رأي ومقالات

د.عبدالماجد عبدالقادر : حِِيريبْنا في حِتَّتَو!!!


[JUSTIFY]تقول الطرفة إن أحد أهلنا الجعليين كان قد دخل في نزاع مع أخيه بسبب توزيع الورثة التي ورثوها عن أبيهم… وطال النزاع بينهم… ولم تحسمه المحاكم ولا جلسات الوساطة الأسرية… وأدى الأمر إلى أن يدخلوا في »مقاطعة« طويلة الأمد وظلوا »متحاربين« متخاصمين لا يزورون بعضهم بعضاً ولا يسألون عن أحوال بعضهم.

ويبدو أن أكبرهم سناً جاءه من يطلب يد ابنته للزواج.. وتقرر تحديد يوم عقد الزواج قريباً. وكان لا بد من أن يقوم هذا الأخ بدعوة أخيه على الرغم من المشكلة القائمة بينهما وقام بتقديم الدعوة لأخيه عبر بعض الوسطاء الذين كانوا يسعون بين الطرفين بغية إصلاحهم… والرجل قبل الدعوة.. وذهب إلى حيث يقام عقد الزواج.. وحمل معه »خروفاً وحلاوة«… وعندما أكمل المأذون مراسم العقد قام الأخ وقال بصوت عالٍ وسط كل الحضور مخاطباً أخاه صاحب الدعوة: »شوف يا حاج محمد نقول ليك ألف مبروك لكن يا خوي حِِيريبْنا في مَحلُّو.. وإن شاء الله ربنا يوفق العرسان لكن حِِيريبْنا برضو في حِتَّتَو«.. وبالطبع كانت نكتة ضحك عليها الحاضرون وصارت مثلاً لكل خصام يجبر أهله على التواصل ثم الاستمرار في الخصام بعد مرور فترة الهدنة الإجبارية التي تفرضها الأعراف والملابسات الظرفية.

ولعل ما صرحت به رئاسة الجمهورية من أن حكومة السودان تصرّ على ممارسة حقها في حضور اجتماعات الأمم المتحدة يظل أمراً شبيهاً بما حدث لحاج محمد وأخيه، حيث سيكون موقف الإدارة الأمريكية أقرب إلى موقف عمكم صاحب عقد الزواج… فالإدارة الأمريكية مشكلتها الأولى أنها ليست عضواً في المحكمة الجنائية.. وعليها أن تستقبل الرؤساء حتى المطلوبين لهذه المحكمة.. ومشكلتها الثانية أن القوانين المنظمة لأعمال الأمم المتحدة تقول بأن مدينة نيويورك وهي المقر الرسمي للأمم المتحدة تعتبر أرضاً دولية محايدة لا سلطة لأمريكا عليها.. وعليها أن تستقبل في أرضها كل أعضاء الأمم المتحدة، حيث أن الأمم المتحدة كان من الممكن أن يكون مقرها في روسيا أو إيران أو حتى بوركينا فاسو أو السودان… ولهذا فقد جرى العرف على حيادية تلك الأرض أينما كانت.

وتقول الأخبار المتداولة إنه قد تمّ إدراج خطاب السودان الذي يفترض أن يقدمه رئيس الجمهورية من ضمن أجندة الاجتماع، وأجرت الحكومة السودانية الاتصالات اللازمة لتحديد خط سير الطيران الرئاسي، وبقي أن تخرج الإدارة الأمريكية من الورطة، إما أن تمنح رئيس الجمهورية التأشيرة اللازمة للدخول لأراضيها.. وبهذا تكون قد »خرقت« ما كانت تدعو له الآخرين من مضايقة السودان باستعمال كرت المحكمة الجنائية.. أو أن ترفض منح التأشيرة وهذا ما قد يضع السودان في موقف استعمال حق المعاملة بالمثل كأن يقوم بطرد الطاقم الأمريكي الدبلوماسي كله من الأراضي السودانية وفقاً للأعراف المتبعة في مثل هذه الحالات… وإن تمكن الرئيس السوداني من السفر إلى أمريكا فسيكون عصياً عليها أن تعتقل رئيس دولة عضو في الأمم المتحدة جاءها بيد بيضاء ووفقاً للأعراف الدبلوماسية وبدعوة صريحة من الأمين العام للأمم المتحدة وبتأشيرة دخول منها… وإن هي لم تعتقل الرئيس السوداني فإنها سوف تثير الكثير من »الكواريك والجوطة« في أوساط اللوبي الصهيوني ومجموعة »كلوني«… وقد يبقى أمام الإدارة الأمريكية فقط أن تثير بعض المنظمات والأفراد وتحفّزهم للتظاهر مثلما ذكر السيد الرئيس فيقومون بالهتاف ضده وضد السودان وقد يصل بهم الأمر إلى »التفليع بالبيض الفاسد« أو »التفليع بالحجارة« مثلما فعلوا في مناسبات سابقة وبإيعاز من اللوبيات الأمريكية.
وربما أن السيد الرئيس قد يتمكن من الوصول إلى نيويورك والإقامة في فنادقها و»القدلة« في شوارعها ثم إلقاء خطابه في الأمم المتحدة ليحدثهم عن السياسة الأمريكية التي تكيل بمكايلين والتي تقوم على إرهاب الدول الضعيفة والحظر الاقتصادي ونشر الكراهية بين الشعوب واحتقار الرؤساء الأفارقة… ثم أن الرئيس قد لا ينسى أن يذكرهم في نهاية خطابه قائلاً: »يا جماعة حِِيريبْنا في حِتَّتَو… ويا جماعة حِِيريبْنا في مَحلُّو«… وسنبدأ مع الأمريكان من حيث انتهينا مثل ما اتفق حاج محمد مع أخيه حاج مختار على أن يظل »حِِيريبْهم« في محله.. ويستمر »»حِِيريبْهم في حتتو« بعد أن أجبرتهم الأعراف السائدة على التصالح مؤقتاً.[/JUSTIFY]

د.عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد

  1. نتمنى ( يادكتووووور) تمشى مع البشير وهو ذاهب للمحكمة الجنائية ( أقصد الامم المتحدة ) علشان نرتاح منك ومنو

  2. “يتمنعن وهن راغبات” هؤلاء هم الكيزان لمن لم يخبر خفاياهم، يغازلون الشيطان الاكبر ليلا ويلعنونه نهارا، ينتفشون طربا لدعوة نافع لزيارة امريكا ثم يسفهونها بعد صرف النظر عنها من قبل الشيطان الاكبر. ينامون وهم يحلمون ولو بنظرة من الشيطان الاكبر ثم لا يتورعون صبيحة الغد من اتهام امريكا بكل اخفاقات الانقاذ من انهيار السكة حديد ومشروع الجزيرة وسقوط الطائرات وفضيحة سكر النيل الابيض وربما حتى مجئ الانقاذ للحكم واغتيال الشهيدة عوضية عجبنا. وهاهو كبيرهم يواصل مسلسل مناوراته الصبيانية ابتداء من اكاذبيه بعدم رغبته في الترشح لولاية عاشرة وليس انتهاء بمسرحية عبور الاجواء السعودية خلسة “بغرطسة” السعوديين الذين ردوا طائرته من أجوائهم بكل استخفاف وهاهو اليوم يطلب تأشيرة امريكا والكل يعلم علم اليقين بانه لو منح التأشيرة لما عبر الاطلسي ولو ركبو عليه الف الف بشير .. فليس للرجل الا التجول في زوايب العالم الثالث وهو يتلفت يمنة ويسرى.