رأي ومقالات

أم وضاح : رومانسية سودانية!!


[JUSTIFY]الساعة خمسة صباحاً:

ومحمد أحمد يصحو من نومه يا فتّاح يا عليم يا رزّاق يا كريم ويتجه للماسورة ليتوضأ للصلاة فيجدها أي الماسورة.. لم تصحُ من نومها بعد وهي تشخر تشخر من غير ماء.. ويتجه طوالي نحو البرميل ويجده فاضي فيبدأ سخطه في الاندياح ويلكز المدام بيده قائلاً يا مرة البرميل ده فاضي مالو؟.. فتقول بنصف عين مفتوحة والله لي الساعة واحدة أنا صاحية حبة موية ما جات.. المهم «يجازف» محمد أحمد حبة موية من الحفاظة ويؤدي فرضه وما أن بدأت الشمس تصحو وحركة الأولاد تدب في البيت إلا وبدأت الطلبات.. أبوي زيد لينا حق الفطور وحق المواصلات لأنه الأسعار ارتفعت.. ويبدأ محمد أحمد في سيل من الهمهمة يا اولاد أجيب ليكم قروش من وين؟.. وانتِي ذاتك يا مرة الله ينعلك.. والدة ليك ستة أصلك دايرة تعملي ليك فريق كورة.. المهم محمد أحمد «يجازف» القريشات ويبدأ في الاستعداد للذهاب للخرطوم فتلحقو الولية قائلة يا محمد أحمد يعني ما عندنا عيش والسكر كمل ودايرة لي زيت وحق المواصلات عشان ماشة أودع زينب أختي.. فينظر إليها زي الشاف ليهو شيطان ويقول ليها الله ينعلك وينعل زينب أختك.. فترد «هسي زينب ذنبها شنو».. ويواصل قائلاً أجيب ليك حق ده كله من وين؟! في زول قال ليك بالليل شغال حرامي.

الساعة عشرة:

محمد أحمد يسأل عن ساندوتش الطعمية للفطور فيقول ليهو صاحب المطعم الساندوتش بي خمسة جنيه فيبدأ بالسباب ويقول الله ينعل المرة دي هسي كان سوت لي عيشة فيها سم هاري ما أخير من الخمسة جنيه دي.

الساعة ثلاثة ضهراً:

محمد أحمد يتجه إلى المواصلات عائداً من عمله ويبدأ في المدافرة والجرجرة وأخيراً يجد مقعداً شاغراً في الحافلة وقبل أن يجف عرق المدافسة يقول ليهو الكمساري يا عمك التعريفة زادت المشوار بي (1200) وطوالي محمد أحمد يقول الله يجازي المرة دي هسي كان ما نقتها واتأخرت مالك وكنت وين الواحد كان يبيت في الشغل إن شاء الله مع الغفير بدل ما يجي بالمواصلات.. ويصل محمد أحمد للبيت وتقول ليهو المدام قبل ما يبلع ريقه دايرين عيش بي خمسة جنيه عشان عيش التلاتة جنيه ما بكفي وفي سره وبصوت يشبه الانفجار يقول إن شاء الله تاكلوا السم أنا بعد ده إلا أبقى حاوي!!

الساعة سبعة مساء:

محمد أحمد يعاين للتلفزيون تجيهو ابنته الكبرى وتقول ليهو يا أبوي عرس إيمان بت جيرانا قرب ودايرة لي (350) جنيه أشتري فستان.. فيشب محمد أحمد في رقبتها قبال تكمل حديثها قائلاً يا بت يعرس ركبيك أجيبب ليك (350) جنيه لي فستان أنتِ قائلة نفسك نانسي عجرم أمشي ألبسي من هدومك القديمة.

الساعة تسعة مساء:

ومحمد أحمد يداعب النوم عيونه تسأله أم العيال بصوت هامس محمد أحمد عليك الله الصباح دبر لي زي خمسين جنيه دائرة أتحنن لعرس إيمان.. وفجأة تطير النومة ويتوهط محمد أحمد في نص السرير ويقول ليها يا مرة المتحننة ليها شنو؟.. أنتِ طلقانة!

٭٭ كلمة عزيزة:

أعجبني جداً الحديث الشجاع والمحترم الذي قاله دكتور معز حسن بخيت عبر برنامج الصالة بفضائية أم درمان.. والحديث كان شجاعاً بنبض الشارع لكن السؤال المهم ودكتور معز واحد من المنتسبين للمؤتمر الوطني وأعتقد مثله كثيرون لا يصل رأيه لصناع القرار إذا كان لا يصلهم نبض الشارع.
٭٭ كلمة أعز:

لا أدري من هم الأغنياء الذين توهمنا الحكومة أنها تحاربهم والرأسمالية الوطنية الحقيقية التي نعرفها منذ القدم هي الآن خارج السباق الاقتصادي بدلالة أن المنطقة الصناعية ينعق فيها البوم!
[/JUSTIFY]

أم وضاح
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. ام وضاح ليك كل المعزة رغم اختلافي معك كثيرا في ماتكتبين وتقديمين الا ان مقالك اليوم لامس جرحا نازفا فيناورغم انك اضحكتني كثيرا ولكن شر البلية ما يضحك وهذا حال كثير من بيوتنا-لك الود والتقدير

  2. يا أم وضاح أنتِ تسألين وأنا أجاوبك:- ((لا أدري من هم الأغنياء الذين توهمنا الحكومة أنها تحاربهم؟))…. واحد [COLOR=#FF7300]منهم عبد الرحيم حمدي[/COLOR](( والرأسمالية الوطنية الحقيقية التي نعرفها منذ القدم هي الآن خارج السباق الاقتصادي ))…… وهو ليس من الرأسمالية الوطنية الحقيقية!!!وكتيرين زيه ولكنهم (مؤتمر وطني فقط) في إعتقادي أنا شخصياً.