تحقيقات وتقارير

” متناقضات ” حزب الأمة القومي

[JUSTIFY]حزب الأمة القومي حزب ملئ بالمتناقضات التي تجعل كل متابع للسياسة في السودان يصاب بالدوار إن حاول أن يفهم مرامي قادة التنظيم.

فعندما اندلعت الاحتجاجات التي أعقبت زيادة المحروقات وتطبيق الحزمة الاقتصادية الأولي إتخذت من مسجد ود نوباوي الذي يعتبر معقلاً لأنصار المهدي، ومنتسبى حزب الأمة منصة للإقلاع فما كان من الحزب إلا وأن أصدر قراراً بمنع خروج المظاهرات من المسجد على الرغم من دعوته المتكررة للشعب للخروج إلى الشارع والثورة ضد النظام.

وأبان المشاورات التي كانت تجريها الحكومة لاستمالة بعض الأحزاب المعارضة بالمشاركة، كان الصادق المهدي يؤكد رفض حزب الأمة القومي للمشاركة في النظام ولا يزال يكرر ذلك على الرغم من أن التشكيل الوزاري يضع أبنه العقيد عبد الرحمن في كابينة قيادة الدولة.
الصادق المهدي دائماً ما يكيل اللوم على جهاز الأمن والمخابرات الوطني، ويتحدث كلما يجد فرصة عن بيوت الأشباح ولا يترك مخاطبة إلا ويكيل فيها ما يكيل للجهاز على الرغم من أن طاقم حمايته مكون من عدد من منتسبي جهاز الأمن الوطني تصرف عليهم الدولة ويقودهم أبنه البشري.

في مارس الماضي وقع نصر الدين الهادي المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي على اتفاق مشترك في كاودا مع الحركة الشعبية، والاتحادي الأثل بهدف إسقاط النظام، وإيجاد خارطة طريق لتوحيد القوى السياسية المعارضة في جبهة موحدة للإجماع والديمقراطية، وإقامة نظام جديد قائم على أساس المواطنة المتساوية في إعقاب زوال نظام الإنقاذ.

لكن سرعان ما تبرأ المهدي من الانضمام لهذا التحالف الذي عرف بالجبهة الثورية لكنه في ذات الوقت أكد أن نصر الدين عضواً في قيادة الحزب.

الدكتورة مريم الصادق نائب الأمين العام للحزب أرادت مرة السفر للخارج لإحدى المناشط الخاصة بالمعارضة فمنعها جهاز الأمن من السفر فصبت جام غضبها على أخيها مساعد رئيس الجمهورية، على اعتبار أنه كان ينبغي أن يستخدم سلطاته في السماح لها بالسفر أي أن الدكتورة كانت تريد من الاستفادة من مشاركة أخيها في السلطة رغم رفضها للمشاركة.

في احتفال تأبين شهداء الاحتجاجات الأخيرة الذي أقامه الحزب أمس الأول دعا الصادق المهدي إلى الثورة، ولكن بعد أن تجلس المعارضة وتتواثق على ميثاق لما بعد إزاحة النظام وتتفق وتوقع عليه ومن ثم تدعو الناس للخروج إلى الشارع وفي ذات الوقت دعت أبنته الدكتورة مريم الناس إلى الخروج إلى الشارع فوراً لإزاحة النظام.

المهدي وحزب الأمة القومي يتعاملون مع النظام على قرار المثل السوداني (عصا قايمة وعصا نايمة) فهم من جهة يؤكدون معارضتهم للنظام القائم ويعملون على أزاحته ومن جهة أخرى يدعمون بقائه عبر المشاركة فيه بفاعلية، وهذا الوضع بالطبع لا يوجد في أي حزب في الدنيا تجد أبنه معارضة بالطبع لا يوجد في أي حزب في الدنيا تجد أسنه معارضاً وفي ذات الوقت مشاركاً في السلطة.

اللهم إلا أن يكون هناك دور مرسوم لعناية عبر اتفاق خفي مع النظام ينفذه الإمام الصادق بكل دقة.

صحيفة الحرة
محجوب عثمان[/JUSTIFY]