكومتها أولاً، فالحال ميئوس منه ولن يكفي لإصلاحة بيع مائة طائرة ولا تخفيض راتبها وكأنها تُلقي بجرة ماء على نهرٍ جارٍ لن تزيد ولن تنقص منه شيئاً، ولكن العِبرة بالمبدأ و الثبات عليه وهي بذلك قد نالت شرف المحاولة وضربت مثلاً لرؤساء الدول الذين ينادون بتخفيض النفقات ورفع الدعم ويرفلون فى سندس وإستبرقٍ من العيش الرغيد!
همسات – عبير زين
في المركز الخامس والأخير الرئيس المصري محمد مرسي. ذكرت المجلة أنه من المبكر الحكم علي الرئيس مرسي؛ ولكن الدستور الجديد يعزز حكمه، وخاصة أنه يضع بعض القيود على الصحافة والمعارضة، لافتة إلى أن ما حدث أمام قصر الاتحادية من ضرب وخطف المعارضين ما هو إلا وسيلة ضغط منه حتى يتم إسكات المعارضة عن انتقاداتهم للدستور. وقالت إن سياسة جماعة الإخوان المسلمين مازالت تتخبط لأنهم ما زالوا مصدومين من الوصول المفاجئ للسلطة.
[SIZE=5]غريبة اغرب من الشيطان ذات نفسه ..[/SIZE]
لم تقل لنا الكاتبة كم وفرت هذه الرئيسة ولا حجم التغير في معدل النمو حتي نحكم لها الى عليها !